ندوة في الرباط تناقش اللغة التي يفترض أن يتعلمها مغاربة المهجر

وزير الجاليات في الخارج: ليست لدينا عقدة تجاه الأمازيغية .. وسنفتتح مركزا لتعليمها في بروكسل

TT

هيمن الجدل حول الهوية اللغوية للمغرب خلال ندوة نظمت في الرباط حول «اللغات في الهجرة»، أشرف على تنظيمها مجلس الجاليات المغربية في الخارج. وتحدث خلال الندوة محمد عامر وزير الجاليات المغربية بالخارج، ركز من خلال حديثه على السياسة اللغوية في البلدان التي تضم جالية مغربية، متحدثا عن اللغة العربية، وما سماه بـ«الثقافة المغربية». وعقب عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، وهو من أصول أمازيغية، وكان يتولى إدارة الندوة، على كلمة عامر بالإشارة إلى أن المسؤول المغربي ربما نسي الحديث عن الجانب الأمازيغي في السياسة اللغوية التي يتبناها المغرب. لكن الوزير رد قائلا، إن المغرب يدافع دائما عن الثقافة المغربية، بغض النظر عن مكوناتها، سواء العربية والأمازيغية، وأضاف أن المغرب ليست لديه أية عقدة في الحديث عن الهوية الأمازيغية، وأكد عامر أنه خلال مداخلته كان يركز فقط على كلمة «الثقافة المغربية» دون التطرق لتفاصيل مكوناتها، لأنه في نهاية المطاف ما يهم المغربي هو ثقافة بلده، وقال إنه سيكون سعيدا للغاية عندما يفتتح قريبا أول مركز مغربي لتعليم اللغة الأمازيغية في العاصمة البلجيكية بروكسل.

وقال عامر في الندوة التي اختتمت أول من أمس، إن أجيالا جديدة من أصول مغربية، رأت النور في بلاد المهجر، وهو ما يحتم على المغرب مسايرة هذا النمو الديموغرافي لجاليته، من خلال تقوية تعلم اللغات، وفي المقام الأول اللغة العربية باعتبارها صلة وصل رئيسية للحفاظ على العلاقة بالوطن الأم، وتراثه الديني والثقافي. وأضاف أن المغرب لا يسعى إلى إنشاء مراكز ثقافية على الطريقة السوفياتية لنشر الآيديولوجيات، لكنه يسعى فقط لحماية ثقافة وهوية أبنائه المقيمين في الخارج، واعتبر أن «تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية في أوساط الجالية هو أولوية بالنسبة لحكومة المغرب». وشدد الوزير على أنه «لا يوجد تعارض في الاندماج في بلد ما، وتعلم لغة الوطن الأم، وأكد أن جزءا كبيرا من الجالية المغربية مستقر ومندمج في الدول التي يعيشون فيها»، وأضاف: «بالقدر الذي يندمج المغاربة في بلدان الاستقبال، بالقدر الذي يتشبثون فيه ببلدهم الأم»، وطالب حكومات الدول، حيث يعيش المغاربة، بعقد مقاربة تشاركية جديدة تأخذ بعين الاعتبار حاجات البلد الأصل في تدبير الشأن الثقافي المرتبط بمواطنيه في المهجر.

وقال الوزير عامر إن الكثيرين لم يكونوا يعتقدون أن المغاربة الذين هاجروا للخارج سيمكثون فيه بشكل دائم، وهو الأمر الذي دعا المغرب إلى تغيير سياسته اللغوية وإعادة النظر بشكل جذري في الجانب البيداغوجي على جميع المستويات. وأضاف أن المغرب سيستثمر في الكثير من الوسائل لكي يندمج النظام التعليمي المغربي في أنظمة دول المهجر، مشددا على أن المغرب لن يكتفي فقط بإرسال الأساتذة والمقررات. وقال إنه سيتم توحيد وتدريس المقررات التي يدرسها المغاربة، وأشار إلى أن المغرب أرسل هذه السنة 240 ألف كتاب، إلى حيث يقيم مغاربة.

من جهته قال إدريس اليازمي رئيس مجلس الجاليات المغربية بالخارج، إن المغرب يسعى إلى تقوية الروابط بين مواطنيه وبلدهم الأم، خصوصا في ما يتعلق بحاجاتهم اللغوية والدينية والثقافية، وأضاف أن ما يقوم به المجلس جاء تلبية لمطلب قديم ومستمر للمهاجرين المغاربة في الخارج، الذين يطالبون دوما بتعلم لغة بلدهم الأصل، وأشار اليازمي إلى أن العدد المتزايد للجالية المغربية، الذي تجاوز ثلاثة ملاين ونصف المليون، هو الذي حفز المغرب على حماية مصالح جاليته.

واعتبر اليازمي أنه لا يمكن أن يكون هناك اندماج ناجح من دون علاقة متزنة مع كل الانتماءات اللغوية والدينية والثقافية للوطن الأم، واعتبر اليازمي أنه بالنسبة للمغرب؛ فإن تلبية حاجات الجالية المغربية لن تكون بمعزل عن تنوعه الخاص، وكذا عن التزامه في مجال احترام حقوق الإنسان الكونية.