هيئة الدفاع عن الشاب قتيل الإسكندرية تفند ما جاء في تقرير مقتله

محام لـ«الشرق الأوسط»: رأي الطب الشرعي استشاري ويجوز للمحكمة عدم الالتفات إليه

TT

كشف أعضاء هيئة الدفاع عن الشاب خالد سعيد، الذي تتهم عائلته عناصر من الشرطة بالتسبب في مقتله بمدينة الإسكندرية، عن عدد من الدفوع القانونية والطبية، قالوا إن من شأنها «هدم التقرير الأخير لمصلحة الطب الشرعي المصرية»، الذي وصل إلى نتيجة مفادها وفاة خالد بإسفكسيا الخنق.

وقال محمد عبد العزيز، محامي مركز النديم لحقوق الإنسان، أحد أعضاء هيئة الدفاع لـ«الشرق الأوسط»: «تقرير الطبيب الشرعي في القضية ما هو إلا رأي استشاري، وليس ملزما. وكثيرا - من الناحية العملية - ما تلتفت عنه المحكمة إذا وجدت أدلة أخرى في القضية تثبت عكسه.. وهو الأمر الذي نسعى إليه في قضية مقتل خالد سعيد».

وأضاف عبد العزيز: «تقدم عدد من كبار أساتذة الطب الشرعي بجامعتي القاهرة والإسكندرية إلى الأسرة وأعضاء هيئة الدفاع للتطوع في تجهيز رد علمي لتقديمه للنيابة العامة والمحكمة التي سوف تنظر بالقضية، يتضمن تفنيدا لكل ما جاء به التقرير الأخير من الناحية الطبية والمنطقية».

وقال عبد العزيز إن هذا التقرير يتضمن عدة نقاط، أولها عدم قيام اللجنة الثلاثية التي أصدرت التقرير بوزن «مخ» المتوفى، لأن ذلك يوضح ما إذا كان قد أصيب بارتجاج من عدمه، إثر الاعتداء عليه بالضرب.. وعدم القيام بذلك - رغم طلبه من هيئة الدفاع - يجعل التقرير معيبا.

كما أن أطباء اللجنة الثلاثية لم يقوموا بعمل أشعه سينية أو مقطعية على مخ المتوفى ورأسه لإثبات ما إذا كان قد أصيب بنزف دماغي إثر الضرب والارتطام بالجدار، وهو ما أكده شهود عيان؛ من أن المتوفى قد تعرض لارتطام بالحائط مدفوعا من رجلي الشرطة المتهمين، الأمر الذي يرجح أن يكون قد أصابه نزف دماغي، من الممكن أن يؤدي في حد ذاته إلى الوفاة، وهو ما خلا منه التقرير.

كما كشف عبد العزيز عن أن التقرير الأخير قد جاء متناقضا، حيث جاء فيه أن المتوفى قد أزهقت روحه نتيجة ابتلاعه لفافة من البانجو بسمك 7.5 سنتيمتر وعرض2.5 سنتيمتر، ورغم ذلك أثبت التقرير ذاته في تناقض واضح عدم وجود أي إصابات في الغضاريف الحنجرية، وهو أمر كان لا بد من حدوثه لو أنه ابتلع مثل هذه اللفافة.

وأضاف: «لم يفسر التقرير كيف يمكن لشخص أن يصرخ ويستغيث - مثلما حدث في حالة خالد سعيد - على الرغم من ابتلاعه لمثل هذه اللفافة، التي من المفترض أن تخنقه ولا تعطي له فرصه للاستغاثة، حسبما أكد شهود العيان، هذا إن كان قد ابتلعها فعلا».. «ولم يفسر التقرير الصادر عن الطب الشرعي سبب إصابة خالد بكسر في القصبة الهوائية، ومدى علاقة هذه الإصابة بوفاته».

وأخيرا يقول عبد العزيز: «أيضا لم يفسر التقرير إصابة المتوفى بسجحات وجروح ظفرية، التي وجدت في رقبته من الناحية اليمنى، ومدى علاقتها بحدوث الاختناق الذي تحدث عنه التقرير ذاته للمتوفي؛ لأن هذه الإصابات قد تكون دليلا على تعرضه للخنق على يد من قاموا بالاعتداء عليه، بدليل وجودها في رقبته».

وأكد عبد العزيز أن هيئة الدفاع سوف تطلب استدعاء كبير الأطباء الشرعيين - وهو رئيس اللجنة التي قامت بوضع التقرير - لمناقشته في كل هذه النقاط، التي من شأنها طرح الثقة في هذا التقرير، على حد قوله.