أفغانستان: مقتل جنديين وإصابة 18 في أول عملية انتحارية تنفذها سيدة

الأمم المتحدة سترفع أعضاء من طالبان في القائمة السوداء

TT

أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أمس أن مفجرة انتحارية قتلت أمس جنديين أجنبيين وأصابت 18 أفغانيا في شرق أفغانستان في هجوم نادر، استخدم فيه متمردون انتحارية لمهاجمة قوات يقودها حلف شمال الأطلسي. وصرح زماري بشاري، وهو متحدث باسم الداخلية، بأنه يجري التحقق من اسم الانتحارية التي فجرت نفسها أمس في إقليم كونار بالقرب من الحدود مع باكستان، وقال إن انتحاريات نفذن هجمات أخرى في أفغانستان. لكن ذبيح الله مجاهد، وهو متحدث باسم المتمردين الذين تقودهم حركة طالبان، قال إن هذه كانت المرة الأولى التي تشن فيها امرأة هجوما انتحاريا منذ أن بدأت طالبان قتالها لاستعادة السلطة قبل قرابة عشر سنوات.

وقال مجاهد لـ«رويترز» عبر الهاتف من مكان غير معلوم: «تطوعت بنفسها لهذه المهمة لأنها فقدت بعض أفراد أسرتها في الحرب». وأضاف أنها من سكان كونار وأنها خضعت لبعض التدريب وبعدها نفذت هجوم أمس». ولم يقدم مجاهد تفاصيل حول ما إذا كان هناك المزيد من النساء المستعدات لتفجير أنفسهن، وهو أسلوب تفضله طالبان ونقلته عن المقاتلين في العراق، حيث شاركت نساء في الكثير من الهجمات الانتحارية. وأضاف مجاهد أن المتمردين الأفغان يرحبون بالمزيد من المتطوعات.

وكانت طالبان تحظر عمل النساء وتحظر تعليمهن عندما كانت في السلطة، إلا أن مصادر مطلعة في العاصمة كابل أكدت في اتصال هاتفي أجرته معها «الشرق الأوسط» أن ثقافة الانتحار جاءت إلى أفغانستان عبر «القاعدة», مشيرة إلى أنه حتى في سنوات القتال ضد الروس لمدة ثماني سنوات لم تنفذ عملية انتحارية واحدة سواء من قبل رجال أو سيدات. وأعرب مصدر حكومي في العاصمة كابل عن اعتقاده أن الانتحارية ربما ليست سيدة أفغانية.

ووسعت طالبان التي أطاحت بحكومتها قوات تدعمها الولايات المتحدة عام 2001 نطاق ومدى هجماتها في السنوات القليلة الماضية، وأوقعت خسائر فادحة بين الأفغان والقوات الأجنبية في البلاد، التي يصل قوامها إلى 150 ألف جندي. وقالت الداخلية الأفغانية إن ثلاثة من بين الأفغان المصابين في تفجير أمس من الشرطة، وإن الباقي مدنيون. من جهة أخرى أعلنت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي في حصيلة جديدة الثلاثاء أن عشرة من جنود الحلف أغلبهم من الأميركيين قتلوا أول من أمس في حوادث متفرقة في أفغانستان. وقتل ثلاثة من قوات النخبة الأسترالية وجندي أميركي في حادث تحطم مروحية في ولاية قندهار الجنوبية، في أكبر خسارة في حادث واحد تتعرض له القوات الأسترالية خلال نحو تسع سنوات، بحسب بيان لـ«إيساف». كما قتل جنديان من الحلف الأطلسي، أحدهما أميركي، في انفجارات منفصلة في مناطق أخرى من الجنوب الذي يعد معقلا لحركة طالبان التي تشن تمردا يتزايد حدة ضد القوات الغربية. وقتل سيرجنت كندي في أفغانستان على ما أعلن قائد الكتيبة الكندية الجنرال جون فانس في قندهار أمام كاميرات التلفزيون الكندي العام (سي بي سي).

وفي حوادث أخرى، قتل جندي آخر في هجوم شنه مسلحون بأسلحة خفيفة في جنوب أفغانستان، كما قتل جنديان آخران في انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق في شرق أفغانستان، حسب بيان لقوة «إيساف».