اليمن: اغتيال عقيد مخابرات في أبين ومقتل 4 حوثيين ومسلحين قبليين

تظاهرات في الجنوب.. والوضع الأمني يتسبب في أزمة وقود

TT

تواصلت أمس، الأعمال الاحتجاجية والحوادث الأمنية في جنوب اليمن، ففي حين تظاهر الآلاف في عدة مدن، اغتال مسلحون مجهولون ضابطا في جهاز الأمن السياسي بمحافظة أبين، في وقت اندلعت فيه اشتباكات بين المتمردين الحوثيين في شمال البلاد ومسلحين موالين للحكومة اليمنية، وأسفرت عن قتلى وجرحى.

واغتال مسلحون مجهولون ضابطا في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في محافظة أبين، وقال شهود عيان إن مسلحين اثنين أطلقا النار على الضابط أثناء مضغه للقات أمام منزله، قبل أن يلوذا بالفرار على متن دراجة نارية. وقال مصدر أمني يمني إن الضابط الصريع يدعى صالح أمذيب ويحمل رتبة عقيد وأن الحادث يحمل بصمات تنظيم القاعدة. وهذا هو الحادث الثاني من نوعه الذي يحدث في محافظة أبين الجنوبية، بعد اغتيال زميل له الشهر الماضي بنفس الأسلوب يدعى جلال العثماني.

واندلعت، أمس، اشتباكات ضارية بين مسلحين حوثيين وعناصر قبلية مناصرة للحكومة اليمنية في مديرية حرف سفيان، بمحافظة عمران بشمال العاصمة اليمنية صنعاء. وقال مصدر محلي لـ «الشرق الأوسط» إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 4 من المسلحين الحوثيين وعدد غير معروف، حتى اللحظة، من المسلحين القبليين التابعين للشيخ صغير عزيز، عضو مجلس النواب والضابط السابق في الجيش والموالي للحكومة هو ورجال القبائل الموالية له. وأضاف المصدر أن الحوثيين اعتمدوا في هذه المواجهة «أسلوب القنص والفرار»، وكذا «أسلوب مهاجمة المنازل».

وأكد الحوثيون وقوع هذه المواجهات، وقال ضيف الشامي، أحد الناطقين الإعلاميين في مكتب عبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن المنطقة تشهد حاليا هدوءا حذرا، واتهم ما سماها «ميليشيات السلطة» بالقيام بنصب الكمائن لأنصارهم في منطقة حرف سفيان، وقال: «نحن مبدأنا هو الدفاع عن النفس، فقد تعرضنا لنحو 9 كمائن خلال شهر واحد»، كما اتهم المواقع العسكرية في المديرية بقصف المواقع التي يتمركزون فيها. وأضاف لـ «الشرق الأوسط»: «من اعتدى علينا نرد عليه ردا مباشرا، لأننا أبلغنا عن الاعتداءات، أكثر من مرة، ولم يعمل الطرف الحكومي أي شيء، حتى إن أحد الاعتداءات التي تعرضنا لها، كان في حضور اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار».

وفي جنوب البلاد، تظاهر أنصار الحراك الجنوبي، أمس، في محافظتي لحج والضالع، وذلك في اليوم الأسبوعي المسمى «يوم الأسير الجنوبي» أو «يوم المعتقل»، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإطلاق سراح مئات المعتقلين على ذمة المشاركة في فعاليات سابقة للحراك أو بتهم «المساس بالوحدة الوطنية»، كما رفع المتظاهرون شعارات تطالب بـ «تدخل دولي لكشف الجرائم والاعتداءات في الجنوب»، وأدان المتظاهرون «القصف العشوائي» من قبل المواقع العسكرية لبعض القرى في محافظة الضالع.

وفي مديريات ردفان، أفاد شهود عيان «الشرق الأوسط» أن العشرات من المسلحين شوهدوا ينتشرون في مدن وبلدات المنطقة الجبلية الشاسعة، في ظل حالات متكررة لقطع الطرق والاستيلاء على شاحنات البضائع، وتفيد المصادر المحلية أن معظم هؤلاء المسلحين هم من العاطلين عن العمل أو من العسكريين المسرحين من أعمالهم وكذا من العائدين من حرب صعدة ولم تصرف لهم مستحقاتهم المالية.

وألقت هذه الحوادث الأمنية المتفاقمة بظلالها على الأوضاع الاقتصادية في مثلث الضالع، ردفاه ولحج، حيث يقول مواطنون إن تلك المناطق تشهد أزمة خانقة في الوقود والمواد الغذائية، خاصة مع عزوف العديد من التجار عن إرسال البضائع إلى تلك المناطق بسبب الأوضاع الأمنية، في وقت يقول فيه أنصار الحراك الجنوبي إن أزمة المواد التموينية والوقود، ترجع إلى «الحصار العسكري الذي تفرضه السلطات على تلك المناطق».

وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية، أمس، اعتقال 3 أشخاص في محافظة الضالع، ووصفت المعتقلين بـ «الخارجين على القانون»، وقال مركز الإعلام الأمني التابع للوزارة إن الأشخاص الثلاثة يشتبه في «تورطهم بإلقاء قنبلة يدوية إلى داخل حوش (باحة) إدارة مديرية الضالع»، أول من أمس، وأصيب في الحادث جنديان، وأكدت الوزارة أنه وبعد عمليات التحري وجمع المعلومات، اتضح أن الأشخاص الثلاثة «مشتبهون رئيسيون في الجريمة».