3 رؤساء أفارقة زاروا المغرب.. وأجروا محادثات سياسية في الرباط

الرباط تعزز علاقاتها الأفريقية ثنائيا.. لكن عودتها إلى الاتحاد الأفريقي ما زالت مستبعدة

TT

رغم الطابع الخاص للزيارات التي يقوم بها رؤساء دول أفريقية من حين إلى آخر للمغرب، فإنها لا تخلو من بعد سياسي، إذ يوجد في المغرب منذ يوم الثلاثاء رئيسان أفريقان هما الجنرال سيكوبا كوناتي، الرئيس الغيني المؤقت، واموتاريكا بينغوو، رئيس جمهورية مالاوي، الذي غادر المغرب أمس عائدا إلى بلاده، في أعقاب زيارة أعلن في الرباط أنها خاصة، لكن مصادر دبلوماسية قالت إن رئيس المالاوي أجرى محادثات ذات طابع سياسي في العاصمة المغربية. وكان رئيس غينيا بيساو، تيودورو أوبيانغ نغيما، زار بدوره المغرب الأسبوع الماضي زيارة خاصة.

وكان الرئيس الغيني سيكوبا كوناتي استقبل من طرف الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، فيما استقبل اموتاريكا، من قبل عباس الفاسي، رئيس الوزراء.

وكان كوناتي رئيس المجلس العسكري الانتقالي بغينيا قد زار المغرب قبل ذلك من أجل زيارة داديس كامرا، الرئيس الغيني السابق الذي كان يتلقى العلاج في المستشفى العسكري بالرباط بعد تعرضه لمحاولة اغتيال على يد أحد مساعديه في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتعهد كوناتي بإجراء انتخابات رئاسية عقب توليه رئاسة المجلس العسكري الانتقالي، من المقرر إجراؤها في 27 يونيو (حزيران) الحالي. وبسبب ذلك ربط المراقبون زيارته للمغرب من أجل التباحث حول المستقبل السياسي لبلاده.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد استقبل في فبراير (شباط) الماضي، تيودورو أوبيانغ نغيما، رئيس غينيا الاستوائية الذي كان يقوم بزيارة خاصة للمغرب، وأجرى معه مباحثات على انفراد، بيد أن محادثات أوبيانغ نغيما هذه المرة اقتصرت على مسؤولين حكوميين مغاربة.

وكان الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، قد أكد قبيل انعقاد الدورة الـ25 لقمة أفريقيا - فرنسا في 31 مايو (أيار) الماضي في نيس بفرنسا، أن المغرب يضطلع بدور هام على الساحة الأفريقية، سواء في إطار التعاون جنوب - جنوب أو على مستوى التعاون الثلاثي الذي يجمع بين فرنسا ودول من أفريقيا جنوب الصحراء، مبرزا أن التعاون المغربي - الأفريقي يشمل على الخصوص مجالات التكوين المهني والتنمية البشرية، ومشيرا إلى الحضور الوازن للمؤسسات المغربية الخاصة في أفريقيا.

وفي هذا السياق، قال يحيى أبو الفرح، مدير معهد الدراسات الأفريقية التابع لجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط، تعليقا على تكهنات بشأن قرب عودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الأفريقي، إن الأمر غير وارد في الظروف الحالية، وأضاف أن المغرب خرج مضطرا من منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حاليا)، لأنها أصبحت تضم «كيانا وهميا»، على حد تعبيره، في إشارة إلى جبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال الصحراء عن المغرب. وقال إن عودة المغرب إلى المنظمة رهين بتطبيق «الشرعية الدولية»، على حد تعبيره.

وقال أبو الفرح إنه على الرغم من خروج المغرب من منظمة الاتحاد الأفريقي فإنه عمل على تقوية علاقاته مع الدول الأفريقية في جميع الميادين السياسية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. واستدل على ذلك بالزيارات المتتالية التي قام بها الملك محمد السادس لمختلف الدول الأفريقية، وكذا الزيارات المتكررة لقادة دول أفريقية إلى المغرب، وهذا ما يؤكد، من وجهة نظره، أن المغرب ما زال حاضرا بقوة على الساحة الأفريقية.