ممول سفينتي غزة لـ«الشرق الأوسط»: سفينة «مريم» موجودة.. وموعد الانطلاق لا يمكن تحديده

الخارجية الأميركية تدعو لـ«التحلي بالمسؤولية»

TT

أكد رجل الأعمال الفلسطيني ياسر قشلق، رئيس حركة «فلسطين حرة» وممول حملة كسر حصار غزة التي يفترض أن تنطلق من لبنان بسفينتين، أن «سفينة مريم موجودة بالفعل وليست افتراضية». وقال قشلق لـ«الشرق الأوسط» إن السفينة «تأخرت في الوصول إلى لبنان، بسبب حاجتها إلى برادات متطورة لحفظ الدواء ونقله إلى غزة، والسفينة ستصل خلال يوم أو اثنين على أبعد تقدير». ومن المفترض أن تنطلق سفينتا مساعدات من لبنان إلى غزة، إحداهما «ناجي العلي» على متنها صحافيون و«مريم» وعلى متنها نساء من مختلف الجنسيات، إلا أنه تبين قبل يومين أن سفينة مريم لا وجود لها، وأن المنظمين لا يزالون يبحثون عن سفينة. ولم يتحدد بعد موعد مغادرة سفينتي المساعدات إلى غزة، إلا أن قشلق أكد أن «الصحافة ستكون مدعوة، ربما يوم الجمعة المقبل، لتصعد إلى السفينتين اللتين ستكونان بقرب بعضهما البعض في مرفأ طرابلس، بعد تزيينهما بأعلام الأفراح، لزيارتهما ومعاينتهما وتصوير كل شيء».

وجاء ذلك في وقت دعت فيه الولايات المتحدة للتحلي بروح «المسؤولية» لتفادي أن تتوجه سفينتا الناشطين إلى غزة، وحضت على استخدام «القنوات الموجودة» لتقديم المساعدة للفلسطينيين. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن نقل المساعدة عبر البحر «ليس مناسبا ولا مسؤولا وبالتأكيد ليس فاعلا أيا تكن الظروف». وعلى غرار اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط المؤلفة من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، دعت إدارة الرئيس باراك أوباما «جميع الراغبين في نقل سلع إلى القيام بذلك عبر القنوات الموجودة في شكل يمكن من تفتيش شحنتهم عند نقاط العبور البرية إلى قطاع غزة». ودعت الخارجية الأميركية أيضا إلى تجنب «المواجهات غير المجدية» كما طالبت «كل الأطراف بالتصرف بشكل مسؤول». وحمل لبنان، في رسالة إلى الأمم المتحدة الثلاثاء، إسرائيل مسؤولية «أي عدوان» عليه، وذلك ردا على تأكيد إسرائيل أنها ستستخدم «كل الوسائل» لمنع وصول سفن لبنانية إلى قطاع غزة. وكانت السفينتان قد تلقتا الضوء الأخضر للإبحار إلى قبرص بداية الأسبوع، لأن لا خط بحريا بين لبنان وإسرائيل. لكن قبرص أكدت أن قرار منع أي سفينة من الإبحار في اتجاه غزة ما زال ساري المفعول.

وبالعودة إلى بيروت، قال قشلق ردا على سؤال حول موعد انطلاق السفينتين: «ساعة الصفر تحدد لاحقا، تحددها الهيئة المنظمة للرحلة، تتصل بالناشطين وتقول لهم، حانت لحظة الرحيل. ليس بمقدور أحد منا أن يتحدث عن لحظة الانطلاق، فليس من أحد يسأل وزير دفاع يريد أن يشن حربا، في أي ساعة تبدأ المعركة، نحن نخوض مناورة إنسانية. مهمتنا هي ايصال أدوية للأطفال والمرضى إلى ميناء دولي هو ميناء غزة، معترف به من كافة الهيئات الدولية، قبل أوسلو وبعدها، وأي تعد علينا أو محاولة لمنعنا قرصنة بكل ما في الكلمة من معنى. لن يكون بحوزتنا سوى المساعدات الإنسانية، فإن أرادت إسرائيل أسرنا فلتفعل، وإن هي رغبت في قتلنا فلتقتلنا، لا بأس في ذلك. نحن لا خيار لنا اليوم سوى التحرك لمساعدة المحاصرين، وإنقاذ المرضى». وأكد أن «سفينة مريم كانت موجودة في أحد الموانئ الأوروبية لتزويدها ببرادات متطورة بمقدورها أن تحفظ أدوية السرطان التي نريد نقلها إلى غزة، وهي أدوية لسرطان الأطفال والثدي والرحم، مع علمنا مسبقا أن الانتظار في البحر قد يطول قبل وصولنا إلى غزة، ولا بد من اتخاذ كل الاستعدادات كي لا تفسد المواد التي ننقلها». وشرح قشلق يقول: «موضوعنا ليس فقط تسيير سفن، نحن بعملنا هذا أعدنا فلسطين للوجدان، صرنا نرى عبارة فلسطين حرة مكتوبة في (يديعوت أحرونوت)، كما أجبرنا إسرائيل على التحدث مع الفاتيكان، لتتمنى على الكنيسة منع الراهبات من الصعود على الباخرة، لكنني أؤكد اليوم، وهذه أقولها لأول مرة أن الراهبات الخمس وصلن إلى لبنان، وهن في ضيافتنا، ومتأهبات للذهاب إلى غزة».

وعن بقية الناشطين والناشطات الأجانب، قال: «البعض وصل وثمة دفعة أخيرة تصل غدا في طائرات صباحية وأخرى بعد الظهر. أما المساعدات فهي جاهزة، وعندنا أكثر مما يلزمنا». وردا على ما إذا كان سيبحر شخصيا على متن إحدى السفينتين قال قشلق: «لن أكون فقط على متن إحدى السفينتين بل سأكون قائد هذه الرحلة إلى غزة».

وفي ميناء طرابلس على الرصيف رقم 5 لا تزال سفينة جوليا التي أعطيت اسم «ناجي العلي»، تيمنا باسم رسام الكاريكاتير الفلسطيني المعروف الذي قتل غدرا، تنتظر هادئة لا حركة عليها، وصول «سفينة مريم» من وجهة لا تزال مجهولة. ويرفض المنظمون تسميتها لأسباب أمنية. ولم تتقدم منظمة «صحافيون بلا قيود» التي تعنى بهذه السفينة بأي طلب لغاية يوم أمس، لتحميل المساعدات على متنها، لكن فريقا بدأ أمس، باستكمال التجهيزات اللازمة التي طلبها التفتيش البحري اللبناني، كي يسمح لها بالإبحار بعد استيفاء شروط السلامة العامة. ويبدو أن هذه السفينة، كما علم لغاية الآن، ستحمل 500 طن من الاسمنت، وهذه نصف حمولتها فيما سيكون النصف الآخر مساعدات غذائية وألعابا ومواد أخرى مختلفة. ولا يزال فريق الملاحة الذي وصل على متن السفينة الذي يضم هنودا ومصريا واحدا على متنها على أن يستبدل بفريق آخر، بعد أن رفض الهنود التوجه إلى غزة.

ويقول أحد الخبراء في قضايا الملاحة إن السفينتين سيتم تفتيشهما في قبرص، وهو الميناء الذي ستتوجهان إليه بالضرورة قبل انطلاقهما إلى غزة، لأن القانون اللبناني لا يسمح بالإبحار إلى أي ميناء إسرائيلي، أو خاضع لسلطتها.