السلطات السودانية تغلق صحيفة خال البشير الداعية لفصل الجنوب

مقتل 5 مدنيين في اشتباكات قبلية بأبيي ومنع 4 صحف من الصدور

TT

أغلقت السلطات السودانية صحيفة «الانتباهة» اليومية التي يمتلكها خال الرئيس البشير والتي تدعو لفصل الجنوب فيما منعت السلطات الأمنية 4 صحف من الصدور يوم أمس بسبب تقارير حول تمرد القيادي المنشق عن الجيش الشعبي جورج أطور، في غضون ذلك لقي 5 مدنيين مصرعهم في صراعات قبلية قرب منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، في وقت تحطمت فيه مروحية تابعة لمنظمة غير حكومية بالجنوب.

وفجرت السلطات السودانية يوم أمس مفاجأة من العيار الثقيل بإغلاق صحيفة «الانتباهة» التابعة لمنبر السلام العادل، بعد أن كثرت الشكوك حول علاقتها بالحكومة، وقالت مصادر صحافية لـ«الشرق الأوسط» رفضت كشف هويتها «أن جهاز الأمن الوطني والمخابرات أبلغ شفاهةً إدارة صحيفة «الانتباهة» بالتوقف عن الصدور.

وتتهم الصحيفة بنشر الكراهية بين الشمال والجنوب بعد أن عبر قادة الحركة الشعبية أكثر من مرة عن امتعاضهم من سياسة الصحيفة التي تدعو مباشرة لفصل الشمال عن الجنوب، ويرأس مجلس إدارة الصحيفة الطيب مصطفى خال الرئيس عمر البشير.

وربطت المصادر إغلاق الصحيفة برغبة الحكومة في تحقيق الوحدة وإرضاء الجنوبيين في وقت أشارت فيه مصادر أخرى إلى تفاهمات تمت في جوبا بين النائب الأول للرئيس ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت والنائب الثاني علي عثمان محمد طه الأسبوع الماضي حيث توجه وفد رفيع إلى الجنوب لفتح صفحة جديدة من أجل تقديم خيار الوحدة خلال الاستفتاء الذي يتوقع إجراؤه بداية العام المقبل.

ولم تصدر بيانات رسمية من الحكومة لتفسير قرار إغلاق الصحيفة المثيرة للجدل، وتعد من أكثر الصحف السودانية توزيعا في جنوب السودان، وعقد مجلس إدارة الصحيفة اجتماعا أبلغ فيه الصحافيين العاملين فيها بالقرار.

في ذات السياق وجهت السلطات الأمنية ليلة أول من أمس المطابع بعدم طباعة 4 صحف هي «الأحداث»، و«أخبار اليوم»، و«التيار»، و«الحرة» وفسرت مصادر القرار بنشر أخبار عن المتمرد الجنوبي جورج أطور وتجدد القتال في الجنوب، حيث يتهم الجنوبيون الخرطوم بدعم أطور، فيما عادت الرقابة الأمنية القبلية على الصحف جميعها بعد أن كانت مقتصرة على 3 صحف معارضة.

إلى ذلك أكد الاتحاد العام للصحافيين السودانيين تمسكه التام بقضية الحريات وعلى رأسها حرية الصحافة كما عبر الاتحاد عن رفضه لأي إجراء بتعطيل الصحف أو عودة الرقابة القبلية وفي ذات الوقت يدعو الاتحاد العام للصحافيين السودانيين للتمسك بالمكاسب الوطنية والإنحياز لقضايا الوطن المصيريةأ وقال الاتحاد في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «أن وحدة واستقرار الوطن تتطلب من الجميع الحرص التام وعلى الصحافة قيادة الرأي العام لتحقيق هذا الهدف وتفويت الفرصة على كل المتربصين بالبلاد، كما أكد الاتحاد استعداده لقيادة حوار شامل حول مستقبل الصحافة ودورها في المرحلة المقبلة وتوفير كل ما يعينها لتحقيق أهدافها المهنية والوطنية، .

وفي سياق آخر لقي 5 مدنيين مصرعهم في هجمات شنها مسلحون على سكان في منطقة قريبة من أبيي، واتهم حاكم المنطقة ميليشيا قبلية حدودية بشن الهجمات لإفراغ المنطقة من السكان قبل موعد الاستفتاء، وتواجه أبيي مصيرا معقدا حيث يخضع سكانها لاستفتاء منفصل عن استفتاء الجنوب لتحديد إن كان السكان يرغبون في البقاء مع الشمال أو الانضمام إلى الجنوب حال انفصاله، وتعد المنطقة من المناطق الغنية بالنفط، وهو أحد أسباب النزاع الحاد على المنطقة بين الشمال والجنوب.

على صعيد ذي صلة تحطمت طائرة مروحية تابعة لإحدى المنظمات غير الحكومية جزئيا عندما حاولت الهبوط في مهبط الطائرات بالبيبور بولاية جونقلي.. وقد أغلق مهبط الطائرات الأمر الذي أدى إلى تعليق الرحلات التجارية والناقلة للعون الإنساني.

وعلى صعيد دارفور قال مسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين إنه سيتوجه إلى الدوحة قبل الخامس عشر من الشهر الجاري للعمل على دفع مفاوضات الدوحة، وأكد صلاح الدين في تصريحات صحافية عقب لقائه السيد جبريل باسولي الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أن الوفد الحكومي سيقدم جملة من الأفكار لتفعيل المبادرة ودفعها لبلوغ غاياتها، وبحث لقاء صلاح الدين مع باسولي مباحثات الدوحة بين الخرطوم ومتمردي دارفور ودعا صلاح الدين إلى إعادة اختراع المبادرة القطرية للبدء في إعطاء نتائج ملموسة ونهائية لقضية دارفور حتى تصل عائدات السلام إلى المواطن.