بايدن يلتقي علاوي على انفراد.. ويقترح خطا ساخنا بينه وبين البيت الأبيض

قيادي في القائمة العراقية: نائب الرئيس الأميركي حث على الاتفاق مع ائتلاف المالكي

جو بايدن نائب الرئيس الأميركي خلال لقائه مع نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

انطلقت مفاوضات جو بايدن نائب الرئيس الأميركي الذي وصل أول من أمس إلى بغداد، في منزل رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء وكبير مفاوضي القائمة العراقية أمس بلقاء مع إياد علاوي رئيس الحكومة العراقية الأسبق وزعيم القائمة الفائزة في الانتخابات الأخيرة في لقاءين عام وعلى انفراد.

ووصف محمد علاوي، القيادي في القائمة العراقية، لقاء علاوي وبايدن بـ«الإيجابي»، مشيرا إلى أن «نائب الرئيس الأميركي أشاد بحكمة علاوي وبتجاربه السياسية التي تنظر إليها الإدارة الأميركية باحترام وتقدير خاص». وقال القيادي الذي حضر اللقاء لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف إن «نائب الرئيس الأميركي عبر عن شعوره بضرورة أن تتفق كل من القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، باعتبار أن الائتلافين يشكلان رغبة الشارع العراقي»، وإنه شدد على أهمية «تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم الجميع ولا تهمش أحدا». وأضاف القيادي أن نائب الرئيس الأميركي «اقترح إقامة خط هاتفي ساخن بين علاوي والبيت الأبيض لإتاحة الفرصة للتحدث عن القضايا العالقة، مبديا رغبة الرئيس باراك أوباما في الحديث مع رئيس القائمة العراقية».

يذكر أن لقاء بايدن وعلاوي تم في منزل العيساوي كونه يقع في المنطقة الخضراء التي لم يسمح لنائب الرئيس الأميركي بمغادرتها، كما أن علاوي رفض أن يكون اجتماعه مع بايدن في بناية السفارة الأميركية، وتم اختيار مكان يمثل القائمة العراقية أصلا.

من ناحية ثانية، أكد محمد علاوي أن «المباحثات مع دولة القانون جيدة وإيجابية وتسير في الاتجاه الصحيح»، منوها بأنه «لم تتم مناقشة النقاط الخلافية حتى الآن ألا وهي إصرار المالكي على البقاء في منصبه رئيسا للحكومة المقبلة»، وقال «إن القائمة العراقية لن تتنازل عن استحقاقها الدستوري في تشكيل الحكومة المقبلة، وإن الحديث عن التفاوض على مناصب سيادية أو رئاسية أخرى غير موجود ولا علاقة لنا به، فنحن أصحاب استحقاق دستوري، وهذا هو استحقاق الناخب الذي ينتظر منا القيام بالتغيير».

من جانبه قال العيساوي إن القائمة العراقية تحاورت مع جميع الكتل وما زالت، ومنها ائتلاف دولة القانون، وقال «كان لنا بالأمس اللقاء الثالث مع ائتلاف دولة القانون، وعليه فإن المحادثات بين القائمة العراقية والكتل الأخرى قائمة ومستمرة ولا علاقة لتوقيت زيارة نائب الرئيس الأميركي بتوقيتات تلك الاجتماعات».

وبعد اللقاء مع علاوي توجه بايدن للقاء المالكي حيث أكدت مصادر من داخل المنطقة الخضراء أن بايدن كان يتجول في تلك المنطقة بطائرة ترافقه طائرتان للحماية فيما لم يتم لقاء زعيم الائتلاف الوطني العراقي عمار الحكيم أمس ويتوقع أن يكون هذا اللقاء اليوم أو غدا.

إلى ذلك، ندد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وصدر الدين القبانجي القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى العراقي بزعامة الحكيم بالضغوط الأميركية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. وقال الصدر المقيم في إيران منذ عام 2007 في بيان «أنصح المالكي وإياد علاوي بعدم السماح للمحتل، بل يكون اجتماعهم من أجل تطبيق الأجندة العراقية لا الأميركية». وأضاف الصدر «أدعو المرشحين لرئاسة الوزراء ممن تمسكوا بهذا المنصب أو الترشيح إلى أن يقدموا مصلحة العراق ويتنازلوا لمن هو الصالح أو الأصلح، فإن إطالة تنصيب هذا المركز فيه مفسده» في إشارة إلى رفضه تولي المالكي المنصب مرة ثانية، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهته، قال القبانجي أمام وفد من العشائر في النجف إن حضور بايدن إلى العراق «يجب أن لا يشكل أي مساس بالإرادة العراقية بشأن تشكيل الحكومة وعبور الأزمة». وأضاف أن «تشكيل الحكومة يجب أن يكون بعيدا عن الضغوط الأجنبية الدولية والإقليمية في وقت يؤمن العراق فيه بسياسة التعايش الإيجابي مع الجميع». وتعكس هذه التصريحات خشية الطرفين من حصول اتفاق بين المالكي وعلاوي على تشكيل الحكومة بتشجيع أميركي مما قد يؤدي إلى إقصائهما عنها.