ليبرمان يدعو وزراء الخارجية الأوروبيين لزيارة غزة

قادة حماس للصحف الإسرائيلية: لن تستطيعوا تحرير شاليط بالقوة العسكرية

فلسطينيون يبحثون عن جثث فلسطينيين قتلوا أثناء غارة للطيران الإسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة أمس (رويترز)
TT

وسط انتقادات واسعة في إسرائيل، وبعد أن اضطرت إلى كسر حصارها المدني، قررت حكومة بنيامين نتنياهو كسر حصارها الدبلوماسي على قطاع غزة، فدعت وزراء الخارجية والدبلوماسيين الأوروبيين، إلى دخول المنطقة. وقد اعتبر قادة حماس هذا القرار انتصارا آخر تسجله لصالحها. وحذروا في مقابلات مع الصحف الإسرائيلية من محاولات إسرائيلية لتحرير الجندي الأسير، جلعاد شاليط بالقوة العسكرية، قائلين إن عملية كهذه محكوم عليها بالفشل.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد أبلغ القرار بكسر الحصار الدبلوماسي عن غزة، نظيره الإيطالي، فرانكو فرتيني، فدعاه إلى ترؤس وفد من وزراء الخارجية الأوروبيين لزيارة قطاع غزة للاطلاع على أوضاع المواطنين هناك والتيقن من أنهم لا يعانون أي نواقص في المواد الغذائية أو الطبية أو أي مواد حيوية أخرى. كما دعاه للاطلاع على عمل ميناء أسدود الإسرائيلي، الجاهز لاستقبال أي مساعدات خارجية مدنية بعد فحصها أمنيا وكيفية عمل المعابر القائمة بين إسرائيل والقطاع. وقد أثار هذا القرار موجة انتقادات واسعة في إسرائيل. فهاجمه حزب «كديما» المعارض واعتبره «موقف ضعف تظاهريا، تقول فيه إسرائيل للعالم إنها لا تفعل شيئا إلا بالضغط والقوة وإنها مستعدة لتقوية حكم حماس بعد أن كانت ادعت أنها تريد إضعافه». وهاجمه طاقم النضال من أجل تحرير شاليط، بالقول: «الحكومة قررت الاحتفاء بالذكرى السنوية لاختطاف شاليط بتقديم هدية ثمينة لحكومة حماس، فبعد أن رفعت عنها الحصار المدني ترفع الحصار الدبلوماسي وتفض عنها العزلة الدولية».

المعروف أن الطاقم المذكور بدأ حملته الدولية للتعاطف مع شاليط والضغط على حماس من جهة وعلى الحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى، من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى. وفي إطار هذه الحملة، أجرى والد الجندي الأسير، ناعوم شاليط، لقاءات مع وزير الخارجية الإيطالي ومسؤولين آخرين في روما. والتقت زوجته السفير الفرنسي في تل أبيب، الذي أبلغها بآخر اتصالات الرئيس نيكولا ساركوزي، من أجل إطلاق سراح ابنها، علما أنه يحمل الجنسية الفرنسية إلى جانب جنسيته الإسرائيلية. وأقيمت نشاطات أخرى من أجل شاليط في نيويورك ولوس أنجليس وشيكاغو في الولايات المتحدة.

وفي إسرائيل، ستنطلق غدا المسيرة الكبرى لعائلات شاليط وأصدقائه، التي يتوقع أن يشارك فيها عشرات ألوف المواطنين. وستبدأ من بيت شاليط في أعالي الجليل، مشيا على الأقدام، طيلة 12 يوما، إلى أن تنتهي أمام بيت رئيس الوزراء، نتنياهو، في القدس وتتحول إلى اعتصام دائم إلى حين يطلق سراح ابنهم. وقد أعلنت العائلة أن هذه المسيرة هي بداية نشاطات شعبية متصاعدة، قررت إطلاقها بعد أن صمتت أربع سنوات أتاحت خلالها للحكومة أن تعمل على إطلاق سراحه، ورأت أن هذا الصمت لا يفيدها بشيء.

وأجرت الإذاعة الإسرائيلية العبرية الرسمية، أمس، لقاء مع القائد الحماسي البارز، د. محمود الزهار، وأجرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عبر موقعها الإلكتروني مقابلة مع «أبو مجاهد»، الناطق بلسان لجان المقاومة الشعبية في قطاع غزة، وهي التنظيم الذي اختطف شاليط ويحتجزه. فوجها عدة رسائل للمجتمع الإسرائيلي، في صلبها أن لا مفر من التجاوب مع كل مطالب حماس لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى.

فقال الزهار إن حكومة نتنياهو تراجعت عن توجهها الإيجابي وتتعنت اليوم في موقفها، إذ ترفض إطلاق سراح بعض الأسرى الذين تصر عليهم حماس وتصر على أن ينتقل الأسرى أبناء الضفة الغربية للعيش في غزة وتصر على تأجيل إطلاق سراح الأسرى أبناء مدينة القدس الشرقية وفلسطينيي 48 عدة سنوات، وهذا التعنت هو الذي يمنع إبرام الصفقة، طيلة الشهور الستة الأخيرة. وقال الزهار إنه لا يعرف ما إذا كان شاليط محتجزا داخل قطاع غزة أم تم تهريبه إلى الخارج.

وأما أبو مجاهد، فقال إن إسرائيل حاولت طيلة السنوات الأربع الماضية الوصول إلى شاليط، مستخدمة مخابراتها وأحدث أجهزتها ومختلف السبل العسكرية وفشلت. ونصح نتنياهو وباراك وغيرهما من القادة الإسرائيليين بأن لا يقدموا على المزيد من المحاولات، «لأن هذه الجهود ستذهب عبثا، فنحن نعرف كيف نتصرف. ونحن نحتجز شاليط في مكان آمن. وإذا حاولتم إطلاقه بالطرق العسكرية فستندمون. وإذا ماطلتم في التجاوب مع طلباتنا أيضا فستندمون، لأن شاليط سيصبح رون أراد ثانيا (الطيار الإسرائيلي الذي وقع أسيرا في لبنان قبل 22 عاما وشوهد حيا، ثم اختفت آثاره وساد الإجماع على أنه ميت)، ولأننا سنختطف جنودا آخرين. والحل الوحيد أمامكم هو أن تتجاوبوا مع مطالبنا».