مصادر أمنية جزائرية تنسب مقتل 11 دركيا من حرس الحدود لقيادي «القاعدة» يحيى جوادي

شهود بمدينة تمنراست شاهدوا طائرات مروحية عسكرية متجهة نحو مكان الكمين الإرهابي

TT

أعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عن كمين نصبه لدورية من حرس الحدود الجزائري، أسفر عن مقتل 11 دركيا. وتنسب العملية الإرهابية لأحد قادة «القاعدة» في الساحل الأفريقي، اسمه يحيى جوادي، الذي يبحث عنه الأمن الجزائري منذ 15 سنة.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أمس عن «مصدر أمني أجنبي بشمال مالي»، أن فرع «القاعدة» في شمال أفريقيا وصحراء الساحل، تبنى هجوما على دورية لحرس الحدود الجزائري فجر أول من أمس، بواسطة منشورات تم العثور عليها في الحدود بين الجزائر ومالي. وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، في اتصال هاتفي، إن التنظيم المسلح «أكد عزمه على مواصلة العمل المسلح». ومن عادة «القاعدة» الإعلان عن عملياتها الإرهابية عبر الإنترنت بعد ارتكابها.

ووقعت دورية حرس الحدود التي تتكون من دركيين مسلحين، في كمين في حدود الساعة الخامسة صباحا. وكانت حينها في مهمة روتينية، حسب مصدر أمني تحدث لـ«الشرق الأوسط». وأوضح ذات المصدر أن عناصر الجماعة المسلحة هاجموا مركز مراقبة حدوديا يقع بالقرب من منطقة تين زاواتين، وهي أقرب نقطة حدودية تربط جنوب الجزائر بشمال مالي، حيث فتحوا النار على دركيين كانوا بصدد ضمان المناوبة.

والتحقت دورية من حرس الحدود كانت بالقرب من المكان، بنقطة المراقبة بعد سماع أفرادها صوت الرصاص. وأضاف المصدر أن جماعة مسلحة أخرى كانت بصدد الترصد للدورية، إذ فتحت عليها نيرانا كثيفة بمجرد أن اقتربت من نقطة المراقبة.

واندلع اشتباك ناري بين الطرفين دام نحو نصف الساعة، انتهى بمقتل 11 دركيا، وجرح 4 آخرين. وذكر المصدر الأمني أن المعتدين «خططوا للكمين بإحكام، فقد ضربوا مركز المراقبة لاستدراج دورية الدرك التي كانوا على علم بمكانها وكانوا على دراية بأن أفرادها سيتنقلون إلى المكان لنجدة رفاقهم». ونقل المصدر بأن عناصر نقطة المراقبة اتصلوا برفاقهم لحظة الهجوم وقالوا لهم «النجدة نحن محاصرون».

وتفيد معلومات مستقاة من مدينة تمنراست (1800 كلم جنوب العاصمة)، بأن الجماعة المعتدية تحتجز حاليا دركيا. فيما قال تجار من تمنراست عادوا من مالي أمس، إن الإرهابيين جردوا الدركيين الضحايا من ملابسهم الرسمية وأخذوا أجهزة اتصال كانت بحوزتهم، كما أخذوا أسلحتهم قبل الانسحاب على متن سيارات رباعية الدفع باتجاه مكان مجهول. وشوهدت أمس طائرات مروحية عسكرية تحلق في سماء تمنراست انطلقت من قاعدة عسكرية، باتجاه الحدود مع مالي بحسب شهود تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» عبر الهاتف.

ورجح المصدر الأمني وجود الجماعة التي نفذت الكمين بشمال مالي حاليا. وتعتبر هذه المنطقة من تراب الجار الجنوبي للجزائر، ملاذا لعناصر القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وقدر المصدر عدد منفذي الاعتداء بنحو 30 شخصا. وأضاف: «نملك معلومات تقول بأن الإرهابي جوادي هو من دبر ونفذ الاعتداء».

ويعرف جوادي (43 سنة) باسم «يحيى أبو عمار»، وهو من المقربين من زعيم التنظيم عبد المالك دروكدال (أبو مصعب عبد الودود) وكان حتى عام 2007 المستشار العسكري للتنظيم، قبل أن يرسله دروكدال إلى المنطقة الصحراوية لـ«تنشيط العمل الإرهابي» بعد دخول القيادي مختار بلمختار في هدنة إيذانا بتخليه عن الإرهاب. ويمثل جوادي بمعية عبد الحميد أبو زيد (المسؤول عن خطف الأجانب بالساحل) النواة الصلبة في التنظيم المسلح.