بولندا تتلقى وثائق بشأن التحقيق الروسي في حادث سقوط طائرة الرئيس

البولنديون يصوتون مجددا في دورة ثانية لاختيار الرئيس.. واليسار في موقع الحكم

TT

أعلن متحدث باسم المدعي العام البولندي أمس أن بولندا تلقت وثائق تضم نحو 1300 صفحة من المحققين الروس الذين يحققون في حادث الطائرة، الذي وقع في روسيا وأسفر عن مقتل الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي و95 مسؤولا.

وتتعاون بولندا وروسيا في تحقيقين منفصلين حول الحادث الذي وقع في سمولينسك بروسيا وأسفر عن مقتل الرئيس البولندي وزوجته وعشرات من نواب البرلمان وقادة بالجيش.

وتضم الوثائق إفادات شهود العيان وصورا من موقع الحادث. وستسلم تلك الوثائق لممثلي ادعاء عسكريين في بولندا بعدما تتم ترجمتها من اللغة الروسية إلى البولندية.

إلى ذلك يصوت البولنديون مجددا في دورة ثانية في الرابع من يوليو (تموز) لاختيار رئيس للبلاد بين الليبرالي برونيسلاف كوموروفسكي والمحافظ ياروسلاف كاتشينسكي في اقتراع سيكون لناخبي اليسار الكلمة الفصل فيه. وفي الدورة الأولى من الاقتراع الرئاسي التي جرت الأحد، تقدم الرئيس بالوكالة كوموروفسكي (58 عاما) من حزب المنتدى المدني المناصر لأوروبا على خصمه كاتشينسكي (61 عاما) المشكك في الوحدة الأوروبية.

وحصل كوموروفسكي على 41.22 في المائة من الأصوات مقابل 36.74 في المائة لكاتشينسكي رئيس حزب القانون والعدالة القومي والشقيق التوأم للرئيس الذي لقي مصرعه في أبريل (نيسان)، وذلك بعد فرز 94.3 في المائة من الأصوات.

لكن مرشح اليسار الاشتراكي الديمقراطي غريغورج نابيرالسكي (36 عاما) أثار مفاجأة بحصوله على 13.7 في المائة من الأصوات لذلك ستكون نتيجة الدورة الثانية مرتبطة بخيار ناخبي اليسار وكذلك بنسبة المشاركة التي بلغت 54.85 في المائة في الدورة الأولى.

ودعي البولنديون إلى الانتخابات الرئاسية بعد مصرع الرئيس ليخ كاتشينسكي في تحطم الطائرة التي كانت تقله في 10 أبريل في روسيا.

وقال عالم الاجتماع إدموند فونك ليبينسكي إن «نابيرالسكي ربح رصيدا سياسيا كبيرا يمكن أن يرجح كفة الميزان في الدورة الثانية. وقد بدأنا نرى المحاولات الأولى لجذب الناخبين من قبل المرشحين الرئيسيين».

وبعد نشر نتائج استطلاعات الرأي عند مغادرة الناخبين مراكز الاقتراع مساء الأحد سارع كاتشينسكي وكوموروفسكي لتهنئة نابيرالسكي.

وقال كوموروفسكي «أتمنى أن تجلب هذه النتيجة أوقاتا أفضل لليسار البولندي الذي لا غنى عنه على الساحة السياسية في بولندا». أما كاتشينسكي فقد عبر عن شكره لنابيرالسكي «على مبادرته حول طاولة مستديرة لدراسة وضع الخدمات الطبية» التي تواجه انتقادات حادة في بولندا.

وأكد بافل بوسيليوج الناطق باسم المرشح المحافظ أمس الاثنين للإذاعة أن برنامج الزعيم الاشتراكي الديمقراطي يتضمن «الكثير من العناصر المشتركة» مع برنامج كاتشينسكي.

ورفض نابيرالسكي إصدار أي إشارة للتصويت لأي من المرشحين. وقال «إذا كان علي تقديم دعمي لأحد ما فسيكون ذلك تبعا للقيم المتعلقة بمستقبل بولندا».

إلا أن نابيرالسكي يمكنه وضع شروط يصعب على المرشحين قبولها، من بينها قبول منح حرية التلقيح الاصطناعي وتمويله من قبل الدولة وتبني بولندا الميثاق الأوروبي للحقوق الأساسية.

وكانت بولندا ومثلها بريطانيا، حصلت في 2007 على استثناء يسمح لها بعدم تبني هذا الميثاق الملحق بمعاهدة لشبونة، تحت ضغط الحزب المحافظ للأخوين كاتشينسكي اللذين هددا برفض المعاهدة برمتها.

وفي استطلاعات الرأي يقول 66.5 في المائة من ناخبي نابيرالسكي إنهم مستعدون للتصويت لكوموروفسكي مقابل نحو 30 في المائة لكاتشينسكي.

وبمعزل عن توزيع الأصوات هذا، قال نحو 60 في المائة من الذين جرى استطلاع آرائهم قبل الدورة الأولى إنهم لا يريدون التصويت لكاتشينسكي، حسبما ذكر عالم الاجتماع ستانيسلاف موجيك الخبير السياسي في أكاديمية العلوم البولندية.

وأضاف أن «انخفاضا في نسبة المشاركة بسبب العطل يمكن أن يؤدي إلى خلط الأوراق»، مشيرا إلى أن «ناخبي كاتشينسكي منضبطون جدا».

ويقول المحللون إن الوضع يشبه ما حدث في انتخابات 2005. فقد تقدم الليبرالي دونالد تاسك في الدورة الأولى 3 في المائة على خصمه كاتشينسكي، لكن المرشح المحافظ هزمه في الدورة الثانية بـ54 في المائة مقابل 46 في المائة.