الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: أي حديث عن المصالحة في أفغانستان سابق لأوانه.. ولم نقبل وساطة باكستان

الاستخبارات الأميركية: طالبان تعارض الاشتراك في الحكم مع كرزاي

TT

رفض أمس مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية تأييد مبادرة باكستان الأخيرة للتوسط بين حكومة باكستان وحركة طالبان، لكنه قال لـ«الشرق الأوسط» إن الولايات المتحدة «تؤيد أي مساع سلمية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان». وأضاف: «أي حديث عن المصالحة سابق لأوانه في هذا الوقت».

ونفى المسؤول أنباء قالت إن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أبلغ السفير الأميركي في أفغانستان أنه يريد استباق المبادرة الباكستانية والاتصال مباشرة مع طالبان.

وأشار المسؤول إلى تصريحات الرئيس باراك أوباما في تورونتو، في كندا، خلال مؤتمر القمة للدول الثمانية ثم مؤتمر القمة للدول العشرين.

وكان أوباما قال في تورونتو أن عناصر سلمية وغير عنيفة داخل طالبان يمكن أن تشترك في المفاوضات، لكنه شدد على أن يحدث ذلك في حذر.

وقال أوباما أن حرب أفغانستان اقتربت من سنتها العاشرة، وانها اطول حرب في تاريخ أميركا، و«مثلما حدث في العراق، سيحدث في أفغانستان، وسنقدر على الوصول إلى حل سلمي».

وعن وساطة باكستان، قال أوباما: «أعتقد أن الوقت مبكر للحكم على هذه. وأعتقد أننا يجب أن ننظر إلى هذه الجهود نظرة شكوك، لكن مع انفتاح عقلي». وأضاف: «تتكون طالبان من خليط من عقائديين متشددين، وزعماء قبائل، وصغار ينضمون، لأن طالبان تدفع لهم رواتب. طبيعي، أن هؤلاء لن يفكروا بنفس الطريقة عن حكومة أفغانستان، وعن مستقبل أفغانستان. لهذا، يجب علينا أن نتحرك في حذر لنعرف كيف ستحدث هذه المفاوضات».

ورغم أن أوباما لم يشر إلى شبكة حقاني داخل طالبان، والتي تريد باكستان بدء المفاوضات معها، قال إن «الحديث بين حكومتي أفغانستان وباكستان، وبناء الثقة بينهما خطوة مفيدة».

وفي مقابلة تلفزيونية، قال ليون بانيتا، مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.إيه)، إنه أيضا حذر من موضوع الوساطة الباكستانية وموضوع المصالحة.. وبدا أكثر حذرا من أوباما لأنه قال: «لم نر دليلا على أن طالبان حقيقة تريد المصالحة. وكيف سيوقفون إطلاق النار، ويسلمون أسلحتهم، ويدينون منظمة القاعدة، ويريدون أن يكونوا جزءا من المجتمع الأفغاني».

ورغم أن بانيتا اعترف بأن القوات الأميركية في أفغانستان تواجه «مشاكل غير متوقعة»، قال إن طالبان لا تقبل الاشتراك في الحكم مع الرئيس كرزاي.

وقال: «بصراحة، لم نر دليلا على أنهم يريدون المصالحة. لن يحدث ذلك إذا لم يقتنعوا بأننا سننتصر في الحرب، وأنهم سيهزمون. من دون ذلك، سيكون العمل نحو المصالحة بدون معنى».

وفي إجابة عن سؤال عن تعريفه لانتصار القوات الأميركية في أفغانستان، قال: «دولة مستقرة تضمن عدم إيواء (القاعدة)، أو مقاتلي طالبان الذين يؤوون (القاعدة)».

وقال إن الحكومة الأميركية لا تريد أن تكون أفغانستان، أو أي دولة أخرى، قاعدة لمنظمة القاعدة، ومصدر خطر على الأمن الأميركي. وقال إن القوات الأميركية تحارب هناك لضمان ذلك.

واعترف بانيتا بأن الحرب في أفغانستان صارت «أصعب» و«أبطأ» مما كان متوقعا. وقال: «نحن نشترك في قتال صعب جدا. توجد هناك مشاكل خطيرة. نحن نتعامل مع مجتمع قبلي، مع دولة فيها مشاكل حكم، وفساد، ومخدرات، ومقاتلو طالبان». وسأل نفسه: «هل يوجد تقدم؟» وأجاب: «نعم، لكنه أصعب وأبطأ». وسأل نفسه: «هل هذه هي الاستراتيجية الصحيحة؟» وأجاب: «نعتقد ذلك».