تأنيب قائد عسكري فرنسي انتقد الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان

ممثل الأمم المتحدة: طالبان تريد الحوار لكنها ترفع سقفها

TT

انتقد رئيس أركان الجيوش الفرنسية الأميرال إدوار غيو، أمس، التصريحات «غير المسؤولة» التي أدلى بها جنرال فرنسي وجه انتقادات حادة إلى الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الأميرال غيو لإذاعة «أوروبا 1» «أعتقد أنه رأي في غير محله وسأصفه بأنه غير مسؤول، لأنه صادر عن شخص في الخدمة، ويتمتع بمصداقية»، موضحا أنه «ينوي أن يطلب منه الحضور ليقدم تفسيرا» لما قاله.

وقال الجنرال فنسان ديبورت، الذي يرأس معهدا مرموقا لتأهيل الضباط في فرنسا، إن الاستراتيجية الأميركية «لا تسير على ما يرام» في أفغانستان.

وأضاف في مقابلة مع صحيفة «لو موند» أمس، أن «الوضع لم يكن أسوأ مما هو الآن على الصعيد الميداني»، مذكرا بأن يونيو (حزيران) كان الشهر الأسوأ للتحالف الدولي منذ تدخله في هذا البلد، أواخر 2001، إذ فاق عدد الجنود القتلى المائة.

وانتقد الجنرال ديبورت أيضا قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أعلنه في ديسمبر (كانون الأول)، بإرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان. وقال: «الجميع كانوا يعرفون أن التعزيزات يفترض أن تكون إما صفرا أو ما يفوق الـ100 ألف جندي»، وأضاف ساخرا: «إننا لا نخوض نصف حروب».

وأعلن الأميرال غيو أن اللواء ديبورت «عبّر عن رأيه الشخصي الذي كان في غير محله... وغير الموثق توثيقا كافيا». واحتج رئيس أركان الجيوش على مقولة أن النزاع في أفغانستان «حرب أميركية» تشن من دون التشاور مع الحلفاء، كما قال ديبورت.

وقال رئيس أركان الجيوش: «لا يمكن كسب هذه الحرب إلا بالسلاح»، مشددا على الطابع «الضروري» لبذل مجهود حول التنمية والإدارة السياسية في أفغانستان، بالتوازي مع العمل العسكري. وأضاف أن هذه الاستراتيجية «هي الأفضل». وأضاف الأميرال غيو أن الجنود الفرنسيين الذين يناهز عددهم 3750 المنتشرين في الأراضي الأفغانية سيبقون هناك «أقصر فترة ممكنة، ونحن جميعا متفقون على ذلك».

وينتشر في أفغانستان نحو 130 ألف جندي أجنبي يشكل الأميركيون ثلثيهم. في غضون ذلك، أعلن الممثل الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان ستيفان دو ميستورا الخميس أن طالبان «ترفع سقفها» في أفغانستان، ولكنها مستعدة لسلوك طريق الحوار، «لأنها تعلم أنه ليس بإمكانها الانتصار في الحرب».

وقال خلال مؤتمر في معهد الأبحاث «أتنلانتك كاونسل» في واشنطن أن «طالبان تحاول أن تظهر أنها تنتظر ما ندعوه (مفاوضات على الحامي)». وأضاف: «لهذا السبب، هي ترفع سقفها ولكن هذا لا يعني مع ذلك أنها ليست مستعدة للتفاوض».

وتتعارض أقوال دو ميستورا مع أقوال طالبان التي تقول إنها لا تنوي أبدا الحوار مع أي كان.

والخميس أيضا، أعلن متحدث باسم طالبان، هو ذبيح الله مجاهد، في بيان لـ«بي بي سي» أن طالبان لا تريد التحدث «إلى أي كان لا (الرئيس حميد) كرزاي ولا الأجانب ما دامت القوات الأجنبية لم تغادر أفغانستان».

ولكن حسب ستيفان دو ميستورا، فإن طالبان «تعرف أنه ليس بإمكانها الانتصار». وأضاف أن النزاع «لا يمكن أن يحل بالسلاح وأن الحل يجب أن يكون إذن سياسيا. أنا مقتنع بأن طالبان تفكر بالتحديد في الشيء نفسه، هي تعرف أن الأفغان لا يريدونها».

وأعرب دو ميستورا أيضا عن ثقته بالجنرال ديفيد بترايوس الذي خلف الجنرال ستانلي ماكريستال على رأس قيادة قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان.

وقال: «عملت مع الجنرال بترايوس عندما كان على رأس التحالف في العراق. أظهر حنكة مميزة في مزاوجته المؤهلات العسكرية مع الدبلوماسية والدقة السياسية».