القضاء الأميركي يطلق عميلة «غير محترفة».. ويبقي 2 «لم يعرف بعد هويتهما»

موقوف ضمن الشبكة قال إنه يضع الولاء لروسيا قبل ابنه.. وكلينتون حريصة على العلاقات مع موسكو

مسافر على متن أحد القطارات في لندن يطالع صحيفة «الديلي تلغراف» أمس وعلى صفحتها الأولى حوار مع زوج سابق لموقوفة ضمن شبكة التجسس المفترضة في أميركا (رويترز)
TT

اعترف أحد المشتبه بهم العشرة الموقوفين في الولايات المتحدة بأنه عمل لحساب الاستخبارات الروسية، في الوقت الذي أعلن فيه القضاء الأميركي الإفراج بكفالة عن صحافية متورطة في القضية.

وأعلن القاضي رونالد إيليس في نيويورك أن الصحافية فيكي بيلايز الأميركية من أصل بيروفي سيطلق سراحها بكفالة قدرها 250 ألف دولار بينها 10 آلاف ستدفع نقدا، على أن تضع حلقة إلكترونية للمراقبة وتبقى تحت الإقامة الجبرية. ومنح القاضي الكفالة للصحافية التي تتحدث الإسبانية قائلا إن السبب في ذلك يعود جزئيا إلى أنها يبدو أنها عميلة غير محترفة كما أنها مواطنة أميركية ولم تستخدم بطاقة هوية مزورة. وربما يطعن محامو الحكومة الأميركية في قرار الإفراج بكفالة.

وخارج المحكمة عبر جون رودريجيز المحامي الذي يتولى الدفاع عن بيلايز عن سعادته لقرار القاضي، وقال: «نشعر بامتنان لأن القاضي نظر في كل الحجج من جميع الجوانب وبعد مداولات مطولة اتخذ قرار السماح لموكلتي بالعودة إلى منزلها». كما احتشد مؤيدون لبيلايز خارج المحكمة.

وقال أحدهم ويدعى خوسيه بيريز «جئت لأبدي التضامن مع فيكي بيلايز لأننا نعتقد أن ظلما ارتكب في حقها. رأيتم الآن في المحكمة أن الاتهامات الموجهة لها ليس لها سند. نعتقد بشدة أن فيكي بيلايز بريئة. فيكي بيلايز هي محاربة اجتماعية وباعتبارها محاربة اجتماعية.. فإننا نحن كقادة اجتماعيين مع فيكي بيلايز. إنها بريئة تماما من كل التهم الموجهة إليها. نؤيد فيكي بيلايز ونعتقد أنها امرأة نزيهة ولا يرقى إليها الشك».

وتخشى السلطات الأميركية أن يحاول المشتبه بهم الهرب في حال الإفراج عنهم بكفالة كما حصل مع كريستوفر روبرت ميتسوس المشتبه به الحادي عشر في القضية، الذي كان أوقف في قبرص ثم أفرج عنه بكفالة إلا أن السلطات فقدت أثره. وأعربت الخارجية الأميركية عن «خيبة أملها» لاحقا من إدارة الحكومة القبرصية للملف.

وقررت محكمة نيويورك في المقابل إبقاء اثنين من المشتبه بهم قيد التوقيف هما ريتشارد وسينثيا مورفي اللذان أوقفا في نيوجيرسي. وقال القاضي إيليس «فيما يتعلق بـ(الموقوفين) مورفي، لقد توصلت المحكمة إلى أنها لا تعرف من هما» و«أن الأدلة التي قدمتها الحكومة (ضدهما) قوية». وحول المشتبه به الرابع خوان لازارو الذي يمثل أمام القضاء في نيويورك، قررت المحكمة إرجاء صدور القرار. وأقر هذا الأخير بأنه عمل لحساب جهاز «إس في آر» الذي ورث الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي)، وذلك بحسب رسالة وجهتها النيابة الأميركية العامة إلى القاضي إيليس لإقناعه بإبقاء لازارو قيد التوقيف. وجاء في الرسالة أن المشتبه به قال إن «خوان لازارو» ليس اسمه الحقيقي إلا أنه رفض الكشف عن هويته. كما أضاف أنه «لا ينفي ولاءه لجهاز (إس في آر) حتى لو تعلق الأمر بإنقاذ ابنه». وأضاف «لازارو» في الوثيقة أن فيكي بيلايز زودت الاستخبارات الروسية بمعلومات وأن المنزل الذي كانا يتقاسمانه في يونكرز بضاحية نيويورك كان على نفقة الجهات الروسية.

وفي ألكسندريا بولاية فرجينيا، أرجأ القضاء جلسات المحاكمة التي كانت مقررة أول من أمس، للنظر في الطلبات المتعلقة بخمسة من المشتبه بهم لا يزالون قيد التوقيف. كما لا تزال المشتبه بها العاشرة أنا شابمان وهي سيدة أعمال روسية شابة تم توقيفها في الولايات المتحدة، موقوفة في نيويورك.

وتم تحديد موعد جلسة استماع أولى في 27 يوليو (تموز) الحالي فقط للمشتبه بهم الخمسة الملاحقين في نيويورك. ولم تتم توجيه أي تهمة رسمية بالتجسس بعد لأي من المشتبه بهم العشرة في الولايات المتحدة. ويتهم مكتب المباحث الفيدرالي (إف بي آي) المشتبه به الحادي عشر بالعمل وبعضهم منذ عقود لصالح روسيا. وأكد مكتب المباحث أنه ظل يحقق منذ عشر سنوات إلا أنه لم يجد دليلا على أهمية المعلومات التي زودها هؤلاء العملاء المشتبه بهم إلى روسيا والذين كانت مهمتهم «اختراق أوساط السلطة».

وسارعت واشنطن وموسكو إلى التأكيد بأن القضية لن تؤثر على العلاقات بينهما وأنه لن يتم طرد أي دبلوماسي روسي. وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، أثناء زيارة إلى أوكرانيا أن واشنطن حريصة على علاقاتها «الإيجابية الجديدة» مع موسكو على الرغم من توقيف الجواسيس المفترضين. وقالت كلينتون «إننا حريصون على بناء علاقة جديدة وإيجابية مع روسيا. إننا نتطلع إلى المستقبل»، رافضة التعليق على التحقيق في شبكة التجسس المفترضة. في غضون ذلك، كشف الزوج السابق لآنا شابمان، الموقوفة ضمن الشبكة، عن تولي والدها مسؤوليات رفيعة في جهاز الاستخبارات السوفياتية السابق (كي جي بي). ونقلت صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية أمس، تصريحات لإليكس شابمان، 30 عاما، وهو اختصاصي في العلاج النفسي، تحدث فيه عن تغييرات طالت شخصية زوجته السابقة حولتها من «امرأة لا مبالية إلى شخص متعجرف ووقح». وكشف أن زوجته السابقة اعترفت له أن والدها «تولى منصبا رفيعا في الاستخبارات السوفياتية». وقال إن والدها كان يتحكم «بكل شيء في حياة ابنته لدرجة أنها قد تفعل أي شيء لأجله». وقال شابمان «توقيف آنا على خلفية شكوك بتورطها في عمليات تجسس لم يشكل مفاجأة كبيرة بالنسبة لي»، متحدثا عن زيارة قام بها يوم الأربعاء الماضي عملاء بريطانيون تابعون لجهاز «إم آي 5» (الاستخبارات الداخلية) إلى منزله في بورنماوث (جنوب إنجلترا). كما روى شابمان تفاصيل تعارفه بزوجته السابقة (واسمها الأصلي آنا كوتشنكو)، حيث التقيا للمرة الأولى خلال حفل في لندن سنة 2001 وتزوجا بعد ذلك بخمسة أشهر في موسكو وعاشا معا حتى عام 2006 حين تطلقا من دون أن يقطعا الاتصال نهائيا بينهما. وتثير آنا شابمان ذات الشعر الأحمر والعينين الخضراوين فضول البريطانيين واهتمامهم بشكل كبير، في حين أعلنت الخارجية البريطانية فتح تحقيق لتحديد دوائر علاقاتها في المملكة المتحدة.