خامنئي: العقوبات بحق إيران تظهر حال «الارتباك» و«العجز» لدى الغرب

صالحي: لدينا 17 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 20%

TT

اعتبر المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي أن العقوبات الجديدة التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران تظهر حال «الارتباك» و«العجز» لدى الدول الغربية حيال الجمهورية الإسلامية. وقال خامنئي أمام أساتذة جامعيين بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي أمس إن «الخطوات المرتبكة (للقوى الكبرى) المتمثلة في تبني القرار والمبالغة غير الواقعية في العقوبات وما تلاها من تهديدات عسكرية عرجاء تظهر عجز نظام الاستكبار في مواجهة حركة كبيرة تحظى بالاحترام داخل العالم الإسلامي». وهذه هي المرة الأولى التي يرد فيها خامنئي على المجموعة الرابعة من العقوبات التي تبناها مجلس الأمن الدولي في التاسع من يونيو (حزيران) على خلفية رفض إيران تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وعزا المرشد الأعلى هذه التدابير إلى كون «نشوء ووجود الجمهورية الإسلامية هما السببان الرئيسيان لمشاكل النظام المهيمن (القوى الكبرى بقيادة الولايات المتحدة).. إنهما سبب العداء حيال الجمهورية الإسلامية». ويأتي ذلك فيما قال مسؤول إيراني كبير إن إيران خصبت 17 كيلوغراما من اليورانيوم بنسبة نقاء 20 في المائة كاشفا عن عزم طهران على المضي قدما في برنامجها النووي رغم العقوبات الدولية الجديدة. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قوله: «أنتجنا بالفعل 17 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب إلى نسبة 20 في المائة ونملك القدرة على إنتاج خمسة كيلوغرامات كل شهر لكننا لا نتعجل». وأضاف: «لا نريد أن ننتج شيئا لا نحتاجه ولا نريد أن نحول كل مخزوننا من اليورانيوم إلى مستوى 20 في المائة ولذلك ننتج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المائة طبقا لحاجتنا». وأبلغ صالحي «رويترز» في فبراير (شباط) أن مفاعل طهران للأبحاث الطبية يحتاج 1.5 كيلوغرام من الوقود كل شهر. وفي أوائل أبريل (نيسان) كانت إيران قد أنتجت 5.7 كيلوغرام طبقا لبيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. كما قال صالحي إن مرحلة تجربة الجيل الثالث من أجهزة الطرد المركزي التي كشف عنها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أوشكت على الانتهاء وأن العمل جار في الجيل الرابع. وأجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها إيران الآن لتخصيب اليورانيوم هي تعديل لأجهزة صممت في السبعينات ويمكن أن تتعطل.

وقال محللون غربيون إن طهران بالغت في الماضي من التقدم الذي تحققه لإرضاء اعتزاز الإيرانيين ببرنامجهم النووي وتحسين موقفها التفاوضي مع القوى الكبرى.

من ناحيته قال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم أمس إن العقوبات التي فرضت على إيران يجب أن لا تغلق الباب أمام إجراء محادثات حول برنامج إيران النووي، إلا أن الكرة أصبحت الآن في ملعب طهران وعليها تبديد المخاوف الدولية بشأن برنامجها. وخلال زيارة تستمر يومين لصوفيا، قال الوزير إنه يدرك أن «هناك مخاوف دولية أعربت عنها مجموعة فيينا» المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، بشأن اتفاق تبادل الوقود النووي الذي أبرم في 17 مايو (أيار) بين إيران والبرازيل وتركيا. وصرح للصحافيين: «أعتقد أن على إيران الآن تبديد هذه المخاوف».

ورفضت الدول الكبرى الاتفاق الذي ينص على تبادل 1200 كلغ من اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب مقابل الحصول على يورانيوم أعلى تخصيبا لاستخدامه في مفاعل إيراني لإنتاج النظائر الطبية. وقال اموريم: «رأيي الصريح هو أن هذه العقوبات لا تساعد، ولكن ما يشجعني هو أن رد إيران حتى الآن كان مرنا». وأشار وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف إلى أنه «من المهم جدا في الوقت الحالي أن لا يغلق فرض عقوبات دولية إضافية الباب أمام إجراء مفاوضات ومحادثات مع إيران». وقال: «آمل في أن تصبح السلطات الإيرانية مستعدة للجلوس على الطاولة لإجراء حوار مفتوح حول كل القضايا المتعلقة ببرنامجها النووي مع مجموعة فيينا والوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيجاد حل لهذا الوضع». وأمل اموريم «ألا تؤدي العقوبات إلى إغلاق الباب أمام المحادثات. ولكنني أعتقد أن الاندفاع نحو فرض عقوبات كان مخيبا للآمال من وجهة نظرنا». وأعرب الوزير البرازيلي عن ارتياحه لاستعداد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لمواصلة المفاوضات مع إيران استنادا إلى الاقتراح البرازيلي والتركي، وأشاد بـ«الجو الإيجابي» الذي اتسم به الرد الإيراني بشكل عام على ذلك الاقتراح. وقال: «أعتقد أن هذا تطور جيد». وأضاف: «لقد شعرنا باستعداد ورغبة أحد أعضاء ما يسمى مجموعة فيينا في مواصلة تركيا والبرازيل للحوار». وتابع: «وإذا كانت هذه أيضا رغبة إيران، وأعتقد أنها راغبة في ذلك، وكذلك رغبة العضوين الأخيرين (في مجموعة فيينا) فسنكون مسرورين بتقديم المساعدة».