عريقات لـ «الشرق الأوسط» : حل السلطة قائم إذا لم تقم الدولة بنهاية العام

قال: الوقت قد حان لقرارات وليس للمفاوضات

TT

أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، لـ«الشرق الأوسط» أن خيار حل السلطة الفلسطينية سيكون مطروحا بقوة قريبا إذا لم يتم التوصل إلى حل الدولتين. لكن عريقات لم يضع سقفا زمنيا لذلك، لكنه لمح إلى نهاية هذا العام. وقال عريقات في اتصال هاتفي من نيويورك التي يزورها حاليا، «لا أتراجع عما قلت، لا يمكن لإسرائيل أن تعتقد أنها ستبقى مصدر السلطة للأبد».

ووصف عريقات الاحتلال الإسرائيلي بأنه «احتلال ديلوكس» باعتباره لا يدفع ثمن هذا الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وقال عريقات: «الاحتلال هو أعلى مصادر الإرهاب، وهو يقيم أسوأ نظام عنصري عرفه التاريخ في الأرض الفلسطينية، إنه يقيم شوارع لا يسير عليها إلا الإسرائيليون، وأخرى للفلسطينيين، وإذا كان يعتقد أننا سنعمل تحت مظلة الأبارتايد هذه، فهو مخطئ». وكان عريقات أثار جدلا خلال نقاش عاصف دار بينه وبين نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي داني مريديور في ندوة نظمها معهد السلام الدولي في نيويورك بشأن الوضع في الشرق الأوسط، عندما قال إن خيار حل السلطة قائم.

وقال عريقات لمريديور «لقد جرى إقامة السلطة الفلسطينية للتوصل إلى حل الدولتين وليس لإبقاء إسرائيل مصدرا للسلطة وقوة حاكمة إلى الأبد، إذا كنتم تعتقدون أن ذلك سيستمر فهذا لن يكون». وأضاف «إذا لم نتمكن من التوصل إلى حل الدولتين فإنه لا يمكن الإبقاء على إسرائيل كمصدر السلطة لهذه السلطة (الفلسطينية).. ستكون هناك قرارات صعبة بالنسبة لكم». وطالب عريقات من الأمم المتحدة والرباعية والإدارة الأميركية بالضغط على إسرائيل لإقامة دولة حتى نهاية هذا العام، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية لن تقدم في المقابل على إعلان استقلالها من جانب واحد.

واتهم كبير المفاوضين إسرائيل بأنها ما زالت ترفض استئناف المفاوضات من النقطة التي جرى الانتهاء عندها في ديسمبر (كانون الأول) 2008 خلال فترة حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت. وقال: «إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضت حتى الآن الرد على ثلاثة أسئلة مهمة وهي: هل هي مستعدة لاستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها نهاية عام 2008، وهل تعترف بشرق القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وهل تقبل بحدود عام 67 كأساس لحل الدولتين؟». وأردف عريقات «الوقت قد حان لقرارات وليس للمفاوضات.. المفاوضات انتهت، وعلى إسرائيل أن تختار بين السلام والمستوطنات». وتحدى عريقات مريديور بإعلان الموافقة على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 قائلا «إذا قبلت ذلك الآن فإنه سيتم صنع التاريخ هنا اليوم».

ووجه عريقات كلامه إلى مريديور قائلا «لقد قطعنا شوطا كبيرا كفلسطينيين ولن نستجدي السلام من إسرائيل».

أما مريديور فرد على عريقات بقوله إنه إذا كان الفلسطينيون يريدون السلام «فإن عليهم أن يكونوا صادقين وجادين بشأنه» مبديا رغبة حكومته بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين في غضون الأسابيع القادمة بدلا من المفاوضات عن قرب التي وصفها بالغريبة. وأضاف مريديور «إنه يتعين على الجانبين التحدث مع بعضهما البعض واتخاذ القرارات الصعبة الضرورية لإحراز تقدم في عملية السلام. واتهم مريديور الجانب الفلسطيني بالتعنت واعتماد استراتيجية «كل شيء أو لا شيء»، والتقصير في اتخاذ ما وصفها بالخيارات الصعبة.

وأضاف «حتى إذا لم يتمكن الجانبان من التوصل إلى اتفاق حول جميع القضايا الجوهرية «فيجب عدم السماح للمفاوضات بالانهيار». وكرر عريقات موقف السلطة من استعدادها العودة إلى المفاوضات، ما أن تقوم إسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة ومواصلة التفاوض من النقطة التي كانت انتهت عندها المباحثات مع الحكومة السابقة نهاية عام 2008.

واحتد النقاش بين عريقات ومريديور، وتبادلا اتهامات بالعنصرية، وقال عريقات لمريديور إن إسرائيل تتصرف بعنصرية غير مسبوقة في الضفة الغربية، ورد مريديور بقوله إن رفض الجانب الفلسطيني لاستيطان اليهود في الضفة هو الأمر العنصري.