إغلاق مكتب قناة «العربية» في بغداد وسط تضارب رسمي حول الأسباب

«الداخلية» عزت الإجراء إلى «تهديدات أمنية».. وقيادة العمليات تنفي

أحد مراسلي قناة «العربية» في بغداد يعد تقريرا إخباريا أمس (أ.ف.ب)
TT

أغلق مكتب قناة «العربية» الفضائية في بغداد أمس إثر تلقيه معلومات من مصادر أمنية حول استعداد مجموعة «إرهابية» لاقتحامه وتفجيره. وفيما أكدت وزارة الداخلية أن المكتب أغلق بسبب «تهديدات إرهابية» نفت قيادة عمليات بغداد تعرض المكتب لتهديدات.

وقال مصدر في مكتب «العربية» رافضا ذكر اسمه إن «مصادر في وزارة الداخلية أبلغتنا معلومات تتعلق بمجموعة إرهابية تراقب عن كثب المكتب الواقع في منطقة الحارثية في غرب بغداد استعدادا لاقتحامه ربما». وتابع أن «الإدارة طلبت من جميع العاملين من موظفين وصحافيين وفنيين عدم الحضور اليوم (أمس)». ولم يتسن الاتصال بإدارة «العربية»، ومقرها دبي، للحصول على تعليق.

وأكدت مصادر في وزارة الداخلية من جهتها، «وجود تهديدات إرهابية» للقناة التي تمتلكها جهات خليجية، سعودية خصوصا. بدوره أعلن المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا لوكالة الصحافة الفرنسية أن «قيادة العمليات قررت إرسال قوة إلى مكتب العربية كإجراء احترازي» لكنه نفى «تعرض القناة لأي تهديدات». بدوره، قال مدير مكتب القناة في بغداد محمد إبراهيم إن «التهديدات موجهة للجميع وليس لنا فقط (...) المكتب يعمل لكن الصحافيين والموظفين لا يأتون اليوم (أمس) الجمعة».

من جهته، أفاد شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن المنطقة التي يقع فيها المكتب شهد مساء أول من أمس وجودا امنيا كثيفا حتى بعد خروج المنتسبين من المكتب، فيما أفاد مصدر أمني بأن المعلومات الواردة تفيد بأن القوة المهاجمة ربما ستكون مرتدية لزي الشرطة العراقية من أجل التمويه، مذكرا بعملية الهجوم التي وقعت على بناية البنك المركزي والتي وقعت الأسبوع الماضي بنفس الطريقة.

وتتهم بعض الجهات في السلطات العراقية قناة «العربية» بأنها تتخذ مواقف منحازة إلى جانب العرب السنة، وخصوصا «الكتلة العراقية» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي في ظل المأزق السياسي المتعلق بتشكيل الحكومة. يذكر أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي كان اتهم «العربية» بالتحريض على «العنف الطائفي» وأمر بإغلاق مكتبها مدة شهر في سبتمبر (أيلول) 2006. وكانت سيارة مدير مكتب «العربية» في بغداد تعرضت لعملية تفجير في سبتمبر 2008 بواسطة عبوة لاصقة.

يشار إلى أن «العربية» التي بدأت البث مطلع عام 2003 فقدت عددا من صحافييها في العراق. ففي فبراير (شباط) 2006، قتل مسلحون الصحافية أطوار بهجت مع اثنين من زملائها بالقرب من سامراء. وفي يونيو (حزيران) 2005، أصيب الصحافي جواد كاظم برصاص مسلحين حاولوا خطفه لدى خروجه من مطعم في وسط بغداد. وفي 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2006، استهدف هجوم بسيارة مفخخة مقر «العربية» في بغداد مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وجرح 20 آخرين. وفي سبتمبر 2004، قتل مازن التميزي، وهو فلسطيني، كان يعمل لصالح «العربية» وقناة «الإخبارية» السعودية برصاص جنود أميركيين أثناء تغطيته هجوما على قوة أميركية في بغداد. وفي مارس (آذار) 2004، قتل المراسل علي الخطيب (32 عاما) والمصور علي عبد العزيز (35 عاما) في بغداد برصاص جنود أميركيين بعد أن توجهوا إلى مكان قريب من فندق أصابه صاروخ.