الأسد يبدأ غدا جولة إلى دول أميركا اللاتينية.. لجذب استثمارات جديدة إلى بلاده

في زيارة هي الأولى للمنطقة تشمل فنزويلا وكوبا والبرازيل والأرجنتين

TT

يبدأ الرئيس السوري بشار الأسد غدا جولة إلى عدد من دول أميركا اللاتينية (فنزويلا وكوبا والبرازيل والأرجنتين). وتعد جولة الأسد هذه الأولى إلى أميركا اللاتينية التي تتبنى معظم دولها السياسة اليسارية وبعضها يناهض بشدة سياسة الولايات المتحدة الأميركية. وسيجري الأسد خلال جولته مباحثات مع رؤساء وكبار مسؤولي هذه الدول حول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في منطقتي الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، كما سيتم خلال هذه الجولة التوقيع على الكثير من الاتفاقات لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي.

وتكتسب جولة الأسد إلى القارة اللاتينية أهمية سياسية من حيث تزامنها مع ظهور تحالفات جديدة في المنطقة والعالم. ففضلا عن الموقف التركي المتشدد حيال الهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية»، وما كشف عنه من مواقف وتوازنات جديدة، هناك الملف النووي الإيراني، وتوسط البرازيل مع تركيا في اتفاق مع إيران تقوم الأخيرة بموجبه بإرسال اليورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج مقابل الحصول على وقود للمفاعلات النووية. إلا أن هذا الاتفاق لم يمنع مجلس الأمن من فرض جولة رابعة من العقوبات على طهران الشهر الماضي التي عارضتها البرازيل. ولكنها كشفت عن أدوار جديدة يمكن لهذه الدول تأديتها.

وعلى صعيد آخر لا يقل أهمية، توقعت مصادر اقتصادية في دمشق أن تعطي زيارة الأسد إلى البرازيل دفعا كبيرا للعلاقات الاقتصادية السورية - البرازيلية التي شهدت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، ولا سيما في ظل التوجه الملحوظ للمستثمرين البرازيليين لإقامة مشاريع استثمارية في سورية. ‏ وكان الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا قد زار سورية عام 2003 وأجرى مباحثات مع الأسد أسهمت في تفعيل العلاقات بين سورية ودول أميركا اللاتينية بشكل عام وسورية والبرازيل بشكل خاص، حيث تم خلالها بحث العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. ‏ وترتبط سورية والبرازيل باتفاقات ومذكرات تفاهم في المجالات الثقافية والتعليمية والسياحية والرياضية والتشاور السياسي بين وزارتي الخارجية.

وتطورت علاقات سورية مع دول أميركا اللاتينية لا سيما فنزويلا التي وقفت إلى جانب سورية في السنوات الخمس الأخيرة في مواجهة سياسة العزل الدولية التي فرضتها عليها الإدارة الأميركية السابقة، حيث قام الرئيس هوغو تشافيز بزيارتين إلى سورية عامي 2006 و2009 لتعزيز التعاون في المجال السياسي والتنسيق عالي المستوى بين البلدين في المحافل الدولية والدعم المتبادل للقضايا التي تهمهما.

وترتبط سورية وفنزويلا بعدد كبير من اتفاقات التعاون تم التوقيع على 13 منها عام 2006 ونحو 18 عام 2009 وشكل الجانبان لجنة عليا مهمتها متابعة هذه الاتفاقات.‏ ويشار إلى أن أكثر من 700 ألف سوري مهاجر يعيشون في فنزويلا من أصل نحو مليون ومائتي مهاجر عربي. وتعول الأوساط الاقتصادية السورية على الانعكاسات الإيجابية لزيارة الأسد إلى أميركا اللاتينية، في مستقبل العلاقات الاقتصادية. فالزيارة المرتقبة إلى الأرجنتين تهدف إلى رفع مستوى العلاقات إلى مستوى العلاقات السياسية، حيث ستوقع الكثير من الاتفاقات في مجالات السياحة والثقافة والنقل ومنع الازدواج الضريبي، كما سيتم بحث تفعيل دور رجال الأعمال والتجار السوريين والأرجنتينيين تجاه الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري، ولا سيما أن العلاقات التجارية بين البلدين قديمة وتعود إلى تأسيس غرفة التجارة العربية - الأرجنتينية قبل 75 عاما. بالإضافة إلى ذلك سيجري التأكيد على التعاون والتنسيق الثنائي في المحافل الدولية عالي المستوى حيث تدعم الأرجنتين حق سورية في استعادة الجولان المحتلة كما تدعم سورية حق الأرجنتين في استعادة جزر مالفيناز المحتلة. ‏ وترى الأوساط الدبلوماسية في دمشق أن زيارة الأسد ستركز أكثر على القضايا الثنائية وتطلعات سورية إلى جذب 44 مليار دولار من الاستثمارات الخاصة خلال الخمس سنوات المقبلة، وهو حجم الاستثمارات المطلوبة للنهوض بالاقتصاد السوري بشكل ملموس. وهو يأتي في المرتبة الأولى، إلى جانب الاهتمام بالجانب السياسي وتعزيز تحالف الدول النامية والمتطلعة إلى الحد من سياسات الهيمنة العالمية.