مصادر: أحمدي نجاد يزور الأحواز اليوم وسط مخاوف من أعمال عنف

قالت: انتشار كثيف لقوات الأمن.. واعتقال 70 بعد تأجيل الزيارة 3 مرات

أحمدي نجاد لدى اجتماعه مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في طهران أمس (رويترز)
TT

من المقرر أن يتوجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في زيارة إلى الأحواز المشرفة على منطقة الخليج غرب إيران، في إطار تحركات تستهدف الاطلاع على الاستعدادات الجارية لمجابهة أي هجوم على البلاد من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية. وتطالب الكثير من الدول الغربية إضافة إلى تل أبيب وواشنطن باتخاذ إجراءات قوية ضد البرنامج النووي الإيراني، أكثر من الإجراءات الحالية التي تقتصر على زيادة العقوبات على إيران.

واعتقلت السلطات الإيرانية أمس ما لا يقل عن 70 من الناشطين المناوئين لطهران في منطقة الأحواز الغنية بالموارد الطبيعية، وعلى رأسها اليورانيوم والبترول والغاز والمياه العذبة. لكن زيارة نجاد للأحواز التي يقطنها نحو خمسة ملايين عربي أغلبهم من الشيعة قد تتأجل إلى وقت لاحق، بعد أن كشفت مصادر مطلعة بمنطقة الأحواز التي ينشط فيها عرب يطالبون بالانفصال عن إيران، وجود قلاقل أمنية هناك تسببت في تأجيل زيارة نجاد ثلاث مرات خلال الأشهر الماضية. ويعتزم نجاد التوجه إلى مدينة تستر (وتنطق «شوشتر» أيضا) في الأحواز، للوقوف على عدة برامج هناك، منها ما يخص الجوانب العسكرية والأمنية والاقتصادية، مشيرة إلى أن نجاد كان مقرا له زيارة هذه المدينة في وقت سابق، إلا أن مشكلات أمنية وتهديدات باستهداف ناشطين من المعارضين الانفصاليين لمصالح حكومية حالت دون إتمام تلك الزيارة التي تأتي في إطار تحركات سلطات طهران لواجهة العقوبات الاقتصادية ومواصلة الاستعداد لأي ضربة عسكرية من الغرب أو إسرائيل ضد بلاده. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أمس إن توترا أمنيا كثيفا تشهده مدينة تستر، خصوصا في منطقة الشعيبية بسبب اعتزام حضور الرئيس الإيراني في احتفال سيقام بمناسبة تدشين مشروع شلالات مدينة تستر، الذي يجري تنفيذه ضمن منظمة اليونيسكو العالمية.

ويتعامل ناشطون عرب مع السلطات الإيرانية باعتبارها سلطات احتلال، ويطالبون بالاستقلال عن الدولة الإيرانية باعتبار أن منطقة الأحواز إمارة عربية محتلة. وحسب معلومات قال المكتب الإعلامي لمنظمة حزم الأحوازية المناوئة لسلطات طهران، إنه حصل عليها أمس، فإن حضورا أمنيا مكثفا واعتقالات واسعة النطاق شهدتها مدينة تستر. وقال عادل السويدي مسؤول المكتب الإعلامي في «المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز - حزم»، في اتصال مع «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكان ما خارج إيران: «أكدت المعلومات الواردة من المدينة أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على 70 مواطنا أحوازيا في منطقة الشعيبية وضواحيها، تحسبا من قيام المقاومة الوطنية الأحوازية بعمليات تستهدف وجود رئيس دولة الاحتلال (نجاد) ومرافقيه».

ومن المقرر أن تستمر زيارة الرئيس الإيراني لتستر لمدة ثلاثة أيام. وفي حال إتمام زيارته للأحواز اليوم (الأربعاء) ستكون الزيارة الرابعة من نجاد للمنطقة منذ توليه الرئاسة في البلاد قبل نحو خمس سنوات، كان آخرها في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وفي الزيارة الأولى التي قام بها نجاد للأحواز عام 2006 اندلعت اضطرابات وتفجيرات في عدة مدن وقرى أحوازية، احتجاجا على الزيارة التي كانت ترافقت مع الإعلان عما يصفه المناوئون للسلطات الإيرانية بـ«وثيقة أبطحي» الخاصة بـ«توسيع المستوطنات (الفارسية) والتهجير القسري للعرب (من الأحواز) واستجلاب مستوطنين فرس ولور وغيرهم بدلا من العرب». واستقبل الناشطون المناوئون لما يسمونه «الاحتلال الإيراني» زيارة نجاد الأولى بتفجير مقرين أساسيين يمولان ما يطلقون عليه «مشاريع الاستيطان الفارسي في الأحواز».

وتشهد عدة أقاليم في إيران صدامات مسلحة بين حين وآخر بين القوات الحكومية ومتشددين من عرقيات ومذاهب مختلفة. ويوجد في إيران سبع قوميات مختلفة هي الفرس والعرب والتركمان والأكراد والبلوش والأتراك واللور، إضافة إلى عدة ديانات ومذاهب مختلفة، كما تمر البلاد منذ نحو عام بحالة من التوتر السياسي بعد أن شكك معارضون في صحة تجديد انتخاب الرئيس نجاد. وأعدمت إيران قبل يومين ناشطين تتهمهم بارتكاب أعمال إرهابية، كما أعلنت قبل أسبوع توقيف مجموعة من المخربين في شرق البلاد.

وكان مناوئون للحكم الإيراني فجروا عند زيارة نجاد الأولى للأحواز فرع بنك «سامان» الكائن بمنطقة كيانبارس التي يقطنها أغنياء من أصول فارسية وأطقم سياسية وأمنية تابعة للسلطات في طهران. كما فجر المناوئون في ذلك الوقت مجمعا لدائرة المنابع الطبيعية الموجودة في منطقة غولستان بمدينة الأحواز.

وفي الشهر الماضي وقعت مصادمات في إقليم خوزستان ذي بالأحواز بين عرب يرفضون الحكم الإيراني وقوات أمن حكومية أوقعت 5 قتلى و22 مصابا، واعتقال العشرات.