نتنياهو: وقف للاستيطان في الضفة والقدس مقابل موافقة أوباما على بقاء الكتل الاستيطانية

بحث مع الرئيس الأميركي المفاوضات المباشرة وحصار غزة والسلاح النووي الإيراني

أوباما ونتنياهو خلال اجتماعهما في واشنطن أمس (أ.ب)
TT

قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، «سيجازف من أجل السلام» في الشرق الأوسط. وأشاد في الوقت نفسه بقرار إسرائيل تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبيل دخوله البيت الأبيض، أنه سيطلب من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، العمل من أجل الانتقال من المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين إلى المباشرة. وقال إن «المسافة بين القدس ورام الله 15 دقيقة فقط». وأضاف أن «الموضوع الثاني هو تخفيف الحصار على غزة. والثالث هو أسلحة إيران النووية»، مؤكدا أنه يريد أن يطمئن أوباما بأن الحظر المؤقت على بناء مستوطنات في القدس الشرقية سيستمر إلى ما بعد سبتمبر (أيلول).

ونُقل على لسانه القول إنه سيطلب من أوباما إعلانا «غير مباشر» يؤيد استمرار الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية في حال التوصل إلى تسوية نهائية. وقال نتنياهو إنه إذا وافق أوباما على موضوع الكتل الاستيطانية في الضفة، ستصدر إسرائيل «قرارا نهائيا» بعدم بناء أي مستوطنات أخرى، في القدس الشرقية وغيرها.

الى ذلك كشف مصدر رفيع في الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو، اقترح على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال لقائهما في واشنطن، مساء أمس، استئناف البناء الاستيطاني الجزئي في أواخر سبتمبر (أيلول) القادم فقط، في ما يعرف باسم الكتل الاستيطانية، والاستمرار في تجميد هذا البناء في بقية مستوطنات الضفة.

وكان نتنياهو قد استُقبل في واشنطن أمس بطريقة مغايرة تماما للزيارات الأربع السابقة، التي قام بها في عهد الرئيس أوباما، فقد نزل في بيت الضيافة الرسمي للرئاسة الأميركية، وأتيح للإعلام أن يصور اللقاء ويوجه أسئلة للرئيسين. وأحيط نتنياهو بأجواء حميمية، فامتدحه الأميركيون على خطواته الإيجابية لدعم مسيرة السلام، مثل إزالة الحواجز في الضفة الغربية وإلغاء الحصار المدني عن قطاع غزة. وقال مصدر إسرائيلي إن «أوباما توصل إلى القناعة بأن طريقة الضغوط العلنية على نتنياهو والدخول في مواجهة معه لن تفيد عملية السلام مثلما يفيد التعامل الإيجابي معه. فاحتضانه يحقق نتائج أفضل، على صعيد المفاوضات السلمية وكل شيء آخر».

ويأتي هذا الاقتراح في ضوء المطلب الأميركي بالاستمرار في التجميد الجزئي للبناء الاستيطاني، الذي من المفترض أن ينتهي في 25 سبتمبر المقبل وتريد الحكومة الإسرائيلية إلغاءه. واعتبر نتنياهو هذا الاقتراح حلا وسطا بين الموقف الأميركي والفلسطيني المطالب بتجميد جميع مشاريع البناء الاستيطاني، وبين الموقف الإسرائيلي.

ودافع عن هذا الاقتراح، أمس، وزير شؤون المخابرات في حكومة نتنياهو، دان مريدور، الذي قال إن إسرائيل تعتمد في اقتراحاتها على الرسالة التي كان بعث بها الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، آرييل شارون، في 14 أبريل (نيسان) 2004، وفيها يتعهد بأن يؤخذ بالاعتبار الواقع الاستيطاني.

ومما جاء في الرسالة يومها: «كجزء من التسوية الدائمة، يجب أن تكون لإسرائيل حدود آمنة ومعترف بها يتم تحديدها وفقا للمفاوضات بين الطرفين على أساس قراري مجلس الأمن الدولي رقم 242 و338، وذلك في ضوء الواقع الجديد على الأرض، بما في ذلك وجود مراكز كبيرة للمواطنين الإسرائيليين. فليس واقعيا أن نتوقع أن تفضي المفاوضات حول التسوية الدائمة إلى اتفاق بالعودة إلى خط الهدنة من سنة 1949. فكل جهود التفاوض على تسوية دائمة في الماضي أفضت إلى الاستنتاج نفسه، وهو أن من العملي التوقع بأن كل اتفاق تسوية دائمة يبنى على تغييرات متفق عليها بين الطرفين تعبر عن ذلك الواقع».

وتضم الكتل الاستيطانية المقصودة نحو 75% من المستوطنين في الضفة الغربية، وتقع جميعها خارج الجدار العازل وتخطط إسرائيل لضمها في إطار التسوية. وأبدت الحكومة السابقة برئاسة إيهود أولمرت الاستعداد لمنح الدولة الفلسطينية تعويضا عن هذه المنطقة دونمًا مقابل دونم. ولكنْ هناك خلاف بين إسرائيل والسلطة حول مساحة هذه الكتل. ففي إسرائيل يريدون أن تمتد على مساحة 6.5% من مساحة الضفة، والسلطة توافق فقط على مساحة 2.25%.

والكتل الاستيطانية ست، هي:

** غوش (كتلة) معاليه أدوميم وشبيهاتها: وتضم خمس مستوطنات محيطة بالقدس، ويعيش فيها 36 ألف نسمة وتمتد على مساحة 60 ألف دونم. وتخطط إسرائيل لبناء حي جديد في هذا التكتل يعرف باسم «مشروع E - 1»، وتعترض الإدارة الأميركية عليه كونه يفصل شمال الضفة عن جنوبها.

** غوش رئيل: وهي مستوطنات واقعة على بعد 21 كيلومترا في عمق الضفة الغربية، غرب مدينة نابلس وجنوب قلقيلية، وتضم 13 مستوطنة عدد سكانها 44 ألفا وتمتد على مساحة 80 ألف دونم، وفيها أيضا عدد من البؤر الاستيطانية التي أقامها المستوطنون من دون تصريح حكومي، وتعتبر حتى في القانون الإسرائيلي غير شرعية.

** غوش عتصيون: تقوم على مساحة 72 ألف دونم جنوب القدس وغرب بيت لحم، وتضم مستوطنين متدينين، وفيها 46 ألف مستوطن.

** غوش جبعات زئيف: وتضم خمس مستوطنات تقع شمال غربي القدس وجنوب غربي رام الله بمساحة 25 ألف دونم، ويعيش فيها 13 ألف مستوطن. وهم ينتظرون انتهاء فترة التجميد لبناء حي سكني ضخم يضم نحو ألف وحدة سكن.

** غوش موديعين عيليت: وتقع شمال غربي القدس على الخط الأخضر تماما، وتضم أربع مستوطنات بينها المستوطنة الدينية موديعين عيليت، على مساحة 11 ألف دونم، ويعيش فيها 41 ألف نسمة.

** غوش قرني شمرون: وهذا هو أكبر التكتلات الاستيطانية من ناحية المساحة وأصغرها من ناحية السكان، وهو أيضا يدخل كالإصبع في عمق الضفة الغربية، مثل غوش أرئيل، على بعد 16 كيلومترا قرب مدينة قلقيلية الفلسطينية ويضم 8 مستوطنات على مساحة 78 ألف دونم، بينما يعيش فيها 16 ألف نسمة.