قائد الجيش الإسرائيلي في الشمال: لا أحد يعرف متى وكيف ينفجر الوضع

في الذكرى السنوية الرابعة لحرب لبنان الأخيرة

TT

تجاوبت قيادة الجيش الإسرائيلي في المنطقة الشمالية مع طلب العائلات التي فقدت أبناء لها في حرب لبنان الأخيرة، وأقامت حفل تأبين للقتلى في يوم الذكرى السنوية الرابعة للحرب، على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية. كما حققت لهم رغبتهم ووضعت لهم ناظرا كبيرا ليشاهدوا من خلاله الأماكن التي سقط فيها أبناؤهم قتلى.

وقبيل الحفل، تقدمت العائلات واحدة تلو الأخرى لتطل على قرى مارون الراس، وعيطا الشعب، ودبل، وبنت جبيل. وسأل أليفاز بالوا، والد أحد الجنود القتلى، إن كان السكان اللبنانيون قد عادوا للسكن في بيوتهم أم لا. وقال والد آخر إنه خرج بانطباع أن الحرب كانت قريبة جدا من إسرائيل، وأنها عمليا كانت دفاعا عن النفس. وقال والد ثالث إن العائلات الثكلى قررت إقامة نصب تذكاري لأبنائها، حتى يخلدوا ذكراهم، ويفسحوا المجال أمام المواطنين العاديين وتلاميذ المدارس أن يزورا المكان، ويتعرفوا على حكاية هذه الحرب.

وقال آفي كرمبا، رئيس المجلس القروي لبلدة معاليه يوسف، الذي التقت العائلات في بلدته، إن «أهالي الجليل قلقون من تعاظم تسلح حزب الله، لكنهم في الوقت نفسه متفائلون. فقد مرت أربع سنوات ساد خلالها الهدوء، وشوهد الجيش الإسرائيلي يقوم بتدريبات جدية تدل على أنه مستعد للحرب القادمة أفضل مما كان عليه الحال في الحرب السابقة».

المعروف أن 121 جنديا إسرائيليا قتلوا خلال تلك الحرب، إضافة إلى 34 مواطنا مدنيا قتلوا، وهم في البيوت أو الشوارع (بينهم 19 مواطنا عربيا من فلسطينيي 48).وخطب في العائلات الثكلى، قائد اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي، جادي آيزنقوط، فقال إن أفضل وسيلة لتخليد ذكرى القتلى هي الإفادة من تجربة تلك الحرب، وقال «استفاد الجيش من التجربة، وهو اليوم يعرف أكثر بكثير عن العدو في لبنان، وكيف يتصرف، وما هي نقاط ضعفه وقوته وبناء خطط للرد المهني عليه».

وأضاف «هناك وضع مركب على الحدود اللبنانية. فالهدوء السائد هنا خلال السنوات الأربع، لم تعرفه المنطقة عشرات السنين. وبالمقابل العدو ضاعف قوته العسكرية عدة مرات خصوصا في القرى الجنوبية. لذلك فإن الهدوء يخدع، ولا أحد يعرف متى وكيف ينفجر الوضع».