الأدميرال مولن في كابل لطمأنة كرزاي

انفجار كبير وسط العاصمة الأفغانية أثناء زيارة مسؤول أميركي

رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن خلال لقائه في العاصمة كابل امس الرئيس الافغاني حميد كرزاي لطمأنته بشأن مواصلة استراتيجية الناتو بعد اقالة الجنرال ماكريستال (رويترز)
TT

صرح شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية أن دوي انفجار كبير سمع في وسط العاصمة الأفغانية كابل أمس مع وصول مسؤول عسكري أميركي كبير لعقد اجتماعات لتوضيح قرار استبدال قائد العمليات العسكرية. وقال أحد الشهود الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية زمراي بشاري: «سمعت دوي انفجار قوي ونحاول معرفة سببه». ووقع الانفجار في وسط كابل بينما يزور رئيس أركان الجيوش الأميركية الأدميرال مايكل مولن العاصمة الأفغانية. وقالت مصادر أمنية أفغانية إن انفجارا قويا هز وسط العاصمة الأفغانية كابل صباح أمس. وذكرت مصادر في العاصمة كابل لـ«الشرق الأوسط» أن الانفجار وقع قرب وزارة الخارجية الأفغانية. وأمكن سماع صفارات الإنذار في أنحاء كابل، في حين هرعت الشرطة إلى الموقع القريب من القصر الرئاسي، حيث كان من المقرر أن يعقد الرئيس حميد كرزاي مؤتمرا صحافيا عن المخدرات.

ووفقا لمتحدث باسم قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأفغانستان، فإن الحادث نجم عن انفجار لغم بشكل عرضي كان محمولا في عربة للجيش الأفغاني، وذكر مسؤول أمني أفغاني أن العربة كانت محملة بالمتفجرات. وذكر مسؤولون أن جنديا من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قتل في هجوم بقنبلة زرعت على جانب طريق أمس، تزامنا مع وصول مسؤول عسكري أميركي بارز إلى العاصمة الأفغانية كابل لإجراء مباحثات مع السلطات الأفغانية. وترتفع بذلك حصيلة القتلى بين صفوف القوات الأجنبية في أفغانستان خلال العام الجاري إلى 304 مقارنة بـ157 قتيلا في الفترة بين يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران) عام 2009. كما ارتفعت حالات القتل بالقنابل التي تزرع على جوانب الطرق بنسبة 94% خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الحالي، مقارنة بنفس الفترة من عام 2009، وذلك وفقا لبيانات للأمم المتحدة. وقالت الداخلية الأفغانية اليوم إن ثلاثة من المدنيين الأفغان قتلوا في هجمات بالقنابل بإقليم هلمند، كما تردد أن سبعة من مقاتلي طالبان قتلوا أثناء قيامهم بزرع متفجرات في موقعين مختلفين أول من أمس. وتأتي زيارة المسؤول العسكري الأميركي الرفيع في أعقاب إقالة الجنرال ستانلي ماكريستال من منصب قائد قوات الحلف في أفغانستان. يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أقال الجنرال ماكريستال الأربعاء الماضي بسبب تعليقاته المحرجة لمسؤولين مدنيين أميركيين كبار، وعين الجنرال ديفيد بترايوس مكانه. وقال أوباما وكبار المسؤولين الأميركيين إن هذه الخطوة لن تغير الاستراتيجية العسكرية في أفغانستان وإنه من الواضح أن مولن أتى إلى كابل لطمأنة كرزاي الذي مارس ضغوطا للإبقاء على ماكريستال. ومن المقرر أن يصل إجمالي عدد قوات الناتو إلى أقصى عدد له وهو 150 ألفا بحلول أغسطس (آب)، وتشارك الولايات المتحدة بثلثي هذه القوات. ووصل رئيس أركان الجيوش الأميركي الأدميرال مايكل مولن إلى كابل في زيارة قصيرة بعد إقالة قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال وتعيين الجنرال ديفيد بترايوس في مكانه.

وقال ناطق باسم الحكومة الأفغانية إن الأدميرال مولن وصل ليلة أول من أمس. وسيلتقي الرئيس الأفغاني حميد كرزاي لطمأنته بشأن مواصلة استراتيجية حلف شمال الأطلسي بعد إقالة ماكريستال المهندس الرئيسي للاستراتيجية الجديدة لمكافحة التمرد التي طلبها البيت الأبيض. وصرح مولن في مؤتمر صحافي قبل أن يغادر واشنطن متوجها إلى أفغانستان: «إن رسالتي ستكون واضحة. لا تغيير في استراتيجيتنا ولا تغيير في مهمتنا». وقال أوباما وكبار المسؤولين الأميركيين إن هذه الخطوة لن تغير الاستراتيجية العسكرية في أفغانستان وإنه من الواضح أن مولن أتى إلى كابل لتطمين كرزاي الذي مارس ضغوطا للإبقاء على ماكريستال. وفي واشنطن تعهد جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بعقد مزيد من الجلسات بشأن الأهداف الأميركية للحرب في أفغانستان وذلك بعد أن قال أعضاء بمجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إنهم يريدون إجابات على ذلك في أعقاب التعديل الذي جرى في قيادة المهمة في أفغانستان. وقال سبعة من أعضاء اللجنة في رسالة إلى رئيس اللجنة كيري: «حتى الآن كل الردود على هذا السؤال غامضة وتفتقر إلى الوضوح». ويأتي هذا الطلب بعد أن عزل الرئيس باراك أوباما الجنرال ستانلي ماكريستال من قيادة القوات الأميركية في أفغانستان ورشح مكانه الجنرال ديفيد بترايوس. وقال أعضاء مجلس الشيوخ إنهم يريدون تعريفا لحالة انتهاء عملياتنا في أفغانستان وأهداف واضحة للمهمة المدنية وخطة مفصلة لتحقيق تلك الأهداف ومقاييس محددة جدا لقياس التقدم.