الطائرات التركية تقصف مناطق في كردستان العراق

حديث عن حل القضية الكردية في تركيا العام الحالي

TT

أبلغ مصدر قيادي في حزب العمال الكردستاني أن 6 طائرات حربية تركية قصفت طوال الليلة قبل الماضية مناطق واسعة على سفح جبل قنديل. وأضاف أنه «رغم عدم وقوع خسائر في الأرواح، فإن القصف الجوي أسفر عن إلحاق خسائر فادحة بسكان القرى وأحرق مساحات شاسعة من البساتين ومزارع المواطنين، وتسبب في نزوح مئات العوائل من القرى الحدودية بسبب تجدد القصف الجوي على مناطقهم».

وقال مصدر في المكتب العسكري للحزب لـ«الشرق الأوسط»: «إن القصف الجوي استهدف قرى كوزينة وكريسكان وكورتك وهولي بسفح جبل قنديل، وهدم ثلاثة بيوت في قرية كوزينة، ودمر المولد الكهربائي للقرية، إلى جانب إلحاق أضرار بالغة بشبكة المياه المغذية للقرية».

في غضون ذلك وجه نائب رئيس الوزراء التركي جميل جيجيك تهديدات عنيفة بالقضاء على حزب العمال الكردستاني، منتقدا العراق وأميركا لعدم تعاونهما بشأن مواجهة مقاتلي هذا الحزب المتحصنين بجبال كردستان. ونقلت وسائل الإعلام التركية عن جيجيك بعد مشاركته باجتماع اللجنة الثلاثية التركية العراقية الأميركية المنعقدة في فندق ريكسوس بأنقرة قوله: «إن الآلية التي اعتمدتها اللجنة الثلاثية المشتركة لمواجهة حزب العمال الكردستاني لم تحقق أي تقدم يذكر، وأن وجود مسلحي حزب العمال الكردستاني داخل حدود الدول المجاورة سهل قيام هؤلاء بشن هجماتهم على مواقع الجيش التركي وقتل المواطنين المدنيين».

وحمل نائب رئيس الوزراء التركي كلا من العراق وأميركا مسؤولية تسلل مسلحي الكردستاني إلى تركيا. وقال: «قادة الكردستاني موجودون داخل العراق، ولم تتخذ أي إجراءات من قبل المسؤولين العراقيين والأميركان لاعتقالهم وتسليمهم، أما نشاطات هذا الحزب في جبل قنديل فتتحملها حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية وأوروبا».

وبخلاف تلك التهديدات أكد رئيس حزب السلم والديمقراطية الكردي صلاح الدين دميرتاش في لقاء مع صحيفة «حرييت» التركية أن «السلام ليس ممكنا فحسب، بل أصبح في متناول اليد»، معربا عن اعتقاده بأن «العام الحالي (2010) سيكون عاما لحل المسألة الكردية في تركيا، لأن الدولة التركية تتدارس منذ عام كامل هذه المسألة وبشجاعة لم نلمسها في السنوات السابقة، وأصبح الناس يتساءلون عن أسباب عدم اتخاذ خطوات جدية لحل المسألة، وهذا يبعث على الأمل». وانتقد دميرتاش حزب العدالة والتنمية بالقول: «الدولة أصبحت الآن أقرب إلى الحل، ولكن حزب العدالة والتنمية هو الذي يعرقل العملية، لأنه لا يريد للكرد أن يكون لهم دور فاعل في حل هذه القضية، وذلك خوفا من تضاؤل سلطته، وخاصة في المناطق الكردية بالبلاد في حال نجاح الحل الكردي، لأن ذلك سيكون بمثابة انتصار ديمقراطي للكرد في عموم تركيا».

وحدد رئيس حزب السلم والديمقراطية مطالب الشعب الكردي بالقول: «يجب أن لا يذكر في الدستور بأن الجمهورية هي فقط للأتراك، يجب أن لا يكون الدستور دستورا للأمة التركية، بل دستورا لجميع مواطني تركيا، ويريد الكرد أن يروا دستورا يسمح بتعلم لغتهم الأم فضلا عن اللغة التركية، وهذه مسألة حساسة جدا، فالمادة 42 من الدستور تنص على أنه لا يمكن تعلم أو دراسة لغات أخرى غير اللغة التركية».