مبارك يعتمد سفيرا للعراق لدى مصر للمرة الأولى منذ 20 سنة

الخير الله يتعهد بتفعيل العلاقات بين البلدين وتنفيذ الاتفاقيات المشتركة

TT

للمرة الأولى منذ 20 عاما تعتمد مصر رسميا سفيرا للعراق في القاهرة هو الدبلوماسي العراقي نزار عيسى الخير الله الذي قدم أوراق اعتماده أمس إلى الرئيس المصري حسني مبارك، فيما تعهد الخير الله في تصريحاته للصحافيين عقب المقابلة بالعمل على بتفعيل الشراكة الاستراتيجية بين مصر والعراق، مشيرا إلى أن هناك اتفاقيات ومذكرات تفاهم في جميع المجالات.

وينتمي السفير العراقي نزار الخير الله إلى حزب الدعوة الذي يرأسه نوري المالكي رئيس الوزراء ويأتي تعيينه بعد تعيين سفير للعراق لدى الجامعة العربية قبل عدة أشهر هو قيس العزاوي الذي ينتمي للتيار القومي العربي في العراق.

وكانت العلاقات المصرية العراقية قد قطعت عام 1991 بعد غزو العراق تحت حكم الرئيس صدام حسين للكويت في 2 أغسطس (آب) عام 1990، وما تبع تلك الأزمة من تحرير الكويت عام 1991، لكن القاهرة استأنفت العلاقات الدبلوماسية مع العراق بعد سقوط بغداد على أيدي قوات التحالف عام 2003، حيث عينت مصر واحدا من أكفأ دبلوماسييها هو السفير إيهاب الشريف رئيسا للبعثة الدبلوماسية المصرية في العراق، لكن بعد وصوله بأيام اختطفه إرهابيون وقتلوه في يوليو (تموز) 2005، وأعلن حينها تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين المسؤولية عن تلك العملية. وتراجع التمثيل الدبلوماسي بين مصر والعراق بعدها إلى أن أرسلت مصر سفيرا جديدا لها في بغداد نهاية العام الماضي، هو الدبلوماسي شريف كمال الدين شاهين.

وكان العراق قد سمى صفية السهيل سفيرة له في القاهرة بعد عام 2003 لكنها لم تتسلم مهام عملها لأسباب لم تعلن في حينها، ليبقى التمثيل الدبلوماسي العراقي لدى مصر في مستوى «قائم بالأعمال».

وفي تصريحاته أشار الخير الله إلى أن بلاده لديها خطة استراتيجية متكاملة للنهوض بالعلاقات مع مصر على جميع الأصعدة لخدمة العراق وشعبه.

ويقيم عدد كبير من العراقيين (لا توجد أرقام رسمية) في مصر، بعضهم تعود إقامته إلى أيام حكم الرئيس السابق صدام حسين، وأغلبهم جاءها بعد تصاعد العنف في العراق، وتضم الجالية العراقية بالقاهرة أشخاصا ينتمون إلى مختلف الاتجاهات السياسية في بلادهم.

وتتعاطى مصر مع الساحة السياسية العراقية، مركزة على القيادة الشرعية للبلاد التي أفرزتها الانتخابات النيابية هناك، وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء على اعتبار أنهم شركاء في المسؤولية عن العراق الجديد بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية والمذهبية، كما تؤكد مصر دائما حرصها على استقرار وتقدم العراق.