جاكرتا: تبرئة سعودي من الإرهاب ودعم جماعات إسلامية

سفير الرياض يلمح إلى احتمال سجنه 18 شهرا لمخالفته أنظمة التجارة

الخليوي
TT

برأت جاكرتا أمس سعوديا وجهت إليه تهم الإرهاب، بالإضافة إلى تقديم تسهيلات لجماعات إسلامية، كانت ضالعة بتفجيرات شهدتها البلاد في يوليو (تموز) الماضي. وقضت محكمة الادعاء العام في العاصمة الإندونيسية جاكرتا بتبرئة علي عبد الله الخليوي (54 عاما)، الذي تتحفظ عليه السلطات الإندونيسية، بعد توجيه أصابع الاتهام له، على خلفية شبهات دارت حول ارتباطه بعلاقة مع أحد المشاركين في عمليات إرهابية شهدتها إندونيسيا، وقامت السلطات الإندونيسية بتصفيته في إحدى المواجهات الأمنية العام الماضي.

وأبلغ «الشرق الأوسط» عبد الرحمن خياط، سفير الرياض في جاكرتا، بقرار المحكمة الإندونيسية، التي لم تجد دليلا عينيا على ضلوعه بالتهم المنسوبة إليه. إلا أنه أشار إلى احتمالية صدور حكم على الخليوي لمخالفته قوانين ممارسة التجارة والأعمال الحرة في إندونيسيا، حيث يتوقع صدور حكم بسجنه 18 شهرا.

وروى خياط تفاصيل اللحظة الأخيرة التي زامنت النطق بالحكم، وقال: «لم يتمالك الخليوي نفسه بعد أن نطق الادعاء بحكم تبرئته، وخرّ ساجدا في صالة المحكمة وأجهش بالبكاء، وأخذ يردد: (أي حكم يُعتبر بسيطا في مقابل سقوط تهمة الإرهاب التي وُجهت إليّ)».

وحددت المحكمة، طبقا لعبد الرحمن خياط سفير السعودية لدى إندونيسيا، الأسبوع المقبل موعدا للنطق بالحكم على الخليوي، الذي بات يواجه تهم مخالفته أنظمة التجارة والاستثمار في إندونيسيا فقط، بعد إسقاط تهم الإرهاب الموجهة إليه في ما مضى.

وتوقع السفير السعودي أن يتم استئناف الحكم الذي صدر بحق مواطنه، وأكد على استعداد السفارة السعودية في جاكرتا تحمّل أي نفقات مالية قد يتطلبها خروج الخليوي بكفالة مالية، فيما لو طلبت الجهات العدلية الإندونيسية دفع أي مبالغ مالية ككفالة أو ضمان للمواطن الخليوي. وأخذت السلطات الأمنية الإندونيسية على الخليوي عدم التزامه بقوانين الإقامة، بالإضافة إلى تجاهله قوانين يستدعيها قانون الاستثمار في إندونيسيا كنقاط ضعف لقضية السعودي الخليوي، وهو ما تمخض عن إصدار حكم.

وكانت إندونيسيا قد وجهت إلى علي الخليوي تهمة تقديم «المساعدة والتسهيلات» لإسلاميين كان يتزعمهم نور الدين محمد توب، الذي قتلته الشرطة بعد شهرين من هجمات 17 يوليو من العام الماضي، مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص.

وينفي المواطن السعودي أي معرفة له بالهجمات التي وقعت على فندق الماريوت والريتز كارلتون، إلا أن الادعاء قال إنه قدم مبلغ 54 مليون روبية (5994 دولارا) لشخص يدعى إيوان، يُعتقد أنه صديق لأحد القادة البارزين للخلية، ويدعى سيف الدين جيلاني، الذي قتلته الشرطة كذلك عقب الهجمات، بيد أن علي الخليوي أقر في وقت سابق بلقاء جيلاني، إلا أنه نفى تسليمه أي مبالغ مالية أو معرفة أي شيء عن خطة التفجير.

وبذلك تغلق السلطات الإندونيسية ملف السعودي علي عبد الله الخليوي، الذي قضى في السجن قرابة عام كامل قبل النطق بالحكم بحقه، وهو ما قاد السفير السعودي في جاكرتا أن يأمل أن تضاف الفترة التي قضاها في السجن ضمن مدة الحكم التي صدرت بحقه بأثر رجعي، وهو ما يخوّل الخليوي أن يقضي أقل من الحكم الصادر بحقه، كونه قد أمضى أكثر من نصف مدة الحكم قبل صدوره.