استعدادات لصفقة تبادل جواسيس محتملة بين موسكو وواشنطن

تشمل عالما روسيا مدانا بالتجسس وشبكة العملاء النائمين لموسكو في أميركا والتسليم قد يكون في لندن

إيغور سوتياجين («نيويورك تايمز»)
TT

في إشارة إلى صفقة تبادل جواسيس محتملة بين الولايات المتحدة وروسيا في أعقاب الكشف عن شبكة من العملاء النائمين لموسكو في أميركا مؤخرا قالت أمس والدة عالم نووي روسي مسجون في روسيا بتهمة التجسس للولايات المتحدة إن ابنها نقل من معسكر اعتقال إلى موسكو أمس، وهو ما أكدته وكالات أنباء روسية ومحاميته.

وحسب هذه المصادر تريد روسيا مبادلة مواطنها إيغور سوتياجين الذي حكم عليه في 2004 بالسجن 15 عاما بتهمة نقل معلومات عسكرية سرية إلى شركة بريطانية قال الادعاء إنها واجهة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مقابل 10 روسيين جرى احتجازهم مؤخرا في الولايات المتحدة بسبب ما تردد عن عملهم كجواسيس.

وقالت والدة العالم ستيفلانتا سيوتايجينا لـ«نيويورك تايمز» إنها التقت ابنها أمس صباحا، وإنه التقى مسؤولين أميركيين بحضور رجال أمن روس. وحسب رواية الأم فإن المسؤولين الأميركيين ظلوا صامتين بينما كان مسؤولو الأمن الروس يعرضون المبادلة في سجن لفتروفو في موسكو. وقالت إن ابنها كان عليه أن يوقع اعترافا بالذنب بعد أن أبلغوه أنه لا يوجد وقت لأن عملاء موسكو سيوجه لهم الاتهام غدا (اليوم) في نيويورك.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن واشنطن تبحث عن مخرج سريع لقضية المتهمين بالتجسس لروسيا من خلال الحصول على محاكمة سريعة قبل إبعادهم، فيما يمثل ثلاثة منهم أمام القضاء الأربعاء.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من الملف أن فكرة الحكومة هي التوصل إلى اتفاق مع المشتبه بهم لكي يقروا بذنبهم مقابل تهم أقل خطورة ثم إبعادهم إلى روسيا أو مكان آخر.

وأضافت «نيويورك تايمز» أن مسؤولين أميركيين بدأوا مفاوضات مع محامي المتهمين العشرة الموقوفين في الولايات المتحدة الذين يواجه بعضهم عقوبات بالسجن تصل إلى 25 سنة.

وهذا الحل من شأنه أن يرضي موسكو وواشنطن على حد سواء. فإذا كان البلدان أكدا أن القضية لن تضر بتحسن علاقاتهما فليس من مصلحتهما حتما خوض معركة قضائية طويلة دون التحدث عن الضجة الإعلامية التي سترافقها.

ونقلت وكالة «ايتارتاس» للأنباء الروسية عن آنا ستافيتسكايا محامية إيغور سوتياجين الخبير في السلاح النووي والمدان بتهمة التجسس إنه جرى نقله إلى موسكو من معسكر اعتقال في شمال روسيا.

وقالت ستافيتسكايا إن سوتياجين (45 عاما) من المحتمل مبادلته بجواسيس آخرين سقط عنهم القناع.

وأفادت وسائل إعلام روسية بأن العميل المزدوج سيرجي سكريبال الذي حكم عليه بالسجن لمدة 13 عاما في سجن روسي عام 2006 من المرجح أن تجري مبادلته أيضا.

وقال إرنست تشيرني الناشط الروسي في الحقوق المدنية إن موسكو تريد إطلاق سراح من يعتقد أنهم جواسيس اعتقلوا في الولايات المتحدة بأسرع ما يمكن حسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقالت ستافيتسكايا إنها سمعت بأن نحو 11 جاسوسا مدانا سيجري نقلهم إلى الولايات المتحدة أو بريطانيا.

وأضافت أنه لم يعرف بعد متى ستجرى عملية المبادلة هذه. ومضت تقول: «وافق موكلي على المبادلة في لندن وإلا فإن حياته في روسيا ستتعرض للدمار».

وقالت انا ستافيتسكايا لـ«رويترز»: «إنهم يريدون مبادلة سوتياجين بواحد ممن اعتقلوا في الولايات المتحدة بتهمة التجسس». وأضافت: «إنها مبادلة واحد بواحد لذا فكل واحد من المعتقلين في الولايات المتحدة ستتم مبادلته بشخص واحد من روسيا».

وفي واشنطن قال مسؤول حكومي إن إدارة أوباما تبحث إمكانية إجراء صفقة تتضمن اعتراف المتهمين بأنهم مذنبون وعودتهم إلى روسيا في إطار مبادلة.

وأضاف أن اعتراف المتهمين بسرعة نسبية بأنهم مذنبون من شأنه تفادي محاكمات مطولة قد تلحق الضرر بالعلاقات بين البلدين.

وألقت أجهزة مكافحة التجسس الأميركية القبض الشهر الماضي على عشرة أشخاص للاشتباه بانتمائهم لشبكة تجسس روسية كانت تحاول اختراق دوائر صنع السياسة في الولايات المتحدة. وأوضح ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي في الوثائق القضائية أن كثيرا من الروس المتهمين كانوا يستخدمون أسماء مصطنعة ويبعثون إلى موسكو برسائل نصية غير مرئية في صور تنشر على المواقع الاجتماعية على الإنترنت.

وامتنعت متحدثة باسم جهاز المخابرات الخارجية الروسي عن التعليق ولم يؤكد أي مسؤول روسي حتى الآن إمكانية إجراء المبادلة. في غضون ذلك اتخذت محكمتان في الكسندريا وبوسطن قرارا بنقل ملفات خمسة متهمين بالتجسس لصالح روسيا إلى محكمة في نيويورك لتصبح جميع ملفات المتهمين العشرة في عهدة القضاء النيويوركي. فقد أمرت محكمة في الكسندريا (فرجينيا - شرق) بضاحية واشنطن بنقل ثلاثة متهمين بالتجسس إلى محكمة في نيويورك على ما أكد متحدث باسم النيابة العامة بيتر كار.

والمتهمون الثلاثة هم ميخائيل كوتزيك وناتاليا بيريفيرزيفا الزوجان اللذان يعيشان بهويتين مزورتين في ارلينغتون بضاحية واشنطن، وميخائيل سيمينكو. واتخذ قرار مماثل في بوسطن يتعلق بمتهمين آخرين هما دونالد هاورد هيثفيلد وترايسي لي آن فولي كما قال متحدث باسم النيابة العامة.

أما الملفات الخمسة الأخرى فقد باتت في عهدة القضاء النيويوركي.

ويتهم مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) هؤلاء الأشخاص العشرة الذين أوقفوا أواخر يونيو (حزيران) في الولايات المتحدة، وشخصا آخر تمكن من الهرب في قبرص، بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية.