حزب الله يستعد لمواجهة أميركا «حكوميا وإعلاميا».. ويجهز لائحة بأسماء «المتعاملين»

استمرار حملته ضد مساعدات واشنطن للبنان

TT

يستعد حزب الله اللبناني لإطلاق تحرك نيابي وزاري شعبي وقضائي واسع لمواجهة ما يصفه الحزب بـ«حملة التشويه الأميركية»، التي يقول الحزب إنها تستهدفه انطلاقا من إعلان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان خلال شهادته أمام الكونغرس هذا الشهر، ان الولايات المتحدة قدمت أكثر من 500 مليون دولار مساعدات في لبنان وسعي واشنطن «للحد من جاذبية حزب الله لدى الشباب اللبناني».

وفيما يلوح الحزب بتوجيه سؤال إلى الحكومة اللبنانية عبر نوابه في البرلمان، أوضح عضو كتلة حزب الله النائب كامل الرفاعي لـ«الشرق الأوسط» أن «الحزب سيركز في خطواته المقبلة على صعيدين: الأول حكومي والثاني إعلامي». وقال: «سنسعى لتقوم الحكومة اللبنانية بدورها في هذا المجال فتحقق لتكشف من أخذ الأموال وكيف صرفت لأن هذه ليست وظيفة الحزب إنما وظيفة الحكومة. كما سنطلق حملة إعلامية مركزة ومدروسة لتوضيح الأمر على الصعيد الداخلي للبنانيين عامة ولقاعدتنا الشعبية خاصة».

وإذ وصف الرفاعي العملية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية بـ«شراء الذمم» شدد على أن «المواجهة ستتم من خلال الدولة لأن ما يجري يمس الكرامة اللبنانية أولا والمقاومة ثانيا». ولفت الرفاعي إلى أن «الإدارة الأميركية لا تلام على ما تقوم به لأن سياستها ونواياها معروفة تجاهنا وإنما اللوم والعتب على من يتعامل معها» مؤكدا أن «كل متعامل سيتم فضحه» وأضاف: «نحن نسعى لوضع لائحة بأسماء الشخصيات والجمعيات والنوادي المتعاملة ولكننا بحاجة لتعاون إدارات الدولة معنا للكشف عن كل الأسماء. فقد لمسنا جديا أن هناك جمعيات تقوم تحت شعار خدمة المجتمع المدني بمحاضرات لا تتلاءم مع بيئتنا ونحن لن نسكت بعد اليوم عن هذا الموضوع».

ورأى الرفاعي أن «المطلوب اليوم من الحكومة اللبنانية إدانة وإعلان رفض ما أقره فيلتمان من خلال توجيه كتاب من قبل وزارة الخارجية اللبنانية» كاشفا أن «المكتب الحقوقي لحزب الله يدرس موضوع إمكان رفع دعوى قضائية ضد الإدارة الأميركية وشخصيات وجهات لبنانية تقاضت أموالا من الأميركيين».

من جهته اعتبر مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي أن «هناك حملة منظمة حتى انقطاع النفس ضد حزب الله، وهي حملة لا تتوقف عند حد، ويمكن أن يكون هناك أمور غير مسألة الـ500 مليون دولار». وأضاف: «يمكن أن تقدم كتلة حزب الله سؤالا إلى الحكومة باعتبار أنها مسؤولة في سياق كيفية صرفها ما يسمى مساعدات».

وإذ رفض النائب عن حزب الله حسين الموسوي «محاولات البعض تشويه صورة حزب الله والتحريض عليه واتهامه بانتمائه»، دعا «الشركاء في الوطن» إلى «توحيد الصف بدلا من الرهان على أميركا والآخرين لأنه رهان خاسر». ولفت الموسوي إلى أن «لحزب الله رسالة إنمائية سيعمل على تنفيذها في المرحلة المقبلة عبر تفعيل العمل البلدي والإنمائي لطمأنة الشباب وأهالي المناطق اللبنانية كافة».

ووصف مسؤول العلاقات العربية في حزب الله الشيخ حسن عز الدين ما قامت به الولايات المتحدة بـ«التدخل السافر والوقح في شؤون لبنان الداخلية»، واعتبره «تهديدا لوحدة اللبنانيين واستقرارهم السياسي والأمني»، لافتا إلى أن «غاية الخمسمائة مليون دولار تشويه صورة حزب الله وقلب الحقائق».

واعتبر عضو كتلة التحرير والتنمية التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، النائب قاسم هاشم أن «شهادة فيلتمان في الكونغرس الأميركي، وما كشفه عن تمويل الإدارة الأميركية بأجهزتها المختلفة لـ(مشروع الفتنة) والتحريض على حزب سياسي لبناني له حضوره وتاريخه ودوره الوطني، إخبار قضائي، ما يحتم على المؤسسات الأمنية والقضائية والوطنية بكل مستوياتها، التحرك للوقوف على دقائق وتفصيليات القضية، خاصة أن أكثرية الأسماء أشخاص وجمعيات ومؤسسات واضحة ولا تحتاج إلى كثير من التمحيص والتدقيق، وذلك خدمة للمصلحة الوطنية وكي لا تبقى الساحة السياسية مستباحة لتوجهات وإرادة العقل الأميركي الذي يفتش عن أساليب وآليات خدمة المصالح الإسرائيلية».