كلينتون: واشنطن مستعدة لمساعدة أذربيجان وأرمينيا للتوصل إلى اتفاق سلام

وارسو وواشنطن تطمئنان موسكو بأن المنظومة ذات أهداف دفاعية ولا تشكل خطرا عليها

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال اجتماعهما مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في باكو أمس (رويترز)
TT

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، أن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة أذربيجان وأرمينيا على التوصل إلى اتفاق سلام، يضع حدا لنزاعهما حول إقليم ناغورني قره باخ. وقالت كلينتون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الأذربيجاني المار مامادياروف في باكو: «نحن مستعدون لمساعدة أذربيجان وأرمينيا على السواء للتوصل إلى اتفاق سلام دائم وتطبيقه». وأضافت: أن «الخطوات الأخيرة نحو السلام هي غالبا الأكثر صعوبة، لكننا نرى السلام كاحتمال.. وأولوية». وتابعت كلينتون: «نعتقد أن تقدما أحرز. إن هذا الأمر أولوية كبيرة بالنسبة إلى الولايات المتحدة»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. كما أعلنت كلينتون أنها انتهزت فرصة محادثاتها في باكو مع المسؤولين الأذربيجانيين، لتثير قضية سجن مدونين اثنين، وقالت كلينتون، خلال لقاء مع شبان، إنه على الرغم من «التقدم الملحوظ» في مجال الحريات في أذربيجان، فإن «تحديات كثيرة لا تزال موجودة». وأضافت: «تلقينا (الرئيس أوباما وأنا) رسائل عدة عن شابين مدونين مسجونين، وقد أثرت طبعا القضية خلال اجتماعاتي اليوم».

وحكم على عدنان حاجي زاده (26 عاما) وأمين ملي (30 عاما)، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 على التوالي، بالسجن عامين، وعامين ونصف عام، بتهمة المساس بالنظام العام، وذلك خلال محاكمة اعتبرت تعسفية من جانب مؤيديهما.

وأعلن إقليم ناغورني قره باخ ذو الغالبية الأرمينية، الذي ضم إلى أذربيجان إبان الحقبة السوفياتية، استقلاله، إثر حرب أسفرت عن 30 ألف قتيل ومئات الآلاف من النازحين، بين 1988 و1994. لكن المجتمع الدولي لا يعترف به.

وخلال القمة الأخيرة لمجموعة الدول الثماني في تورونتو، أعلنت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة تأييدها «حلا سلميا» للنزاع في ناغورني قره باخ، ودعت الرئيس إلهام علييف، ونظيره الأرميني سيرج سركيسيان إلى «البدء ببلورة اتفاق سلام».

وكانت قد أدت حملة، دعمتها الولايات المتحدة، لتحسين العلاقات بين أرمينيا، العدو اللدود لأذربيجان، وتركيا، إلى الإضرار بعلاقات واشنطن وأذربيجان التي يساورها القلق من احتمال تأثر مصالحها بجهود المصالحة.

واتهمت باكو الولايات المتحدة في أبريل (نيسان)، بالانحياز إلى أرمينيا، في ما يتعلق بقضية ناغورني قره باغ، الذي يسيطر عليه المنحدرون من أصول أرمينية، منذ وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه عام 1994 إثر الحرب، وهددت بإعادة النظر في علاقاتها مع واشنطن.

من جهة اخرى اعلنت وزيرة الخارجية الأميركية مع نظيرها البولندي رادوسلاف سيكورسكي من مدينة كراكوف جنوب بولندا، عن إقامة بنية جديدة لمنظومة الدرع المضادة للصواريخ في البلاد، التي طالما أعربت موسكو عن احتجاجها على نشرها في بلدان شرق أوروبا. وفي محاولة لتهدئة روع موسكو أعلن سيكورسكي في أعقاب توقيع ملحق المعاهدة البولندية الأميركية أمس أن بلاده تعرب عن استعدادها للسماح لروسيا بتفقد مواقع منظومة الدفاع الصاروخي، مؤكدا أن بلاده سوف تلتزم بالشفافية في ما يتعلق بإزالة شكوك موسكو تجاه الأهداف الحقيقية لإقامة هذه المنظومة الدفاعية.

ومن جانبها قالت كلينتون إن المنظومة ذات أهداف دفاعية محضة ولا تشكل خطرا على روسيا. وأضافت قولها إن واشنطن تريد التعاون مع الشركاء الروس في مجال منظومة الدفاع المضاد للصواريخ لأن ذلك يتفق مع مصالحها.

وأكدت كلينتون أن الجهاز الذي سيتم نصبه في قاعدة بولندية «سيساهم في حماية الشعب البولندي والجميع في أوروبا، حلفائنا والآخرين، من التهديد.. الذي تمثله إيران». وذكرت كلينتون من جهتها بدعوتها موسكو إلى المشاركة في هذا الجهد «الدفاعي الصرف». وأعربت كلينتون عن الأمل في أن «تتجه روسيا أكثر نحو العمل المشترك» لمواجهة «التحديات المشتركة».

ويذكر المراقبون مدى ما أعربت عنه موسكو من ارتياح حين بادر الرئيس الأميركي بارك أوباما في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي بالإعلان عن تراجع بلاده عن نشر المنظومات المضادة للصواريخ في شرق أوروبا ردا على ما كان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف هدد به حول نشر منظومات إسكندر في مقاطعة كالينينغراد المتاخمة لحدود الأطلسي، وإن كان كشف عن خطة بديلة لنشر صواريخ «إس إم - 3» من مواقع مغايرة، وهي الصواريخ التي كشف وزير الدفاع البولندي بوغدان كليخ عن أنها من المنتظر أن تظهر في بولندا في الفترة من 2015 إلى 2018.