الإسرائيليون يتوقعون إطلاق المفاوضات المباشرة في غضون أسابيع

مصادر إعلامية في تل أبيب: الاختبار الحقيقي للموقف الأميركي بعد انتخابات الكونغرس

جنديان اسرائيليان في احد شوارع مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية امس (إ.ب.أ)
TT

عقب الأجواء الإيجابية التي غطت لقاء القمة بين الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكدت مصادر إسرائيلية رسمية أن المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستتحول إلى مفاوضات مباشرة خلال الشهر المقبل. وحسب وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الذي تحدث فجرا مع نتنياهو، فإن المفاوضات المباشرة ستبدأ في غضون بضعة أسابيع قليلة. ورفض المسؤولون الإسرائيليون، بمن فيهم نتنياهو نفسه، إعطاء تفاصيل حول سبب هذا الانعطاف وإذا ما كان مبنيا على الاستجابة للشروط الفلسطينية.

يذكر أن السلطة الفلسطينية تشترط للانتقال إلى مفاوضات مباشرة أن تتوقف مشاريع الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية وأن يحصل تقدم ملموس في المفاوضات غير المباشرة على الأقل في مسألتي الأمن والحدود إضافة إلى قبول إسرائيلي بالبدء في المفاوضات من حيث انتهت إليه خلال حكم إيهود أولمرت.

ولكن لا يبدو من التصريحات الإسرائيلية الرسمية أن هناك أي استعداد لوقف مشاريع الاستيطان، بل إن القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية في شهر ديسمبر (كانون الأول) من السنة الماضية بتجميد البناء الاستيطاني بشكل جزئي لعشرة أشهر، يؤكد أنه لن يظل ساري المفعول إلى ما بعد 25 سبتمبر (أيلول) المقبل.

ويختلف المراقبون الإسرائيليون والأميركيون في تقييم الموقف من تجميد الاستيطان بعد لقاء القمة في واشنطن، خاصة أن نتنياهو وأوباما رفضا إعطاء إجابة شافية عن أسئلة الصحافيين في الموضوع وتهربا بشكل لبق. وعند ضغط الصحافيين الإسرائيليين على نتنياهو، خلال لقاء لاحق، قال: «تعلمنا في الجيش أن نتفادى الدخول في حقل ألغام، عندما نرى لافتة تقول: احذروا الألغام».

لكن مقربين من نتنياهو تحدثوا عن تفاهمات سرية، تقضي بأن يستمر تجميد البناء الاستيطاني الجزئي في كل المستوطنات باستثناء الكتل الاستيطانية التي تنوي إسرائيل الاحتفاظ بها، في إطار الحل الدائم، والتعويض عنها بأراض بديلة بالقيمة وبالمساحة نفسها.

وفي حين قالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو قدم أفكارا جديدة أعجبت أوباما حول موضوع الحدود والأمن، وهذا ما جعل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة ممكنا، قالت مصادر أخرى إن الأفكار تتعلق بأمور أخرى تماما، مثل إعطاء مزيد من التسهيلات للفلسطينيين، مثل: زيادة تصاريح التنقل للتجار الفلسطينيين، وتوسيع نطاق عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة، وزيادة الأموال المسموح دخولها إلى غزة، وتثبيت الخطوات التي أقدمت عليها إسرائيل لإنهاء الحصار المدني عن القطاع بما في ذلك السماح لمزيد من المرضى بالقدوم إلى إسرائيل لتلقي العلاج، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين في شهر رمضان، وفتح بعض المؤسسات المدنية لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس الشرقية وغيرها.

بيد أن معلقين إسرائيليين ممن التقوا مع مسؤولين أميركيين نقلوا انطباعات مغايرة. فكتب إسحاق بن حورين في الموقع الإلكتروني التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلا عن هؤلاء المسؤولين، أن «الأجواء الإيجابية ومحاولات مسؤولي البيت الأبيض إظهار المودة لنتنياهو، لم تكن مظاهر عشق مفاجئ. بل إن أوباما لم يستطع تزييف مشاعره، وبدا واضحا أن الاستقبال الحار كان مصطنعا». وأضاف: «الامتحان الحقيقي هو في الفترة التي ستعقب انتخابات مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وبعض حكام الولايات البرلمانية، التي ستجري في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. فعندها فقط تظهر حقيقة المواقف تجاه نتنياهو».

أما في حاشية نتنياهو، فساد الشعور بالزهو، وقالوا إن الأجواء في البيت الأبيض تدل على أن العلاقات الحميمة بين الادارتين؛ الإسرائيلية والأميركية عادت إلى سابق عهدها، وإن الشوائب التي سادت العلاقات مؤخرا انتهت. وعزوا ذلك إلى «حكمة نتنياهو وخبرته العميقة في السياسة الأميركية التي جعلته يغير الموقف الأميركي بشكل جذري من دون ضجيج».