اتحاد علماء المسلمين الكردستاني: ختان البنات ليس واجبا شرعا

نبه في فتوى إلى مضار الظاهرة.. لكنه لم يحرمها

TT

أعلن المتحدث الرسمي باسم اتحاد علماء المسلمين في كردستان عن صدور «فتوى شرعية من قبل اللجنة العليا للإفتاء في الاتحاد حول ختان البنات وأضراره الجسدية والنفسية»، مشيرا إلى «أن الفتوى تأسست بناء على دراسات معمقة من قبل مجموعة من علماء كردستان، توصلت إلى عدم وجوب الختان شرعا». وتخلص لجنة الفتوى في اتحاد علماء المسلمين إلى «أن ولي الفتاة حر في إجراء الختان أو عدم إجرائه، وفي حال ثبت من الناحية الصحية أن العملية ستؤثر على المرأة سواء كان عاجلا أو آجلا، فإن الامتناع عنه أفضل، وهذا استنادا إلى القاعدة الشرعية التي تقول إنه لا ضرر ولا ضرار».

وفي اتصال مع المتحدث الرسمي لاتحاد علماء المسلمين بكردستان الملا جعفر كواني سألته «الشرق الأوسط» بأن الفتوى غير كافية لتحريم ختان البنات المنتشر بشكل واسع في بعض مناطق كردستان، فأجاب «أن الفتاوى التي تصدر عن الهيئات المخولة إذا كانت متعلقة بالعبادات فيتوجب فيها الوضوح التام، أما دون ذلك فإن الفتاوى يجب أن تأخذ بنظر الاعتبار الظروف الزمنية، فالختان على سبيل المثال كان مقبولا في العقود السالفة، ولكن الآن ثبت طبيا أنه عملية تضر بالمرأة من الناحية الجسدية والنفسية، وبناء عليه لا يمكن التصريح بالمنع التام في مثل هذه الحالات، لأنه قد يأتي يوم ويثبت فيه وجود فوائد صحية من هذه العملية، ومع ذلك فإن لجنة العلماء التي تشكلت بهذا الشأن في كردستان توصلت من خلال دراسات معمقة ومستفيضة إلى أن الختان ليس واجبا وليس من السنة أيضا، ما دام يلحق الضرر الجسدي والنفسي بالمرأة، ولذلك توصي الفتوى مسلمي كردستان بالابتعاد عن ختان بناتهم».

ويقول كواني في تصريحه «إن الناس درجوا على هذه العادة في بعض مناطق كردستان، وهم لا يسألون علماء الدين عن حكم الشرع في ذلك، لذلك فإن لهذه الفتوى أهمية بالغة في توضيح موقف الدين من هذه العادة غير المحمودة».

يذكر أن منظمة هيومان رايتس ووتش قد دأبت على نشر تقاريرها السنوية حول ازدياد ظاهرة ختان البنات في بعض مناطق كردستان، وتشير تقاريرها إلى أن نسبة 63% من نساء كردستان قد خضعن لعمليات الختان، وهذا ما يرفضه علماء الدين في كردستان ويصفون أرقامها بالمبالغة الكبيرة. وتتركز معظم حالات الختان في مناطق بشدر وبيتوين بمحافظة السليمانية وهي مناطق حدودية تتحكم فيها نظم عشائرية قديمة.