عريقات: نتنياهو يعرف ما هو المطلوب

قال إن عليه الموافقة على بدءالمفاوضات من حيث توقفت عام 2008

TT

حذرت منظمة التحرير من حرب دينية في القدس إذا ما استمر مسلسل «أسرلة» المدينة عبر تهويدها، وتهجير الفلسطينيين منها. وطالب أحمد قريع (أبو علاء)، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس، بـ«مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة بكل حزم وقوة، وعلى كل الصعد القانونية والسياسية والدبلوماسية والشعبية». وجاء بيان قريع بعد ساعات من إعلان إسرائيل عن مخطط لهدم 22 منزلا من مجموع 88 منزلا في حي البستان في سلوان، واعتبر قريع الطلب الإسرائيلي من الفلسطينيين بحي سلوان بهدم بيوتهم بأيديهم، «صورة أخرى من صور الإجرام والبشاعة والظلم والعدوان لآخر استعمار في الدنيا». ووصف قريع الاستيطان المستمر في القدس بأنه «محاولات محمومة لمحو وشطب الوجود الفلسطيني المقدسي، وإذابة المعالم المقدسية الفلسطينية العربية والإسلامية وصبغها برموز يهودية تلمودية مصطنعة».

وأضاف قريع أن «قرار هدم منازل المواطنين في حي البستان، وإقرار لجنة التخطيط والبناء التابعة لحكومة الاحتلال مشروع بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في رمات شلومي، واستمرار بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية داخل البلدة القديمة، وفي منطقة باب العمود، واستمرار الحفريات أسفل المسجد الأقصى، وفي مدينة القدس المحتلة، كل ذلك يمثل خطوة خطيرة نحو تهويد القدس و(أسرلتها) لتفريغ المدينة المقدسة من مواطنيها، ولتقويض مطلب القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وإنهاء مشروع حل الدولتين ودفن مشروع السلام برمته».

وحذر قريع بأن الوضع في القدس أكثر خطورة وصعوبة مما يظن البعض «فإسرائيل تسابق نفسها، وتماطل العالم، لاستكمال مشروعها الاستيطاني الاحتلالي بتهويد القدس وأسرلتها، وإسقاط المشروع الوطني الفلسطيني نهائيا». وطالب أبو العلاء المجتمع الدولي بـ«التدخل العاجل والحاسم لتجنب حرب دينية واقعة لا محالة إذا استمر هذا الفجور الإسرائيلي وسياساته العدوانية في القدس».

إلى ذلك، رفضت السلطة الفلسطينية طلبا لرئيس الوزراء الإسرائيلي ببدء مباحثات مباشرة، وقال صائب عريقات، مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير، إن ذلك مستحيل الآن. وأضاف أن «نتنياهو يعرف تماما ما هو مطلوب أن يفعله إذا أراد إجراء مفاوضات مباشرة». وأكد عريقات أن القيادة الفلسطينية لا تعارض المفاوضات المباشرة «لكن على نتنياهو أن يعلن عن وقف الأنشطة الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي وبما يشمل القدس، ومن ثم يوافق على بدء المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر (كانون الأول) عام 2008». واعتبر عريقات قرار إسرائيل بهدم 22 منزلا فلسطينيا في حي البستان بالقدس بمثابة «هدم ونسف» للمفاوضات. وقال إن عدم إلغاء الحكومة الإسرائيلية لهذا القرار «سيعني أن الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت لغة الاستيطان والإملاءات بدلا من لغة السلام والمفاوضات». وأضاف عريقات، في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية «لا يمكن أن تتحدث إسرائيل عن مفاوضات مباشرة وغير مباشرة في ظل استمرار ممارسات هدم المنازل الفلسطينية وإبعاد النواب ومواصلة الاستيطان، لأن هذه السياسات ستؤدي حتما إلى دفن كل جهد ممكن لإطلاق عملية السلام». وتساءل عريقات «إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من إلزام إسرائيل بوقف هدم 22 منزلا، فهل نتوقع إلزامها بإنهاء الاحتلال لحدود 1967».

وأشار عريقات إلى أن كل الخيارات الفلسطينية، في حال استمرار هذه الممارسات، تبقى مفتوحة، بينها إمكانية الدعوة لاجتماع استثنائي للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكان نتنياهو قال إنه من الضروري استئناف المفاوضات على الفور «من دون إبطاء ومن دون شروط مسبقة».

ويربط الفلسطينيون ذلك بتحقيق تقدم في ملفي الحدود والأمن خلال المفاوضات غير المباشرة، شريطة ألا تنفذ إسرائيل أي مخططات استيطانية جديدة في فترة المفاوضات غير المباشرة.