الحزب الحاكم في كوريا الشمالية يتجه لانتخاب قادة جدد خلال اجتماع نادر

توقعات بقرب منح نجل كيم جونغ ايل صفة الوريث الأكيد لوالده

TT

أعلنت كوريا الشمالية أمس أنها ستنتخب قادة جددا للحزب الشيوعي الحاكم خلال اجتماع نادر سيعقد في سبتمبر (أيلول) المقبل، في خطوة ستعزز، حسب محللين، عملية تسليم السلطة من الزعيم كيم جونغ ايل إلى ابنه الأصغر. ويعتقد أن كيم جونغ ايل، الذي عانى من جلطة دماغية عام 2008، يعد أصغر أبنائه، كيم جونغ أون (27 عاما) لخلافته كزعيم للدولة الشيوعية النووية التي تضم 24 مليون نسمة. وكانت حالته الصحية قد أثارت قلقا إقليميا بشأن عدم الاستقرار واحتمال حدوث نزاع على السلطة في حال وفاته من دون تسمية خليفة له.

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن «المكتب السياسي لحزب العمال الكوري قرر عقد مؤتمر للحزب مطلع سبتمبر لانتخاب قيادته العليا». وأضافت قائلة: «نواجه الآن مهمة تطوير حزب العمال الثوري المقدس إلى حزب مجيد لكيم ايل سونغ (مؤسس كوريا الشمالية الراحل) وتعزيز وظيفته النضالية ودوره في نصر البلاد وجعلها دولة اشتراكية مزدهرة وقوية».

واعتبر محللون أن الاجتماع سيكون الثالث من نوعه منذ تأسيس الجمهورية الديمقراطية الشعبية في 1948، وشددوا على أهمية عقده مع توجه البلاد إلى بدء عملية نقل السلطة تدريجيا إلى نجل كيم جونغ ايل. وقال كيم يوون شول، الأستاذ في جامعة اينجي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه «اجتماع نادر جدا»، موضحا أن الدورتين السابقتين عقدتا في خمسينات وستينات القرن الماضي. وأضاف: «عن طريق هذا المؤتمر ستتم ترقية كيم جونغ أون ومنحه صفة رسمية كوريث أكيد» لكيم جونغ ايل.

من جهته، رأى كيم يونغ هيون، الأستاذ في جامعة دونغوك، أن المؤتمر سيكون أهم اجتماع للحزب منذ 1980 عندما أعلن اتفاق بين كل أعضائه على أن يتولى كيم جونغ ايل القيادة بعد والده كيم ايل سونغ. وأضاف: «ستجري تعديلات كبيرة في المناصب الرسمية للحزب بهدف التمهيد لخلافة محتملة». يشار إلى أن كوريا الشمالية أجرت العام الماضي تغييرات في أعضاء اللجنة الوطنية للدفاع التي يرأسها كيم جونغ ايل. كما أجرت مطلع الشهر الماضي تغييرات أساسية في السلطة بإقالة رئيس الوزراء وتعيين صهر كيم جونغ ايل نائبا لرئيس اللجنة الوطنية العليا للدفاع. وقال محللون حينذاك إن تعيين جانغ سونغ ثاك في اللجنة الوطنية للدفاع يوحي بأن كيم جونغ ايل (68 عاما) يرسي أسس نقل السلطة إلى ابنه الثالث.

وأكد الخبير يانغ أن «اجتماع سبتمبر الذي يهدف إلى إعادة تنظيم قيادة الحزب سيثبت هذه التغييرات. لا يمكننا أن نستبعد إمكانية تعيين جونغ أون خليفة في الكواليس». إلا أن يانغ أكد أن الشمال سينتظر إلى 2012 قبل الإعلان رسميا عن اختيار نجل الزعيم الكوري الشمالي خليفة له. وقررت كوريا الشمالية بناء دولة اشتراكية مزدهرة بحلول 2012 في الذكرى المئوية الأولى لولادة كيم ايل سونغ. يشار إلى أن حزب العمال الكوري هو الهيئة الحاكمة لكوريا الشمالية ويعمل كيم جونغ ايل أمينا عاما للحزب إلى جانب دوره الرسمي كرئيس للجنة الوطنية للدفاع ذات النفوذ المتزايد. وكان كيم قد بدأ دوره الرسمي لخلافة والده مؤسس الدولة بتولي منصب في الحزب في مؤتمر عام 1980 عندما كان يبلغ من العمر 38 عاما.