فرنسا تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن في «أقرب وقت» للنظر بتطورات الجنوب اللبناني

كوشنير للحريري: نحن قلقون.. ونطالب بحرية الحركة لـ«اليونيفيل»

الرئيس اللبناني ميشال سليمان، مجتمعا أمس برئيس البرلمان نبيه بري، في قصر الرئاسة في بعبدا (دالاتي ونهرا )
TT

في بادرة تعكس قلق فرنسا العميق من المسار الذي تسلكه الأوضاع في جنوب لبنان وتحديدا في منطقة عمليات القوات الدولية، بعد المشاكل التي حصلت بين وحدات فرنسية عاملة في «اليونيفيل» وجنوبيين يظن أنهم قريبون من حزب الله، أعلنت باريس رسميا أنها ستطلب عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي «في أقرب وقت» للنظر في الأحداث الأخيرة ومن أجل تجديد دعم مجلس الأمن لـ«اليونيفيل» ولمهمتها في جنوب لبنان. وبحسب الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، فإن الوزير برنار كوشنير أبلغ رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بعزم فرنسا على التوجه إلى مجلس الأمن وذلك في اللقاء الذي جمعهما أول من أمس في منزل الحريري في العاصمة الفرنسية التي يزورها بصفة خاصة. وأفاد فاليرو أن كوشنير شدد أمام الحريري على «ضرورة التطبيق الحرفي لمضمون القرار الدولي رقم 1701 واحترام حرية حركة اليونيفيل». وتعتبر فرنسا أن احترام هذا المبدأ يشكل «شرطا أساسيا» لعمل قوات حفظ السلام الدولية.

وتساهم فرنسا بـ1500 جندي في قوات «اليونيفيل» جنوب لبنان وذلك منذ عام 2006. غير أنها العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن الذي له قوات في جنوب لبنان مما يرتب على باريس مسؤولية خاصة بالنظر لموقعها الدولي وحضورها في الجنوب ودورها في لبنان ككل. وقالت مصادر فرنسية رسمية إنها «لا تعرف سبب التوترات الأخيرة» بين وحداتها التي تعرضت للرشق بالحجارة أكثر من مرة ولمحاولة نزع سلاح بعض أفرادها وآلياتها وبين جنوبيين موالين لحزب الله. وفي الأيام الأخيرة، أدانت فرنسا أكثر من مرة وبشدة التعرض لقواتها وشددت على تمسكها المطلق بحق التحرك للوحدات الدولية في منطقة عملياتها وعلى ضرورة أن يضمن الجيش اللبناني ذلك.

وتشير مصادر فرنسية إلى «مسؤوليات خارجية» في التوترات الأخيرة وتحديدا إيرانية. وهي ترى في استهداف وحداتها «رسالة إيرانية» مرتبطة على الأرجح بتطورات الملف النووي الإيراني. ورغم الطابع الخاص للزيارة التي يجريها الحريري إلى باريس، فقد عقد فيها عدة لقاءات سياسية منها اجتماعه بالرئيس المصري حسني مبارك الاثنين الماضي بمناسبة زيارة الأخير القصيرة إلى العاصمة الفرنسية، حيث شدد على أهمية دور «اليونيفيل» في الجنوب والانتداب الذي تلقته من مجلس الأمن الدولي وترحيب لبنان بها. وينتظر أن يلتقي الحريري الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه ليعرض معه الوضع اللبناني وموضوع الجنوب وبشكل أوسع ملف الشرق الأوسط. ودعت باريس مؤخرا الأطراف في الجنوب إلى «تحمل مسؤولياتها» فيما استبعدت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع انسحاب القوة الفرنسية من «اليونيفيل». والجدير بالذكر، أن العناصر الفرنسية الأولى وصلت إلى الجنوب قبل 32 عاما. وترى فرنسا أن التعامل مع وحداتها بهذا الشكل والاتهامات التي توجه إليها وتحديدا من حزب الله «تتناقض مع واقع ما تقوم به» ميدانيا في حقل الأمن والعمل الصحي والإنساني.