الأمن القرغيزي يداهم منازل الأوزبك وسط دعوات لإرسال قوات شرطة دولية

عودة 46 ألف مهاجر من أصل 75 ألفا.. ومخاوف من تجدد العنف عشية الاستفتاء

جنود قرغيز يفحصون وثائق هوية شخص من الإثنية الأوزبكية في مدينة أوش الجنوبية أمس (أ.ب)
TT

داهمت قوات الأمن القرغيزية، أمس، أحياء يقطنها الأوزبك في مدينة أوش الجنوبية المضطربة، فيما يواصل عشرات الآلاف العودة إلى بلادهم بعد لجوئهم إلى أوزباكستان جراء أعمال العنف العرقية الأخيرة. وجاء هذا فيما دعت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أمس، إلى إرسال قوة شرطة دولية للمساعدة على إحلال الاستقرار في المنطقة، وأعرب متابعون للملف عن خشيتهم من عودة العنف في الأيام المقبلة بسبب إجراء استفتاء على تعديل الدستور يوم الأحد المقبل.

وقال قرصان أسانوف، وهو قائد في أوش، إن قوات الشرطة ووزارة الدفاع والشرطة المالية تجري مداهمات مشتركة في أحياء الأوزبك في محاولة لإعادة النظام إلى البلدة. وأضاف، حسبما نقلت عنه وكالة «رويترز»، «أوضحنا للجانبين القرغيزي والأوزبكي أنهما يجب أن يسلما أسلحتهما والرهائن المحتجزين لديهما طواعية، لكن النتائج لم تكن مرضية. لذا بدأت المداهمات يوم 21 يونيو (حزيران)». وأوضح أن «الهدف الرئيسي من هذه المداهمات هو البحث عن الأسلحة والمفقودين». وأضاف أن قوات الأمن عثرت على حشيش وهيروين وأفيون وكذلك أسلحة صغيرة ومسدسات. واشتكي سكان من الأوزبك في الأيام القليلة الماضية من أن المداهمات كانت وحشية.

وعاد عشرات آلاف القرغيز إلى بلادهم في الأيام الأخيرة من أوزباكستان التي لجأوا إليها جراء أعمال العنف التي شهدتها بلادهم في الأسابيع الأخيرة. واجتاز أكثر من 10 آلاف شخص مختلف نقاط المراقبة بين البلدين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، كما قال نائب مدير جهاز مراقبة الحدود القرغيزية. وذكر تشولبون بك توروسبيكوف في تصريح صحافي إن الوضع على الحدود صباح أمس كان «مستقرا وهادئا، ولم يسجل حصول أي حادث، خصوصا على الحدود القرغيزية - الأوزبكية». وأضاف أن «العدد الإجمالي للمواطنين القرغيزيين الذين عادوا بلغ 46 ألفا و124 شخصا». وأوضح الجهاز القرغيزي لمراقبة الحدود أن 75 ألف شخص هربوا إلى أوزباكستان بعد أعمال العنف العرقية التي اجتاحت جنوب البلاد، فيما قدرت وكالات مساعدة دولية العدد بأكثر من 100 ألف. وتم أيضا تسجيل نزوح 300 ألف شخص آخر داخل قرغيزستان.

ولإحلال الاستقرار في المنطقة، دعت الجمعية البرلمانية التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس إلى إرسال قوة شرطة دولية إلى جنوب قرغيزستان. وقال كيمو كيليونن الممثل الخاص بآسيا الوسطى في الجمعية البرلمانية للمنظمة، للصحافيين: «لا أقصد قوات حفظ سلام بالمعنى العسكري. وإنما ما أتصور أنه سيكون مفيدا بالفعل هو أن تكون هناك عملية ما لشرطة دولية تقدم المشورة التقنية وربما وجود للشرطة الدولية هناك. من شأن هذا أن يخلق مناخا من الثقة». في غضون ذلك، يتواصل تدفق المساعدات الإنسانية إلى عشرات آلاف اللاجئين الذي فروا من منازلهم بسبب العنف. وأعلنت وزارة الخارجية التركية أمس أن أنقرة أرسلت 38 طنا من المساعدات الإنسانية إلى أوزباكستان لمساعدة عشرات آلاف القرغيز الذين لجأوا إلى هذا البلد. وفيما تستعد الحكومة القرغيزية المؤقتة التي وصلت إلى الحكم في أبريل (نيسان) الماضي إثر تمرد شعبي، لإجراء استفتاء دستوري يوم الأحد المقبل، يتخوف عدد من المراقبين من عودة العنف في الأيام المقبلة بسبب إجراء هذا الاستفتاء. وتأمل السلطات الانتقالية في أن يحسن هذا الاستفتاء الوضع في هذا البلد الصغير في آسيا الوسطى الذي يعاني من الفقر وانعدام الاستقرار السياسي.