كما حضر الاستقبال عدد من الوزراء، وسفير السعودية لدى المغرب الدكتور محمد البشر، وعدد من المسؤولين.

القاهرة تدعو طرفي الحكم في السودان إلى مفاوضات لتغليب خيار الوحدة.. والصين تتدخل

TT

قدمت الحكومة المصرية دعوة للمؤتمر الوطني والحركة الشعبية للتباحث في القاهرة حول مشروع لوحدة السودان، وطالبت الصين بدورها بضرورة تغليب خيار الوحدة بين الشمال والجنوب في وقت أرجأ فيه الشريكان مفاوضات حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء إلى السبت المقبل بعد أن اتفقا على رفض التدخل الدولي في القضايا وأن تكون المفاوضات سودانية من دون تدخلات خارجية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مبعوثا مصريا زار الخرطوم وجوبا الأسبوع الماضي، وقدم دعوة للمؤتمر الوطني والحركة الشعبية لمفاوضات في القاهرة للدفع بخيار الوحدة إلى الأمام. في غضون ذلك قال وزير مجلس الوزراء لوكا بيونق لـ«الشرق الأوسط» إن الشريكين أجلا مفاوضات كان مقررا لها اليوم إلى السبت المقبل، وأمل الشريكان أن تكون مفاوضات الشريكين لقضايا ما بعد الاستفتاء سودانية من دون تدخلات خارجية، واتفق الشريكان على وضع تصور واضح للمبادئ الأساسية للتفاوض وتكوين سكرتارية مشتركة وتحديد مهامها لتسهيل أعمال المفاوضات بمساعدة مفوضية متابعة اتفاقية السلام.

وأكد بيونق على «أن الروح التي سادت بين الطرفين تؤكد التزامهما بمواصلة إنفاذ اتفاقية السلام وقضايا ما بعد الاستفتاء باعتبارهما القضايا التي تؤمن العلاقة القوية السائدة بين الشمال والجنوب. إلى ذلك أكد المبعوث الصيني للسلام في السودان ليوقو جين، موقف بلاده الداعم للسلام في دارفور وجنوب السودان والعمل من أجل تغليب خيار الوحدة بين الشمال والجنوب من خلال الاستفتاء المقبل. وقال المبعوث الصيني في تصريحات صحافية عقب لقائه وزير مجلس الوزراء لوكا بيونق ومسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين، إن الطريق الوحيد لحل مشكلة دارفور هو الحوار السياسي، وإن أي مقاطعة للعملية السياسية وأي اختيار لطريق آخر غير مقبول ولا يؤدي إلى سلام، وأضاف قائلا: «جاء الوقت الذي يتوجب فيه مساعدة المجتمع الدولي للحكومة السودانية وإصدار قرار يسهم في حل القضية».

وذكر المبعوث الصيني أن زيارته الحالية للسودان تهدف إلى تبادل الآراء مع المسؤولين لدفع عملية السلام ومناقشة الاستراتيجيات المستقبلية في مسألة الاستفتاء. ونوه إلى أن بلاده تدعم الشريكين، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، للعمل معا من أجل إزالة العقبات التي تقف أمام تحقيق الشفافية والمصداقية في عملية الاستفتاء.

في غضون ذلك وصل إلى الخرطوم أمس رئيس لجنة حكماء أفريقيا تامبو أمبيكي الذي أجرى مباحثات مع وزير مجلس الوزراء لوكا بيونق والرئيس عمر البشير، وتعهد البشير أمام أمبيكي بتحقيق السلام في دارفور قبل انتهاء العام الحالي.

وعلى صعيد آخر باشرت القوات السودانية التشادية المشتركة إجراءات تبادل المجرمين الذين تم إلقاء القبض عليهم مؤخرا بالحدود في وقت ثمنت فيه القوات المسلحة الدور الفاعل الذي ظلت تلعبه القوات المشتركة في تأمين حدود البلدين ضد أي تفلتات كانت تقوم بها الحركات المسلحة من قبل.

وكشف المقدم الصوارمي خالد سعد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة لـ«المركز السوداني للخدمات الصحافية»، الموالي للحكومة، عن تسيير القوات المشتركة لـ50 عربة على طول الحدود لتمشيط المنطقة والوقوف على الترتيبات التي تم اتخاذها لتأمين الحدود، مبينا أن التعاون العسكري بين السودان وتشاد امتد ليشمل حتى الحاميات الموجودة في مناطق متفرقة على الحدود التي أكد أنها تشهد أمنا واستقرارا منقطع النظير منذ أن باشرت القوات المشتركة مهامها على النقاط المتفق عليها في الاتفاق الموقع بين السودان وتشاد. وأشاد بمساهمة القوات المشتركة في إنارة الكثير من القرى الحدودية وتأمينها لجميع مشروعات التنمية التي أدت إلى أن تسجل تلك المناطق ازديادا ملحوظا في عمليات العودة الطوعية للمواطنين إلى قراهم بفضل الضبط الحدودي للأوضاع الأمنية الإنسانية في جميع المناطق المتاخمة بين السودان وتشاد.