متقي: وجهنا رسائل احتجاج إلى مجلس الأمن.. وندعو إلى نزع السلاح النووي عالميا

مناوئون لطهران يعلنون إعدام عميل لجهاز الاستخبارات الإيراني

أنصار «مجاهدين خلق» في مظاهرة بباريس أمس تأييدا لمير حسين موسوي (إ.ب.أ)
TT

قالت إيران إنها وجهت رسائل احتجاج إلى دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي صوتت مع قرار العقوبات الأخير، تدين فيها «نهجها غير المنطقي» تجاه طهران، وتطلعهم على قرارات وسياسات طهران النووية. وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي «أرسلنا رسائل احتجاج إلى هذه البلدان وواجهناهم بأدلة منطقية».

وقال متقي في تصريحات نشرتها وكالات الأنباء الإيرانية على مواقعها على الإنترنت إن «معارضة دول لقرار العقوبات ضد إيران في مجلس الأمن يكشف حقيقة مهمة وهي أن محاولات القوى المستأسدة لم تعد فعالة». وأشار إلى أن «الجهود التي تبذلها قوى الاستكبار باتت مخيبة لآمال المجتمع الإيراني»، وأوضح أنها تريد أن تترك آثارا نفسية عن طريق إصدار مثل هذه القرارات. وقال متقي «في الماضي ما كانت دولة تجرؤ على قول كلمة لا في وجه قوى التسلط.. ولكن الآن ونظرا لظهور دبلوماسية جديدة ومواقف إيران، فإن كثيرا من البلدان لم تعد ترضخ للقوى الكبرى».

من جهة ثانية أعلن سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي أن موسكو قد تعيد النظر في تعاونها مع الاتحاد الأوروبي من أجل حمل طهران على التخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل، في حال طالت أي عقوبات أوروبية جديدة شركات روسية. وقال فلاديمير شيزوف في مؤتمر صحافي عقده في مقر سفارة روسيا في بروكسل «من المؤكد أننا لن نقبل بانتهاك حقوق ونشاطات شركات روسية استنادا إلى قرارات أحادية».

من جهته قال مسؤول في القطاع النفطي الإيراني إن العقوبات الأميركية والأوروبية الجديدة المفروضة على الجمهورية الإسلامية تقربها من «الاكتفاء الذاتي» ولا سيما في مجال تكرير البنزين. وقال علي رضا زيغامي مساعد وزير النفط ومدير «الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير النفط وتوزيعه»: «كلما فرض علينا الأميركيون والأوروبيون عقوبات، قربونا أكثر من الاكتفاء الذاتي»، بحسب ما نقلت عنه وكالة فارس للأنباء. وقال زيغامي بعد زيارة إلى مصفاة الإمام الخميني في جنوب غربي طهران «على الرغم من من العقوبات، السوق تحقق الاكتفاء الذاتي بعد سنتين على صعيد تأمين البنزين، وبعد سنتين من ذلك ستكون لنا القدرة على تصدير البنزين». وتابع أن «العقوبات تجعلنا أكثر تصميما على تلبية حاجاتنا محليا» مشيرا إلى أن إيران تستورد حاليا 18 إلى 20 مليون ليتر من البنزين يوميا. وقال «إن معظم هذه العقوبات هي مجرد دعاية. وحتى لو فرضوا علينا عقوبات، ثمة الكثير من الشركات الأجنبية التي تنتظر لتستثمر» في إيران. ويؤكد المسؤولون الإيرانيون أن طهران زادت مخزونها من البنزين قبل العقوبات.

من جهة أخرى، قالت جماعة «جند الله» المناوئة للسلطات في طهران إنها أعدمت عميلا لجهاز الاستخبارات الإيراني وأجهزة أمنية أخرى، منها الحرس الثوري، وزعمت اعتراف الرجل بوجود علاقة بين الحرس الثوري الإيراني وجماعة «جيش محمد» الباكستانية المعادية للسلطات هناك، والتي يشتبه أيضا في صلتها بمحاولة تفجير سيارة مفخخة في ميدان «تايمز سكوير» بمدينة نيويورك الأميركية مطلع الشهر الماضي.

لكن مصدرا إيرانيا مطلعا علق لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت من طهران قائلا أمس إن الرجل الذي جرى إعدامه يوم الخميس الماضي، والذي قالت «جند الله» إنه يدعى حاجي ظاهر كشادزهي، غير معروف لدى السلطات، وأنه «يجري التحقق من الموضوع، وما إذا كان أحد أفراد الأمن أو مواطن إيراني راح ضحية انتقام أعمى من جماعة دموية»، على حد قوله، معربا عن «السخرية من أي حديث عن علاقة طهران بجماعة جيش محمد». وجاء بيان «جند الله» وهي جماعة إيرانية سنية متشددة بإعدام كشادزهي بعد نحو أسبوع من إعدام السلطات الإيرانية عبد الملك ريغي زعيم الجماعة. وأضاف البيان أنه «بعد الاستجواب والتحقيق، اعترف المجرم بالجرائم التي ارتكبها منذ سنوات، وصدر حكم إعدامه من قبل الحركة»، مشيرا إلى أن كشادزهي «كان متعاونا مع عدة جهات استخباراتية، منها وزارة الاستخبارات الإيرانية، وشبكة استخبارات الحرس الثوري، واستخبارات قوات الأمن الإيرانية، وشبكة مرصاد».

وأشار البيان إلى أنه بعد التحقيق مع كشادزهي، تبين أنه شارك في عدد من «العمليات الآثمة» بمنطقة كوهسفيد، أودت بحياة أحد أعضاء الجماعة. وجاء في البيان أيضا أن «الجاسوس» اعترف، قبل إعدامه، أن الحرس الثوري الإيراني له علاقة بجماعة «جيش محمد» الشيعية في باكستان، وأن الرجل اعترف أيضا بأنه كان يقوم بدور المنسق بين استخبارات الحرس الثوري والجماعة الباكستانية.