بدو سيناء يهربون إلى الجبال ويطالبون بتدخل المخابرات لإنهاء التوتر الأمني

مصادر أمنية: المواجهة المباشرة مع المطلوبين قد تؤدي إلى خسائر بشرية في الجانبين

TT

شهدت شبه جزيرة سيناء (شرق مصر) فرار مئات من البدو إلى مناطق جبلية، بينما سيطرت حالة من الهدوء النسبي على مناطق وسط سيناء بعد موجة من المواجهات المسلحة العنيفة التي شهدتها المنطقة يوم الاثنين، على خلفية المداهمات التي قامت بها الشرطة لمنازل البدو بمنطقة وادي العمرو بحثا عن مطلوبين، والتي أعقبها قيام بدو مسلحين بقطع الطريق المؤدي إلى معبر العوجة التجاري مع إسرائيل وإصابة سائق ومساعده.

وذكرت مصادر أمنية وشهود عيان أن مئات البدو من المطلوبين وغير المطلوبين قد فروا إلى المناطق الجبلية بشبه جزيرة سيناء بعد المواجهات المسلحة العنيفة التي تمت بين عدد منهم والشرطة المصرية، خوفا من ازدياد الملاحقات الأمنية وحملات الاعتقال العشوائي.

وقال شاهد عيان لقب نفسه بأبو أحمد إن المئات من شباب ورجال البدو قد تركوا منازلهم وفروا إلى الجبال خوفا من أن تطالهم عمليات الاعتقال العشوائي التي تقوم بها الشرطة في أعقاب المواجهات المسلحة مع مجموعات من البدو، مضيفا أن عددا من الفارين ليسوا مطلوبين في أي قضايا، ولكن تجاربهم السابقة مع الشرطة تؤكد احتمال تعرضهم للتوقيف والاحتجاز لأشهر.

وقال زعيم بدوي رفض نشر اسمه: «البدو يحتاجون الآن إلى وسيط محايد للتفاوض معه بعد فشل جميع المفاوضات مع الشرطة، وإلا سيزيد التوتر الأمني بالمنطقة»، مؤكدا أن «البدو أصبحوا لا يثقون بالشرطة التي لم تف بوعودها طوال السنوات الماضية».

وقال إن «حملات المداهمات التي تقوم بها الشرطة يتم فيها إطلاق الرصاص بشكل عشوائي، مما تسبب في قتل الكثير من الإبل وإتلاف خزانات المياه، إضافة إلى حالة الرعب والهلع التي تنتاب الأطفال والنساء بسبب عمليات إطلاق الرصاص». وأضاف أن البدو «يطلبون من جهاز المخابرات تولي ملفهم من جديد، لأنه لا يمكن التوصل إلى حل مع الشرطة»، مشيرا إلى أن زعماء البدو سيعقدون خلال الأيام المقبلة عددا من الاجتماعات لإنهاء حالة التوتر الأمني الموجود بالمنطقة. وازدادت حالة التوتر الأمني بسيناء خلال الأيام الماضية بسبب حملة المداهمات التي تقوم بها الشرطة للقبض على سالم لافي، الذي تعتبره الشرطة المصرية المطلوب الأول بسيناء، وعدد آخر من المطلوبين الذين صدرت ضدهم أحكام غيابية.

وتطارد الشرطة المصرية لافي، الذي تمكن من الفرار من قبضتها في شهر فبراير (شباط) الماضي بعد هجوم مسلح نفذه عدد من أتباعه على سيارة الشرطة، حيث قتل في الهجوم ضابط شرطة ومجند وأصيب اثنان آخران.

وقالت مصادر أمنية إن المطلوبين صدرت ضدهم أحكام قضائية واجبة النفاذ وأنهم أصبحوا يشكلون خطرا على المنشآت الحيوية بسيناء، بسبب امتلاكهم كميات كبيرة من الأسلحة القادمة من دول أفريقية مجاورة، والمتفجرات التي حصلوا عليها من مخلفات الحروب بعد استخراج مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار من الألغام والدانات.

وأضافت المصادر أن حملات الشرطة لن تتوقف، وأن القوات المشاركة في هذه الحملات تواجه بإطلاق النار بغزارة فور دخولها المناطق البدوية، مما يضطرها إلى الاشتباك مع مصادر النيران.

وتابعت أنه تم رصد المطلوبين أكثر من مرة، ولكن الشرطة تخشى الدخول في مواجهة مباشرة معهم لمنع وقوع خسائر كبيرة في الأرواح بين الطرفين.