وزير خارجية الأردن: حان الوقت لتقبل إسرائيل مبادرة السلام العربية.. ولا مبادرة تبقى مطروحة للأبد

جودة دعا سورية ولبنان لبدء مفاوضات سلام ثنائية مع إسرائيل

ناصر جودة
TT

دعا وزير خارجية الأردن ناصر جودة إسرائيل إلى قبول مبادرة السلام العربية، وقال إن «الوقت حان» لتبني تلك المبادرة العربية والإسلامية الجامعة التي أطلقت في بيروت عام 2002. وانتقد جودة في محاضرة ألقاها في لندن مساء أول من أمس، الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة واختلاف الأحزاب الإسرائيلية في التعاطي مع قضية السلام في المنطقة، وسأل: «هل نحن نتعامل مع دولة إسرائيل أم مع أحزاب إسرائيلية؟».

وشدد جودة الذي ألقى محاضرة حول السلام في الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، على ضرورة أن يحقق الفلسطينيون المصالحة قبل إتمام السلام مع إسرائيل. وقال إن حركة حماس تشكل جزءا من النسيج الفلسطيني، ولا يمكن تحييدها في أي اتفاقية سلام مع إسرائيل، مؤكدا دعمه للجهود المصرية في تحقيق المصالحة.

ولم يعلق جودة على تأثير التوترات بين إسرائيل وتركيا على عملية السلام في الشرق الأوسط، وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الدور التركي في المنطقة وتأثير احتمال قطع علاقاتها مع إسرائيل على عملية السلام، اكتفى بالقول: «تركيا لعبت دورا مهما.. ولكن لا أريد التعليق على العلاقات الدبلوماسية..». وكانت تركيا قد هددت قبل يومين، على لسان وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو، بقطع علاقاتها مع إسرائيل في حال لم تعتذر تل أبيب عن حادثة باخرة «مرمرة»، أو في حال رفضت تحقيقا دوليا في الحادثة.

ودعا أيضا إلى إعادة استئناف مفاوضات السلام الثنائية بين لبنان وإسرائيل وبين سورية وإسرائيل، مشيرا إلى أن التركيز على المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية صرف النظر عن المفاوضات الثنائية الأخرى. وقال: «هذا لا يعني أن هناك سباقا بين هذه المحادثات.. القضية الفلسطينية هي لب الصراع العربي - الإسرائيلي، ومن دون حلها، لا يمكن إنهاء هذا الصراع».

وقال وزير خارجية الأردن الذي كان التقى نظيره البريطاني ويليام هيغ في وقت سابق أول من أمس، إن بعض الجماعات المتطرفة تتخذ من القضية الفلسطينية حجة لتبرر أفكارها المتطرفة وأعمالها الإرهابية. وحث إسرائيل على قبول مبادرة السلام العربية التي قال إنها ستساعد الجهود الدولية لإعادة الاستقرار إلى أفغانستان. وعلى الرغم من أنه حذر من أنه «لا مبادرة تبقى مطروحة على الطاولة للأبد»، فإنه أضاف أنه «لا يمكن أن نستسلم فقط لأننا مللنا».

واعتبر أن محادثات التقارب الجارية بين إسرائيل وفلسطين جاءت نتيجة «الضرورة وليس الخيار»، مشيرا إلى عرقلة إسرائيل للمفاوضات المباشرة بسبب رفضها تجميد بناء المستوطنات. ولكنه أكد دعم الأردن لمحادثات التقارب، وقال: «سنبذل جهدنا للتأكد من أنها ستنجح، ونأمل أن تؤدي إلى الانتقال للمحادثات المباشرة بسرعة». وأضاف أن ذلك يستوجب على إسرائيل أن توقف جميع تدابيرها في الضفة الغربية والقدس، من بناء مستوطنات إلى هدم بيوت الفلسطينيين. كما شدد على أن نجاح محادثات التقارب يستوجب أيضا «عدم التسامح مطلقا مع جميع أنواع الاستفزاز والتحريض من كل الأطراف المعنية».

وقال وزير الخارجية البريطاني بعد اللقاء إن الأردن «شريك قريب جدا من بريطانيا، ونحن نعلق أهمية كبيرة على هذه العلاقة». وأضاف هيغ أنه تناول مع جودة قضية السلام في الشرق الأوسط، وأعاد التأكيد أمامه على التزام بريطانيا بحل إقامة دولتين لإنهاء الصراع.

وأشار إلى خطط الحكومة البريطانية لسياسة خارجية متميزة مع الشرق الأوسط «وهي منطقة نعتبر أن لديها فرصا كبيرة واعدة». وقال: «نعتزم أن نبدأ جهودا طويلة لرفع علاقات بريطانيا مع بلدان الخليج وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، بهدف تحقيق تشاورات أكبر بين حكوماتنا وتواصل أكبر بين شعوبنا، والأردن سيكون شريكا هاما في هذه الجهود».