بيروت ترجئ تقديم اعتذار للخرطوم عن الإساءة العنصرية لمواطنيها.. ريثما تنهي التحقيقات

سودانيون يستعدون لتنظيم احتجاجات واسعة في الخرطوم

TT

أرجأت الخارجية اللبنانية تقديم اعتذار للسودان، بعد اكتمال تحقيقات حول تورط عناصر في الأمن اللبناني في حادثة اعتداءات على سودانيين وإساءات وصفت بأنه «عنصرية»، في وقت يعتزم فيه سودانيون تنظيم مظاهرة احتجاج أمام السفارة اللبنانية بالخرطوم.

وتسعى الخرطوم وبيروت إلى احتواء أزمة بسبب تعرض سودانيين لاعتداءات وإساءات عنصرية في لبنان قبل أيام. وتعود الأزمة إلى اقتحام عناصر من الأمن اللبناني لحفل خيري نظمه سودانيون بمنطقة الأوزاعي، في ضواحي العاصمة اللبنانية، وقال السودانيون إن السلطات تعرضت لهم بالضرب وتوجيه الإهانات والسباب العنصري بسبب لون البشرة.

وينوي سودانيون اليوم تنظيم مسيرة إلى السفارة اللبنانية بالخرطوم، في وقت وعدت فيه الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات المناسبة في مواجهة متورطين في الإساءة والضرب بحق سودانيين في بيروت. وأكدت أن ما جرى لا يمثل الموقف الرسمي واعتبرها تصرفا فرديا من بعض رجال الأمن. واستنكر السفير اللبناني في الخرطوم أحمد الشماط تعرض بعض السودانيين في لبنان لمعاملة سيئة وإهانات من قبل قوات الأمن اللبناني، وقال: «إذا كان هناك من أخطاء أقدم عليها عنصر، فإن رؤساءه سوف يتخذون العقوبات المسلكية والقانونية ليكون عبرة لمن يعتبر».

وقالت مصادر دبلوماسية إن الجانبين السوداني واللبناني اتفقا على ترحيل 200 شخص آخرين مباشرة إلى أرض الوطن، بينهم سودانيون تم اعتقالهم في حملات نفذتها السلطات مؤخرا، وترحيل المخالفين لقوانين الإقامة بعد تأمين تذاكر السفر دون تقديمهم للمحاكمة، التي تصل عقوبتها في حال الإدانة إلى السجن لمدة شهر وغرامة 100 ألف ليرة لبنانية (ما يعادل 70 دولارا أميركيا).

وشدد السفير الذي قال إنه يتحدث بأمر من وزير الخارجية والمغتربين، علي الشامي، على أن بلاده ستتقدم باعتذار رسمي متى ما ثبت أي خطأ، من خلال التحقيقات التي تمت بتوجيه من رئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس المجلس الوطني نبيه بري. وتوعد السفير اللبناني بمحاسبة المتورطين من قوى الأمن التي شاركت في الأحداث، نافيا بشدة أن يكون ما حدث موقفا رسميا لبلاده. وطالب الشماط السلطات السودانية بالتعاون مع الأمن اللبناني بالحد من ظاهرة تهريب السودانيين إلى لبنان. وحمّل السودانيين المقيمين في لبنان بصورة غير شرعية، مسؤولية ما حدث. وقال إن هناك «سودانيين ارتكبوا أخطاء ودخلوا البلاد خلسة من دون تأشيرات بواسطة مهربين، وهناك دولة ترغب في تنظيم شؤونها».

ومن جانبها اعتبرت الخارجية السودانية ما حصل لن يؤثر على العلاقات بين البلدين في وقت طالبت فيه برد الاعتبار لمن تعرضوا للاعتداءات. وقال الناطق باسم الخارجية لـ«الشرق الأوسط» معاوية عثمان خال: نأمل في توفيق أوضاع السودانيين هناك، ونعمل على إعادة من لا يحملون إقامات إلى السودان طوعيا». ورفض خالد التصعيد من البعض والمطالبة بالمقاطعة للمنتجات اللبنانية أو مقاطعة لبنان كما طالب بعض السودانيين.وفي بيروت، وصف وزير الخارجية والمغتربين اللبناني علي الشامي تعرض عدد من السودانيين المقيمين في لبنان للضرب وإساءة المعاملة من قبل عناصر جهاز أمني لبناني بأنها «حادثة فردية»، مؤكدا أن التحقيقات جارية «لكشف ملابسات الحادثة التي طالت عمالا سودانيين قبل أيام، ومعاقبة المسؤولين عنها»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن أن تؤثر هذه الحادثة على العلاقات اللبنانية - السودانية العميقة والمتجذرة تاريخيا».