جنرالات إسرائيليون يطالبون نتنياهو بالرضوخ لمطالب حماس للإفراج عن شاليط

مسيرة لمدة 12 يوما من أجل إطلاق الجندي الأسير

TT

قبيل المسيرة الضخمة التي تنطلق صباح اليوم (الأحد) في إسرائيل تضامنا مع عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس، جلعاد شاليط، خرج عدد من كبار الجنرالات الإسرائيليين السابقين بتصريحات يدعون فيها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى الرضوخ لمطالب حماس وتوقيع اتفاقية تبادل الأسرى، لأن الامتناع عن ذلك لن يحقق أي هدف ولن يحسن شروط الصفقة. وقال أحدهم إنه لا مفر من خسارة هذه المعركة أمام حماس، «لكن ستكون لنا جولات أخرى تجعل حماس نادمة على تعنتها الحالي».

وستطلق عائلة شاليط صباح اليوم مسيرة مشي ضخمة، تبدأ من بيته في الجليل الأعلى وتسير 12 يوما متواصلة حتى تصل إلى بيت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس. وقد أبدى أكثر من 10 آلاف شخص استعدادهم للمشاركة فيها. وتجندت لها الصحيفتان الأكبر في إسرائيل؛ «يديعوت أحرونوت» و«معاريف»، اللتان تدعوان لها يوميا. ويرى المعارضون لها أنها تخدم أهداف حماس وتؤدي إلى تمسكها بشروطها لإبرام الصفقة وتضعف الموقف الإسرائيلي وتشجع منظمات أخرى على خطف الجنود.

واحتد النقاش داخل المجتمع الإسرائيلي حول صفقة إطلاق شاليط. ويتسم هذا النقاش بتأييد جارف في المجتمع، حيث إن 72 في المائة من الجمهور يؤيدون دفع الثمن الذي تطلبه حماس «على الرغم من أنه ثمن باهظ جدا»، كما يؤيد ذلك الجيش وجنرالاته السابقون واللاحقون، بدعوى «نحن أرسلنا شاليط إلى المعركة وعلينا ضمان عودته سالما لأهله، حتى يدرك كل جندي أن قيادته تحرص عليه». وفي الوقت نفسه هناك قادة بارزون يرفضون أن ترضخ إسرائيل ويطالبون بإدارة هذه المعركة مع حماس بطريقة أخرى.

على سبيل المثال، يرى الجنرال عوزي ديان رئيس مجلس الأمن القومي السابق ونائب الرئيس الأسبق لقائد أركان الجيش الإسرائيلي، الذي يطالب بوضع خطة عسكرية لإطلاق سراح شاليط بالقوة «حتى تفهم حماس أنها ستدفع ثمنا باهظا على تعنتها». وكذلك رئيس قسم الأسرى السابق في «الموساد»، اليعيزر بيك، الذي قال إن المغامرة في محاولة إطلاق سراح شاليط تظل أهون على إسرائيل من إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني نصفهم يتوقع أن يعود إلى ممارسة الإرهاب.

وانضم إلى هؤلاء وزير المالية، يوفال شتاينتس، الذي صرح أمس بأن على الحكومة ألا ترضخ لضغوط الشارع في القضايا المصيرية. وأضاف في ندوة سياسية في بئر السبع، أنه لو كان مكان عائلة شاليط لما تصرف على نحو آخر ولأقام الدنيا ولم يقعدها من أجل إطلاق سراح ابنه. ولكنه رفض في الوقت نفسه أن يكون موقف عائلة شاليط حاسما في حسابات الحكومة «يوجد قلب لنا كلنا - قال - ولكن القرار يجب أن يأتي من الرأس». وقال شتاينتس، متوجها للجمهور الذي بدا معارضا له: انظروا إلى حماس كيف تتصرف. فهي عندها ألوف السجناء المحرومين من رؤية أولادهم وعائلاتهم، ولكنها لا تتعجل إطلاق سراحهم وتدير معركة مماحكات لتحقيق مكاسب سياسية وذاتية لقادتها في دمشق وإيران وتكبت عائلاتهم ولا تتيح لهم أن يعبروا عن رأيهم في ضرورة إطلاق سراح أبنائهم، بينما نحن نمارس الضغوط على حكومتنا لكي ترضخ لهم. أنا لا أقول إنه علينا أن نكون مثل حماس، بلا إنسانية، ولكن على الأقل أن نضع الأمور في نصابها وندير معركتنا بهدوء من أجل إطلاق سراح شاليط».

ولكن في المقابل قال وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الأسبق، شاؤول موفاز، إن حكومات إسرائيل، بما في ذلك الحكومات التي شارك فيها، فشلت فشلا ذريعا في إدارة المعركة من أجل إطلاق شاليط ومن يفشل يجب أن يدفع ثمن أخطائه، ولذلك فلا بد من دفع الثمن الآن من أجل إعادة شاليط. وقال وزير الدفاع السابق، عمير بيرتس، الذي اختطف شاليط في فترته، إنه كان قد صرح من اليوم الأول أنه يجب إبرام صفقة مع حماس لإطلاق شاليط. وقال إنه لو أخذت حكومة إيهود أولمرت برأيه، لكان ثمن إطلاق شاليط في حينه أرضى بكثير من الثمن الذي تطلبه حماس اليوم.

وقال داني ياتوم، رئيس جهاز «الموساد» الأسبق، إن خبرته الطويلة في منظمات الإرهاب الفلسطينية تقول إن المماطلة في الرضوخ لمطالب حماس اليوم ستؤدي إلى زيادة هذا الثمن في كل يوم أكثر من سابقه. وإنه يفضل الرضوخ اليوم، حتى لو بدا نوعا من الهزيمة، وإنه يعتقد أن بإمكان إسرائيل أن تجعل قادة حماس يدفعون ثمن موقفهم هذا في المعارك القادمة، «فنحن وحماس موجودون هنا ولا نذهب لأي مكان. نخسر معركة اليوم ونخوض جولات أخرى غدا، وسنرى من الذي سينتصر في النهاية».