تشييع العلامة فضل الله في ضاحية بيروت غدا وإجماع على مرجعيته الفكرية والفقهية

لبنانيات في حالة حزن على وفاة فضل الله (أ.ب)
TT

وتصدرت وفاة المرجع العلامة محمد حسين فضل الله، عن عمر 75 سنة، واجهة الأحداث اللبنانية أمس، على وقع توالي صدور بيانات النعي، التي أجمعت على مكانة الراحل الوطنية وانفتاحه وقيمته الفقهية والفكرية والإنسانية، مثنية على الجهود التي بذلها في سبيل توحيد الصف الإسلامي وتشجيع سياسة الحوار مع الآخر. وبينما أعلنت المؤسسات التابعة للعلامة فضل الله الإقفال حدادا لمدة أسبوع، أعلن حزب الله الحداد لمدة ثلاثة أيام، داعيا مناصريه إلى المشاركة بكثافة في التشييع.

وجاء إعلان خبر الوفاة، صباح أمس، بعد مرور أسبوع على دخوله مستشفى بهمن، التابع لجملة المؤسسات التي أنشأها، لمراجعة طبية عادية، إلا أن نزيفا حادا أصابه يوم الجمعة الفائت. وكانت شائعات عدة حول وفاته نشرت مطلع الأسبوع.

وبعد تضارب في المعلومات حول تفاصيل تشييعه وتداول أنباء عن إمكانية نقل جثمانه إلى النجف الأشرف، حيث ولد، حدد مكتب العلامة الإعلامي موعد التشييع يوم غد الثلاثاء. ومن المقرر، وفق البيان الصادر، أن ينطلق موكب التشييع من أمام داره في حارة حريك، عند الساعة الواحدة والنصف من ظهر غد، ويجوب الأحياء الرئيسية لضاحية بيروت الجنوبية، على أن يُصلى على الجثمان الطاهر في مسجد الإمامين الحسنين، ويوارى الثرى في صحن المسجد.

وتستمر عائلة العلامة الراحل، الصغيرة والكبيرة، في تقبل التعازي يوميا بمسجد الإمامين الحسنين، الذي غصّ منذ لحظة إعلان الوفاة أمس بحشود شعبية جاءت معزية وهي تذرف الدموع حزنا، فضلا عن عدد كبير من المسؤولين اللبنانيين والدبلوماسيين، في مقدمهم السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي. وكان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قد تلقى التعازي مع أفراد العائلة.

وفي بيان النعي الصادر عن مكتب العلامة الراحل، قال العلامة عبد الله الغريفي: «توقف نبض هذا القلب على خمسة وسبعين من الأعوام، قضاها جهادا واجتهادا وتجديدا وانفتاحا والتزاما بقضايا الأمة ومواجهة لكل قوى الاستكبار والطغيان»، معتبرا أنه «رحل السيد وهمه الكبير، هو الإسلام فكرا وحركة ومنهجا والتزاما في جميع مجالات الحياة».

ونعت شخصيات سياسية ومرجعيات وهيئات دينية عدة العلامة الراحل، وفي هذا السياق، اعتبر رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن «لبنان بغياب العلامة فضل الله يخسر مرجعية وطنية وروحية كبرى، أسهمت إسهاما فعالا في ترسيخ قيم الحق والعدل لمقاومة الظلم، وأضافت إلى الفكر الإسلامي صفحات مميزة ستتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل».

وأشار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أنه «بفقدان العلامة فضل الله تفتقد الأمة داعية من طلائع الدعاة إلى الوحدة الإسلامية، وصوتا مدويا من أجل نصرة قضايا الحق والعدالة ومقاومة الظلم والعدوان، وداعما من أبرز دعائم قيام لبنان نموذجا للتعايش بين الحضارات والأديان، وظهيرا للمقاومة ظل حتى الرمق الأخير».

وأشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى «أننا فقدنا اليوم أبا رحيما ومرشدا حكيما وكهفا حصينا وسندا قويا في كل المراحل». وقال: «هكذا كان لنا سماحته ولكل هذا الجيل المؤمن والمجاهد والمقاوم، منذ أن كنا فتية نصلي في جماعته ونتعلم تحت منبره ونهتدي بكلماته ونتمثل أخلاقه ونقتدي بسيرته»، مضيفا: «علمنا في مدرسته أن نكون دعاة بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن نكون أهل الحوار مع الآخر، وأن نكون الرافضين للظلم والمقاومين للاحتلال».