جورجيا تزيل تمثال ستالين ليلا تجنبا لأي اضطرابات

قررت نقله إلى متحف وإبداله بنصب لضحايا حربها مع روسيا

TT

أزالت جورجيا تمثالا عملاقا للزعيم السوفياتي الراحل جوزيف ستالين، من ميدان بوسط بلدته، تحت جنح الليل خشية وقوع اضطرابات، ونقلته إلى متحف محلي. وقال مسؤول جورجي إن التمثال البرونزي الذي يبلغ طوله ستة أمتار سينقل إلى متحف مخصص لستالين في غوري مسقط رأسه، وسيقام مكانه في الميدان نصب لضحايا الحرب القصيرة التي خاضتها جورجيا مع روسيا عام 2008.

وأكد وزير الثقافة نيكا روروا للصحافيين «اتخذنا قرار سحب التمثال من الساحة المركزية في غوري، وبناء نصب لضحايا الديكتاتورية السوفياتية الذين قتلوا في حرب 2008 بين جورجيا وروسيا مكانه». وأضاف أن ستالين، الذي ولد في غوري في 1879 «كان رجلا قتل ملايين الأبرياء، ولم يكتف بتصفية أفضل رجال جورجيا، بل قتل كثيرين في عدة دول أخرى». وأكد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أنه دعم قرار نقل التمثال إلى المتحف. وقال في مؤتمر صحافي «أدعم بالكامل هذا القرار. أمور كهذه يجب أن تتم من دون تخريب أو هيستيريا. لا يمكننا تغيير تاريخنا. هناك متحف (لستالين) والتمثال يجب أن يعرض هناك».

وفي عملية لم يعلن عنها مسبقا بدأت بعد منتصف الليل وانتهت قبل فجر أمس، أنزل عمال البلدية ورجال الشرطة التمثال من على قاعدته الحجرية في البلدة الصغيرة التي تبعد 80 كيلومترا عن العاصمة الجورجية تبيليسي. وقال لادو بيتشاشفيلي، وهو صحافي يعمل مع شركة «ترياليتي» التلفزيونية المحلية «هذا أمر غير متوقع. أعتقد أن كثيرين سيغضبون جدا». وذكر أن الشرطة حاولت منع الصحافيين من تصوير عملية إنزال التمثال، بل ذهبت إلى حد ضربهم في بعض الحالات. وقال زفياد خمالادزه، وهو زعيم بمجلس المدينة في وقت لاحق، في تصريحات صحافية «سينقل هذا التمثال إلى فناء متحف ستالين، وسيقام مكانه نصب مخصص لضحايا العدوان الروسي».

وكان التمثال يحتل ساحة غوري منذ 1952. وقد أثار جدلا في السنوات الأخيرة بعدما عبرت حكومة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الموالية للغرب عن رغبتها في إزالته، إلا أن عددا كبيرا من سكان المدينة يعتزون بستالين وعارضوا بشدة خطط إزالة التمثال. وبدا سكان غوري اليوم منقسمين حول نقل التمثال. وقال فازا بيغاشفيلي (33 عاما) وهو يقف قرب القاعدة الفارغة للتمثال، لوكالة الصحافة الفرنسية «إنه القرار الصحيح. لسنا بحاجة لهذا التمثال في غوري». أما فلاديمير كالاكالاشفيلي (74 عاما) ولم يكن موافقا على الإجراء. وقال إن «ستالين جزء من تاريخنا فلماذا نقرر إزالة التمثال الآن؟».

وتمثال ستالين هذا كان واحدا من النصب القليلة المتبقية من العهد السوفياتي في العالم. وكان جوزيف جوغاشفيلي، الذي ولد لأم مزارعة في غوري في 1878، حكم الاتحاد السوفياتي بقبضة من حديد منذ نهاية العشرينات حتى وفاته في 1953. وهو شخصية مثيرة للجدل في الاتحاد السوفياتي السابق، ومتهم بالتسبب في موت ملايين السوفيات في معسكرات الاعتقال القاسية التي أقامها، وعن طريق فرض الإصلاح الزراعي الجماعي.

إلا أن مؤيدي ستالين يشيدون بدوره في انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في 1945. وكرمت غوري، ستالين وأقامت له متحفا. وأوضح روروا أنه مع نقل التمثال إلى المتحف، سيتغير مفهوم هذا المتحف الذي سيضم معرضا أكثر موضوعية. وقال إن «مفهوم المتحف سيتغير قريبا ولن يستخدم بعد اليوم لتمجيد ستالين».

وشهدت موسكو جدالا مع بداية احتفالات الذكرى 65 لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية، عندما قرر الشيوعيون وبلدية العاصمة الروسية تعليق صور ستالين في الشوارع. لكنهم عادوا وتخلوا عن الفكرة.