بارزاني: لا نريد التورط في القتال الدائر على حدود كردستان

قال إنه لمس في تركيا تغييرا كبيرا في المواقف وإن أردوغان رحب به باللغة الكردية

TT

في الوقت الذي تناقلت فيه وسائل الإعلام التركية أنباء هجوم جديد شنه مقاتلو حزب العمال الكردستاني الليلة قبل الماضية على موقع عسكري تركي قرب الحدود شرقي تركيا، والذي أسفر عن مقتل جنديين تركيين وإصابة ستة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين، جدد الزعيم الكردي مسعود بارزاني إدانته للهجمات التي تشنها «بعض الأطراف» ضد تركيا وإيران على الحدود، مؤكدا «إذا أرادت الأطراف المعنية أن تحسم النزاع الدائر بينها بالحرب والقتال فنحن نأمل أن لا يورطونا في ذلك». مشيرا إلى «أنه لم يتوقع وهو في زيارة رسمية لتركيا أن ينهي حزب العمال الكردستاني هدنته المعلنة ويستأنف القتال ضد تركيا».

وأوضح بارزاني، رئيس إقليم كردستان، في مؤتمر صحافي عقده في مطار أربيل الدولي عقب عودته من جولة شملت كلا من تركيا وألمانيا وفرنسا والنمسا أسباب عدم رفع العلم الكردي أثناء زيارته لتركيا بالقول «نحن في إقليم كردستان لسنا دولة مستقلة، بل نحن جزء من العراق الفيدرالي، ومن الناحية البروتوكولية من الممكن عدم رفع العلم الكردي، ولكن أعتقد أن رفعه كان أفضل، فخلال زياراتي المتعددة للكثير من دول العالم كان العلم الكردستاني يرفع في المناسبات التي أحضرها ولم تكن هناك أي مشكلة، أما ما يتعلق بعدم رفع العلم العراقي، فأنا لم ألحظ ذلك أثناء المؤتمرات الصحافية التي عقدتها مع القادة الأتراك، وهذه مسألة بروتوكولية ينبغي معالجتها من قبل وزارة خارجية البلدين».

ووصف بارزاني زيارته إلى تركيا بأنها كانت مهمة، مشيرا إلى أنه «كانت هناك أجواء جديدة للانفتاح، ولمسنا تغييرا كبيرا في مواقف القادة الأتراك، ففي السابق لم يكونوا مستعدين للاعتراف بإقليم كردستان، ولكن هذه المرة كانت الزيارة رسمية، وتلقيت الدعوة بصفتي رئيسا للإقليم، ورحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بي باللغة الكردية، ولكن للأسف مع كل هذه الخطوات الإيجابية وقعت خلال الأيام الأخيرة أحداث مؤسفة، أعتقد أنها لا تخدم القضية الكردية أبدا، لذلك أتمنى أن لا تتسبب تلك الأحداث في إجهاض عملية الانفتاح التركي». وأعرب بارزاني عن أسفه لاستئناف القتال على الحدود وقال «نحن ضد استخدام العنف لحسم المشكلات، ونعتقد أنه لا يمكن تحقيق أي مكاسب عن طريق الحرب والقتال، نريد أن تحل جميع المشكلات عن طريق التفاوض والحوار السياسي، ولكن إذا أرادت الأطراف المعنية بالنزاع حسم مشكلاتها بالحرب والقتال، فنحن نأمل أن لا يورطونا في ذلك».

وحول عمليات القصف الإيراني والتركي لمناطق إقليم كردستان قال بارزاني «نحن ندين عمليات القصف، وندين في الوقت ذاته جميع الأعمال المعادية لتركيا وإيران، لأن هذه الأعمال تعطي الذرائع بيد هاتين الدولتين لقصف مناطقنا». وأضاف «للأسف عندما كنت في تركيا أنهى حزب العمال الكردستاني هدنته المعلنة لوقف إطلاق النار، وقام بهجمات على مواقع الجيش التركي، وهذا ما تسبب في بدء عمليات القصف التركي لمناطق كردستان، ولم أكن أتوقع هذا الموقف من الحزب الكردستاني وأنا موجود بزيارة رسمية في تركيا».

وجدد بارزاني نفيه القاطع كرئيس للإقليم بإعطاء الضوء الأخضر لدول الجوار لقصف مناطق الحدود.

وحول زيارته إلى فرنسا قال بارزاني «كانت الزيارة ناجحة، واتفقنا على تعزيز تعاوننا المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية، ووقعنا هناك مذكرة تفاهم مشتركة ستكون منطلقا لتعزيز تلك العلاقات، حيث ستبدأ وزارات الإقليم مع نظرائها الفرنسية بتوقيع اتفاقات التعاون المشترك في إطار تلك المذكرة، ووجهت خلال لقائي بالرئيس نيكولا ساركوزي دعوة لزيارة إقليم كردستان وقد وعدني بتلبيتها في المرحلة القادمة».

وحول الوضع العراقي أشار رئيس الإقليم «لقد بحثنا الوضع العراقي بشكل عام مع جميع قادة الدول التي زرناها، وموقفنا فيما يتعلق بالتطورات السياسية في العراق يتلخص في رغبتنا في تشكيل حكومة مشتركة تضم الكتل الأربع الفائزة مع ضمان مشاركة جميع المكونات والأطراف الأخرى وعدم تهميش أي طرف كان، لأن الحكومة الموسعة والمشتركة هي المطلب والحاجة للعراق في وضعه الحالي، على الرغم من أن تحقيق هذا المطلب ليس سهلا».