مكتب نتنياهو: اللقاء مع أوباما فرصة تاريخية لتغيير وجه الشرق الأوسط

أوفد مبعوثين للقاهرة لإقناع أبو مازن بالمفاوضات المباشرة

TT

اعتبر مصدر سياسي رفيع في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن لقاء القمة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، المقرر يوم الثلاثاء القادم، «فرصة تاريخية لتغيير وجه الشرق الأوسط». وقال في تصريحات نشرت في ثلاث صحف إسرائيلية، أمس، إن مواضيع البحث في اللقاء ستكون ذات أهمية كبرى لدفع مسيرة المفاوضات السلمية.

وأضاف هذا المصدر أن نتنياهو ينوي إعطاء أجوبة قاطعة في عدد من القضايا الجوهرية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإمكانيات استئناف المفاوضات مع سورية وإغلاق الملف اللبناني أيضا. ولكنه رفض إعطاء تفاصيل عن مواقف نتنياهو في هذه القضايا.

وكانت مصادر سياسية إسرائيلية قد كشفت أن وفدا رفيعا من مكتب نتنياهو سيتوجه إلى القاهرة، غدا، لإطلاع المسؤولين المصريين على هذه المواقف. وسيرأس الوفد الإسرائيلي يتسحاق مولخو، مستشار نتنياهو للشؤون الفلسطينية الذي يتولى إدارة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، ومعه رئيس مجلس الأمن القومي وكبير مستشاري نتنياهو، عوزي أراد. وسيلتقي الوفد بالأساس مع وزير المخابرات المصري، عمر سليمان.

يذكر أن هذا هو الوفد الإسرائيلي الثالث الذي يزور القاهرة في غضون أسبوعين، حيث سبقه وفد برئاسة أراد، ووفد أمني برئاسة عاموس جلعاد، رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع. وسيبحث الوفد عدة قضايا سياسية تهم البلدين منها: «فتح معبر رفح، الذي فتحته مصر منذ شهر، والاستمرار في فك الحصار على قطاع غزة، وتعقيدات صفقة شليط، وموضوع المفاوضات».

وسيحاول الوفد إقناع القيادة المصرية بالسعي لدى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، لكي يوافق على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة. وهو يحمل اقتراحات ترى فيها إسرائيل محفزات لدفع مسيرة المفاوضات المباشرة في القضايا الجوهرية. وكان نتنياهو قد شكا من رفض الرئيس الفلسطيني الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، قائلا: «لقد أضعنا 15 شهرا هباء بسبب الرفض الفلسطيني وعلينا أن لا نضيع 15 شهرا أخرى». وأضاف نتنياهو، خلال كلمته في احتفال السفارة الأميركية في تل أبيب بالعيد الوطني للولايات المتحدة الليلة قبل الماضية، إن المفاوضات غير المباشرة لا تتيح طرح مواقف حاسمة في القضايا الجوهرية الكبرى. وهناك حاجة ماسة لبحث هذه المواضيع وجها لوجه، بيني وبين أبو مازن.

وقال مولخو من جهته إنه يستغرب تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، الذي قال إن الوقت غير مناسب لمفاوضات مباشرة وإنه يجب التركز الآن على إحداث تقدم جدي في المفاوضات غير المباشرة.

وفي الوقت نفسه، ذكر ناطق أميركي في تل أبيب، أمس، أن الرئيس أوباما معني بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة، ولكنه يخشى من أن تنفجر هذه المفاوضات من جراء النشاط الاستيطاني الإسرائيلي. ووضع الناطق الأميركي شرطا للمفاوضات المباشرة أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية قرارا صريحا بالاستمرار في تجميد البناء الاستيطاني بعد انتهاء مدة التجميد المقررة لعشرة أشهر التي تنتهي في 26 سبتمبر (أيلول) القادم. وأضاف: «هناك قوى في إسرائيل معنية بتغليب موضوع الاستيطان على أي شيء آخر. فإذا كانت الحكومة نفسها تواصل الاستيطان، كف يمكن صد مشاريع الاستيطان لتلك القوى».

وقد بدأت الاستعدادات لاحتمالات نقل سلطة معابر قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية. وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية التي أوردت الخبر أن العقيد إيتان دانغوت منسق النشاطات الحكومية في الأراضي المحتلة التقى ليل الأربعاء الماضي مع حسين الشيخ مسؤول الشؤون المدنية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. وحسب الصحيفة فإن الطرفين قررا تشكيل فرق مشتركة لتنسيق العمل في قضيتين اثنتين: الأولى إجراء التحسينات على معبر كرم أبو سالم جنوب غزة.. والقضية الثانية تتعلق ببناء المشاريع الدولية في غزة. وقالت الصحيفة إن الإصلاحات في كرم أبو سالم تشمل بناء مرافق يمكن أن تستخدم من قبل السلطة إذا تسلمت إدارة المعابر من إسرائيل.

وتضغط واشنطن والرئيس أبو مازن منذ سنوات من أجل نقل إدارة معابر غزة إلى السلطة الفلسطينية. ويفسر البعض هذا الطلب كفرصة لإعطاء السلطة موطئ قدم في غزة التي تخضع لسيطرة حماس.