«رامبو» الأميركي مطارد بن لادن: لن نسمح لأناس مثل هؤلاء أن يخيفونا

عاد إلى موطنه بعد إلقاء القبض عليه في باكستان خلال بحثه عن زعيم «القاعدة» لقتله

غاري فولكنر
TT

عاد الأميركي الذي خرج في مهمة فردية لمطاردة أسامة بن لادن على طريقة أفلام رامبو السينمائية إلى موطنه في ولاية كولورادو، وذلك بعد أيام من إلقاء القبض عليه في منطقة أحراش شمال باكستان وبحوزته مسدس، وسيف، وجهاز رؤية ليلية.

وقد بدا غاري فولكنر، وهو من سكان مدينة غريلي بولاية كولورادو، متعبا ولكن في حالة نفسية جيدة لدى وصوله إلى مطار دنفر منتصف ليل الأربعاء على متن طائرة قادمة إلى لوس أنجليس.

وقال للصحافيين الذين استقبلوه بالمطار إنه بحالة جيدة لكنه يرغب في النوم. رافق فولكنر رحلته من مطار لوس أنجليس أخوه وأخته ووالدته. وقد أعربت أخته دينا مارتن عن سعادتها بعودة أخيها قائلة: «إنه لمن الرائع أن يعود إلى أميركا».

غادر فولكنر باكستان، حيث كان معتقلا منذ الثالث عشر من يونيو (حزيران) الحالي، على متن رحلة للخطوط الجوية الإماراتية. وقد اعترف فولكنر للمسؤولين هناك بأنه جاء إلى باكستان لمطاردة وقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة. وبعد القبض عليه رُحل إلى إسلام آباد. وفي تصريح لوكالة «الأسوشييتد برس» يوم الثلاثاء الماضي، كشف أخواه عن أن السلطات الباكستانية لم توجه أي اتهامات لفولكنر وأنها بصدد الإفراج عنه.أوضح فولكنر أن الترتيب لرحلته إلى باكستان «تكلف الكثير من المال والوقت». وبعد وصوله بقليل إلى مطار لوس أنجليس تحدث فولكنر إلى الصحافيين عن رحلته وعزمه على قتل بن لادن.

وفي تصريحات بثتها محطة «كي تي إل إيه»، قال فولكنر: «هذا أمر لا يتعلق بي وحدي. إنه يتعلق بالشعب الأميركي والعالم أجمع. لن نسمح لأناس مثل هؤلاء أن يخيفونا. نحن لا نخاف منهم بل نخيفهم، وهذا هو كل ما في الأمر. لا عليكم سنتولى الأمر».

وكان فولكنر، وهو عامل بناء عاطل، قد باع أدوات عمله ليمول 6 رحلات من هذا النوع، التي وصفها أقاربه بأنها أشبه بالمهمات التي كان يقوم بها رامبو، ولكن بهدف قتل أو اعتقال بن لادن. وسعيا وراء التمويه والتخفي، أطال فولكنر شعره وأطلق لحيته.

وقد نفى أخوه سكوت في تصريحات للصحافيين الأسبوع الماضي أن يكون فولكنر مجنونا. مؤكدا أن أخاه فقط مصمم على الإمساك بالرجل الذي فشلت القوات الأميركية في القبض عليه بعد مرور ما يقرب من العقد على هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). وفي هذا السياق تساءل سكوت: «هل هذا أمر غير عادي؟ نعم، إنه كذلك. لكن هل هذا جنون؟ لا. هل لو كان أخي يرتدي زيا عسكريا، ويدعي أنه من أفراد القوات الخاصة، سنقول عليه إنه مجنون؟».

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية بي جيه كراولي قد صرح للصحافيين في واشنطن أن أسرة فولكنر سيكون لديها أفضل المعلومات عن القضية. وبحسب اثنين من مسؤولي الخارجية الأميركية، فإن فولكنر قد رفض التوقيع على وثيقة تسمح للحكومة بمناقشة قضيته بشكل علني.

ومن جانبه قال كراولي إن الحكومة الأميركية قد قامت بواجبها تجاه فولكنر: «خاصة في هذه القضية، كما هو الحال في كل القضايا التي تتعلق بالقبض على مواطنين أميركيين في دولة أخرى، حيث كنا على اتصال تام بالمواطن محل القضية وأسرته. وظللنا طيلة هذه الفترة على اتصال مباشر معه ومع أسرته. ونحن سعداء بأن الأزمة انتهت بسرعة».

غادر فولكنر كولورادو في الثلاثين من مايو (أيار). وقد رافقه أخوه سكوت، وهو طبيب في مدينة فورت موغان في شمال شرقي كولورادو، إلى المطار حيث ودعه وهو لا يعلم إن كان سيراه مرة ثانية أم لا. لكن سكوت وباقي أفراد الأسرة، أكدوا أن فولكنر لم يكن بحوزته سلاح عندما غادر الولايات المتحدة متجها إلى باكستان التي دخلها بتأشيرة دخول صحيحة ولم يرتكب أي جرم أثناء وجوده هناك.وقد أعرب أقارب فولكنر عن أملهم أن تشجع هذه الرحلة المزيد من الأفراد على المشاركة في عملية مطاردة بن لادن.

وهو ما أكده أخوه سكوت الأسبوع الماضي بالقول: «الآن آمل أن تعيد هذه الرحلة إحياء جهود القبض على بن لادن، فما زال مطلوبا وما زال طليقا هناك».