الصومال: جماعة إسلامية تحدد للرجال مهلة 30 يوما لإطلاق اللحى وقص الشوارب

فصيل من الحزب الإسلامي يعلن الاتحاد مع حركة الشباب

مسلحو «الحزب الإسلامي» الصومالي المعارض خلال عرض عسكري لهم بأسلحتهم في أحد شوارع العاصمة مقديشو أمس (رويترز)
TT

أصدر الحزب الإسلامي الصومالي المعارض الذي يتزعمه الشيخ حسن طاهر أويس أوامر جديدة تتعلق بإطلاق اللحى وقص الشوارب، وأعطى الحزب الرجال البالغين مهلة 30 يوما لتنفيذ هذه الأوامر. وفي مؤتمر صحافي عقده الشيخ حاشي محمد فارح، مسؤول إقليم العاصمة في الحزب الإسلامي، دعا جميع الرجال إلى إطلاق لحاهم وقص الشوارب. وأضاف: «إن على الجميع الالتزام بهذه الأوامر الشرعية، ومهلة ثلاثين يوما كافية لإطلاق اللحى، ولن يسمح لأي من الرجال البالغين حلق شواربهم بعد المهلة». وأضاف حاشي: «لا نسمح بإطلاق اللحى والشوارب معا، كما لا نسمح بحلقهما معا، بل عليهم إطلاق اللحى وقص الشوارب».

وتابع معلم حاشي قائلا: «كنا قد أمرنا النساء بارتداء الحجاب الشرعي، والتزمن بذلك بنسبة 99%، وعلى الرجال أن يفعلوا مثل ذلك». وقال: «سوف نتخذ الخطوات الملائمة ضد من يتجاهل تنفيذ هذه الأوامر». وتأتي هذه الأوامر الجديدة في سياق سلسلة من الأوامر التي صدرت من قبل الحزب الإسلامي الذي يسيطر على عدة مناطق بجنوب البلاد وأجزاء من العاصمة مقديشو. ورغم تقلص نفوذ الحزب وخسارته لعدة مناطق بوسط البلاد لصالح حركة الشباب، فإن الحزب الإسلامي أصبح الأكثر إصدارا للأوامر المتشددة من هذا النوع، وكان الحزب قد أصدر قرار حظر بث الموسيقى والأغاني من المحطات الإذاعية في مقديشو.

وذكر معلم حاشي أن هذه الأوامر جزء من خطة لتطبيق الشريعة الإسلامية على مظاهر الحياة العامة في الصومال، وليست هذه الأوامر لفرض إطلاق اللحى وقص الشوارب الأولى من نوعها في الصومال، فقد كانت سلطات حركة الشباب المجاهدين في مناطق جوبا بجنوب البلاد أول من أصدر أوامر من هذا النوع في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. وسبق أيضا أن فرض الحزب الإسلامي وكذلك حركة الشباب المجاهدين في المناطق التي يسيطران عليها أوامر صارمة تتعلق بالالتزام بمظاهر سلوك معينة، من بينها تقصير البنطلون، وأوامر للنساء بارتداء الحجاب الثقيل الذي يعرف محليا بالجلابيب، وكذلك منع بث الأغاني والموسيقى، إضافة إلى إغلاق دور السينما وحظر مشاهدة مباريات كأس العالم التي تقام حاليا بجنوب أفريقيا بحجة أنها تضييع للوقت. كما فرضا إغلاق المحلات التجارية أثناء تأدية صلاة الجماعة، والفصل بين الجنسين في الحافلات العمومية، وينتشر مسلحون من الفصائل المسلحة يطلق عليهم «جيش الحسبة» لتعقب من يخالف هذه الأوامر ومعاقبته.

في المقابل لا يزال سكان بعض الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة الانتقالية يتمتعون بقدر كبير من الحرية في ما يتعلق بعادات ومظاهر اللباس. لكن معلم حاشي برر أن إطلاق اللحية واجب شرعي، وقال: «علينا أن ندافع عن هذه الممارسة الدينية»، على حد قوله. وتعتبر خطوة فرض إطلاق اللحى وقص الشوارب - التي كانت تخضع سابقا للرغبات الشخصية - غريبة عن الثقافة المحلية.

على صعيد آخر أعلنت سلطات الحزب الإسلامي في إقليم هيران بوسط الصومال عن انضمامها إلى حركة الشباب المجاهدين، وعقد الطرفان اجتماعا للإعلان عن هذا الاتحاد في مدينة بلدوين عاصمة الإقليم. وقال الشيخ يوسف علي أوغاس مسؤول حركة الشباب في إقليم هيران، إن الهدف من تكوين الاتحاد بين الجانبين هو توحيد كلمة المجاهدين في الإقليم. وكان الطرفان يتقاسمان السيطرة على بلدوين في الفترة الأخيرة، وهي مدينة ذات استراتيجية تقع بالقرب من الحدود الإثيوبية، إلا أن معظم سلطات الحزب وميليشياته انسحبت منها نتيجة ضغوط من حركة الشباب على ما يعتقد. وعلمت «الشرق الأوسط» أن سلطات الحزب في هيران انقسمت في ما بينها بشأن الانضمام إلى حركة الشباب، وعارض مسؤولون بارزون من سلطات الحزب بشدة الانضمام إلى الشباب، من بينهم مسؤول الحزب في الإقليم الشيخ شورية صبري الذي غادر المدينة. وكانت سلطات الحزب الإسلامي في بلدة القادسية بإقليم شابيلا السفلي أعلنت هي الأخرى عن انضمامها طواعية إلى حركة الشباب.