وصل التوأم السيامي العراقي «زينب ورقية» إلى العاصمة السعودية الرياض أمس قادمتين من مدينة النجف بالعراق، عبر طائرة الإخلاء الطبي التي جهزت بفريق طبي سعودي متكامل للاهتمام بهما، بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود باستضافتهما ووالديهما، وإجراء الفحوصات اللازمة لهما، وبحث إمكانية إجراء عملية فصلهما في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني.
وكان في استقبال التوأم العراقي بمطار قاعدة الرياض الجوية أمس مدير إدارة العلاقات العامة والشؤون الإعلامية بالشؤون الصحية للحرس الوطني، وتم نقل التوأم فور وصولهما إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني، حيث كان في استقبالهما الفريق الطبي والجراحي برئاسة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة وزير الصحة والدكتور غانم علوان الجميلي سفير العراق لدى السعودية.
وتمت معاينة التوأم وإجراء الفحوصات الأولية، حيث أكدت الفحوصات أن زينب ورقية ملتصقتان في منطقة الورك، ولدى إحداهما تورم خلقي بالرأس، ولكل منهما أطراف علوية وسفلية مستقلة، وهناك اشتراك بالحوض، واشتراك بالجهاز الهضمي والتناسلي والبولي.
وتوقع وزير الصحة السعودي أن تتم جميع الفحوصات في غضون أسبوعين من الآن لتتضح الرؤيا بشكل أكبر، إضافة إلى أن هناك حاجة لعدة أسابيع لرفع الوزن إلى 8 كيلوغرامات وعلى الأقل 6 أسابيع للوصول إلى الوزن المطلوب.
وحول خطورة الورم الذي يوجد في رأس إحدى الطفلتين قال الربيعة «إنه من الصعب التكهن في الورم ولكن لن يشكل خطرا كبيرا ونحتاج إلى فحوصات دقيقة للرأس للتأكد من مصدر هذا الورم» مشيرا إلى أن هذه الحالة هي مشابهه لحالة التوأم البولندي.
وعبر السفير العراقي لدى السعودية الدكتور غانم الجميلي عن سعادته بهذه الفرصة باستقبال الطفلتين وعائلتهما وشكر خادم الحرمين الشريفين على هذه المبادرة الكريمة التي توضح اهتمامه بأطفال العرب والمسلمين أينما كانوا، كما شكر الدكتور الربيعة على اهتمامه المباشر وفريق الإخلاء الطبي والمسؤولين بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني.
من ناحيته قدم والد الطفلتين نصير محمد حسن عظيم شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وقال إن استجابة ملك الإنسانية ومبادراته النبيلة لم نشاهدها إلا في السعودية وهي ليست بمستغربة عليه وتشرف كل عربي ومسلم.
وكانت طائرة الإخلاء الطبي قد غادرت الرياض صباح أمس متجهة إلى مطار بغداد الدولي حيث أشرف على عملية النقل فريق متكامل من وزارة الصحة بقيادة الدكتور طارق العرنوس مدير إدارة الطوارئ بوزارة الصحة، ورافق التوأم طبيب طوارئ طب أطفال من الخدمات الطبية في القوات المسلحة والممرضتان السعوديتان صالحة الشهري ونوف الدوسري من مجمع الملك سعود الطبي وعضوية كل من إبراهيم الصبيح وحمد عبد الله الماجد ويوسف عبد الرحمن القفاري وذلك لتقديم الخدمة الطبية والتمريضية والإشراف على الحالة.
يشار إلى أن برنامج فصل التوائم السيامية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض أجرى 27 عملية فصل ناجحة، وهذه العملية بعد إتمامها بإذن الله ستكون رقم 28 في سلسلة عمليات فصل التوائم السيامية التي كانت لأطفال متلاصقين من جنسيات متعددة شملت 16 دولة عربية، وإسلامية وعالمية.