المالكي يقبل استقالة وزير الكهرباء ويكلف الشهرستاني بالحقيبة وكالة

البصرة: مداهمات واعتقال المشاركين في مظاهرة السبت الماضي

شرطة مكافحة الشغب العراقية في مواجهة متظاهرين ضد انقطاع التيار الكهربائي في الناصرية الاثنين الماضي (أ.ب)
TT

غداة مرافعة تخللها شرح مسهب يتعلق بأوضاع القطاع الكهربائي في العراق، وافق رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي أمس على استقالة وزير الكهرباء كريم وحيد إثر مظاهرات صاخبة عمت أرجاء البلاد احتجاجا على انقطاع التيار في ظل درجات حرارة قاربت الستين في الجنوب خصوصا. وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ إن المالكي «قبل الاستقالة».

وكان وحيد أعلن مساء الاثنين تقديم استقالته إثر مظاهرات تخللتها أعمال عنف بسبب انقطاع التيار عن مناطق عدة في ظل قيظ خانق. وقد دافع المالكي أول من أمس عن قرار وزير الكهرباء قائلا إن «كتاب الاستقالة لا يزال على مكتبي وسأنظر فيها لاتخاذ قرار مناسب (...) ربما سيتبعها قرارات بالنسبة لوزارة الكهرباء لتحسين الوضع الإداري» في إشارة إلى احتمال إقالة عدد من مساعديه. وأشار إلى صعوبة المعالجة السريعة لأزمة الكهرباء قائلا «بصراحة، لا يتوقع أحد أن مشكلة الكهرباء ستحل قبل عامين».

وعمت مظاهرات صاخبة البصرة السبت سقط خلالها قتيل وجريحان، كما جرت مظاهرات مماثلة الاثنين في النجف والناصرية حيث أصيب 17 من عناصر الشرطة بجروح، إضافة إلى مظاهرات جرت في كربلاء والرمادي أول من أمس. وطالبت المظاهرات في الجنوب وبغداد والرمادي بإقالة وحيد وكبار المسؤولين، ضمن سلسلة من الاحتجاجات انطلقت خلال الأيام الماضية تنديدا بانقطاع الكهرباء. كما سارت مظاهرة أمس في الحلة، كبرى مدن محافظة بابل جنوب بغداد. وتجمع المتظاهرون وسط إجراءات أمنية مشددة أمام مبنى مجلس المحافظة رافعين لافتات كتب عليها «الكهرباء إلى رحمة الله» وهتفوا «أين الوعود يا دولة القانون؟» في إشارة إلى ائتلاف المالكي و«أين المليارات يا مسؤولي دولة القانون؟»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وكان المالكي ندد أول من أمس بـ«تسييس» المظاهرات قائلا «هناك فرق بين مظاهرة وشغب مثلما حصل في البصرة، هذا كان شغبا، هناك فرق بين خروج المواطنين في مظاهرة مطلبية، وأن يتم تسييس الملف ويتحول إلى أعمال شغب». وأضاف «لا نسمح بأن تكون (المظاهرات) فرصة للذين يريدون تحريكها لأغراض سياسية». وقرر المالكي إسناد حقيبة الكهرباء وكالة إلى وزير النفط حسين الشهرستاني. وكان وحيد وضع نفسه بتصرف رئيس الوزراء قائلا «أعلن بشجاعة تقديم استقالتي من منصبي وأنني مستعد للقيام بما يطلبه مني رئيس الوزراء من أجل خدمة الشعب العراقي». وقد عزا الوزير المستقيل النقص الحاد في التيار الكهربائي إلى عدم انتهاء بناء مشاريع عدة لتوليد الطاقة وقلة الأموال الموضوعة بتصرف الوزارة، معربا عن تقديره «صبر العراقيين» على ذلك.

إلى ذلك، شهدت محافظة البصرة خلال اليوميين الماضيين حملة مداهمات واعتقالات للأشخاص الذين شاركوا في مظاهرة السبت الماضي. وقالت عائلة ميثم عبد الكاظم للصحافيين إن «قوة من الفرقة 14 من الجيش العراقي داهمت منزلهم في منطقة الطويسة وسط المدينة بحثا عن والدهم المتهم بالمشاركة في المظاهرة واعتقلت اثنين من أبنائه». وأكدت أن «القوة عند عدم عثورها على رب الأسرة اعتقلت معين ومحمد على الرغم من أنها لم توجه التهم إليهما وتوعدت بعدم إطلاق سراحهما إلا في حالة قيام ميثم بتسليم نفسه طواعية إلى الأجهزة الأمنية ».

وأفاد شهود عيان بأن الأجهزة الأمنية «اعتقلت عددا من الأشخاص خلال مداهمات شهدتها بعض مناطق المحافظة لاتهامهم بالتحريض وقيادة المظاهرة وسط أنباء عن محاولة الكثير من الذين شاركوا بالمظاهرة الاختفاء عند أقاربهم أو السفر إلى المحافظات الأخرى خشية من الاعتقال».