تقرير حول رادار سوري ـ إيراني يخطف الأضواء قبل وصول نتنياهو إلى واشنطن

الخارجية الأميركية تقول إنها على علم بالتقارير.. ومتمسكة بإعادة السفير الأميركي إلى دمشق

TT

أكدت وزارة الخارجية الأميركية علمها بالتقرير الذي نشر في صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، وأفاد بأن إيران زودت سورية بنظام رادار يردع صواريخ إسرائيلية. ونشرت الصحيفة هذا التقرير الذي تقول إنه يحمل معلومات تعود إلى منتصف عام 2009، قائلة إنه مبني على تصريحات من مسؤولين أميركيين وإسرائيليين «خلال الأشهر الماضية». ولم توضح الصحيفة الأسباب وراء توقيت نشر الخبر أمس، وقبل أن تدخل الولايات المتحدة عطلة رسمية باحتفال عيد الاستقلال الأميركي المصادف 4 يوليو (تموز) الحالي. وبينما تدخل واشنطن في مرحلة هادئة مع إجازة نهاية الأسبوع الطويلة، تستعد في الوقت نفسه لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يصل إلى واشنطن خلال أيام للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الثلاثاء المقبل. وردا على أسئلة «الشرق الأوسط» حول ما إذا كان التقرير يحمل معلومات جديدة، اكتفى مسؤول من وزارة الخارجية الأميركية بالقول: «نحن على علم بهذه التقارير وقلقون منها». وأضاف: «بينما من الواضح أن العلاقات بين إيران وسورية طويلة الأمد، مثلما قلنا سابقا، لا نعتقد بأن خطط إيران للمنطقة هي من مصلحة سورية». وهذا هو الموقف الرسمي الأميركي المعروف في ما يخص التعاون الإيراني - السوري في المنطقة. ومن جهتها، قالت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في معهد «كارنيغي للسلام الدولي» ميشيل دان إن «إدارة أوباما تسعى للتواصل مع سورية، بينما تريد إسرائيل القول بأن هذه السياسة لن تنجح». وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «الإسرائيليون يقولون إن التحالف السوري - الإيراني خطر، ويحاولون إقناع الأميركيين بذلك». وتأتي التصريحات الإسرائيلية حول التعاون العسكري بين سورية وإيران في إطار إقناع إدارة أوباما بذلك. ولفتت دان إلى أن خلال زيارة نتنياهو «ينظر الإسرائيليون باتجاه إعادة بناء الروابط مع واشنطن وإضفاء شعور بأن هناك مصالح متطابقة في الشرق الأوسط». وأضافت أنه على الرغم من تقارب نسبي أميركي - إسرائيلي بعد تخفيف الحصار على غزة وفرض عقوبات على إيران، «فإن هذه المشكلات لم تحل»، معتبرة أن «الأمور جيدة حاليا، ولكن من المتوقع أن تعود المشكلات مجددا». ولفتت إلى أن الأشهر المقبلة ستشهد انتهاء الفترة التي حددتها إسرائيل للوقف الجزئي للنشاط الاستيطاني، بالإضافة إلى أن الفترة التي حددتها جامعة الدول العربية والسلطة الفلسطينية لإحداث تقدم في المحادثات غير المباشرة ستنتهي أيضا.

وكانت إسرائيل قد طلبت مساعدة الولايات المتحدة بإنشاء نظام رادار خاص لها لمواجهة أي صواريخ تطلق عليها. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد قدم إلى نظيره الأميركي روبرت غيتس طلبا بمساعدة إسرائيل على نصب نظام الرادار الصيف الماضي، الأمر الذي تبحثه الأوساط الأميركية، ومن المرتقب أن يناقشه نتنياهو مع أوباما خلال زيارته المرتقبة الأسبوع المقبل. وكان أوباما قد طلب من الكونغرس الأميركي تخصيص 205 ملايين دولار لدعم نظام دفاعي من الصواريخ القصيرة الأمد في إسرائيل يحمل اسم «القبة الحديدية» الربيع الماضي. ورأت مصادر مطلعة في واشنطن أن إسرائيل تسعى إلى تسليط الضوء على أمنها خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن من أجل تخفيف الضغوط الأميركية على نتنياهو لإحداث تقدم في عملية السلام. ومن جهته، وصف الناطق باسم السفارة السورية أحمد سلكيني تقرير «وول ستريت جورنال» بأنه «قصص مفبركة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «استراتيجية إسرائيل دائما إبعاد وجهة النظر العالمية عن الجرائم التي تقترفها بحق الشعب الفلسطيني». وأضاف أن إسرائيل «تريد تصوير التهديد في المنطقة على أنه من إيران من خلال قصص مفبركة»، معتبرا أن إسرائيل تسعى إلى دفع الضغوط على «كل من يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني». ويبدو أن مثل هذه التقارير لن تؤثر على الرغبة الأميركية في الحوار مع سورية، قائلا: «نحن نواصل عملنا من تواصل أميركي أكبر مع سورية بما في ذلك عودة السفير الأميركي» إلى دمشق. وعلى الرغم من ترشيح أوباما للسفير روبرت فورد لتولي هذا المنصب في فبراير (شباط) الماضي، فإن مجلس الشيوخ ما زال يمانع في التصويت على هذا الترشيح مما عرقل عودة السفير الأميركي إلى العاصمة السورية.