وزارة البيشمركة: لسنا بحاجة لنشر قوات دولية في المناطق المتنازع عليها

ردا على تصريحات أوديرنو

TT

أكد أمين عام وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق اللواء جبار ياور أن «المناطق المتنازع عليها لا تشكو من مشكلات وصراعات عرقية حتى تستدعي تدخل قوات أجنبية. ومقارنة بالأعوام السابقة، فإن الحال أفضل بكثير، ولدينا أمل كبير بأن تحل مشكلة هذه المناطق وفق الآليات الدستورية التي حددتها المادة 140، التي تلقينا وعودا بتنفيذها من قبل الحكومة القادمة».

جاء ذلك ردا على تصريحات نسبت إلى الجنرال ريموند أوديرنو قائد القوات الأميركية في العراق أشار فيها إلى «أنه قد تكون هناك حاجة لنشر قوات تابعة للأمم المتحدة في المناطق المتنازع عليها في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية».

وقال ياور في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك جهودا حثيثة من رئاسة وحكومة الإقليم عبر الوفد التفاوضي الكردي الموجود حاليا في بغداد لدفع الكتل والقوى السياسية العراقية نحو التعهد بالالتزام بالدستور العراقي، وفي مقدمتها المادة 140 (بشأن المناطق المتنازع عليها خاصة كركوك) التي أبدت معظم الكتل والقوائم العراقية استعدادها لتنفيذها من قبل الحكومة القادمة. وبناء عليه، فنحن لدينا أمل كبير بأن تنفذ هذه المادة التي تتكفل بحل مشكلة المناطق المتنازع عليها، عندها لن نحتاج لأي تدخل خارجي في هذا الشأن».

وتابع أمين عام وزارة البيشمركة والمتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حرس الإقليم اللواء ياور: «نحن شركاء في هذا الوطن وفي الحكومة ومراكز القرار السياسي، ومنذ تأسيس الدولة العراقية قبل نحو قرن من الآن تعايشنا مع إخواننا العرب بسلام ووئام، ولم نشكُ من أية مشكلة أو صراع قومي بيننا وبين إخواننا العرب في العراق، وإنما مشكلاتنا كانت دائما مع الأنظمة الحاكمة التي تنكرت لوجودنا القومي، أو قمعت حرياتنا وهضمت حقوقنا القومية المشروعة، وأفضل دليل لعلاقاتنا مع إخواننا العرب هو الزيارات المتكررة للرئيس بارزاني إلى كثير من الدول العربية وآخرها مصر والأردن، وعلاقات القادة الأكراد الوطيدة مع كثير من القادة العرب، وهذه الزيارات نابعة من حرص قيادة الإقليم على إقامة أفضل العلاقات مع إخواننا العرب، وفي العراق نحن شركاء مع العرب في إدارة الحكم بالعراق الجديد. لكل ذلك لا نرى أية حاجة لتدخل قوات أجنبية في شؤون مناطق نحن قادرون على حل مشكلاتها».

وأشار ياور إلى أن «مشكلاتنا في العراق تنحصر في بعض القضايا العالقة مع الحكومة، وسنحاول بجهود الجميع أن نتغلب عليها بعد تشكيل الحكومة القادمة، وهي مشكلات لن تؤثر مطلقا على العلاقات الأخوية التي تربطنا بإخواننا من المكونات العراقية الأخرى». ونوه بأن «أوضاع المناطق المتنازع عليها أفضل بكثير عن السنوات السابقة، والوضع الأمني في تلك المناطق مستقر إلى حد بعيد قياسا بالسنوات الماضية، وتجدر الإشارة إلى أنأ مشكلة خانقين التي وقعت قبل سنوات، استمرت فيها جهود القادة لأكثر من شهرين حتى تم احتواؤها، ولكن المشكلة التي وقعت قبل أيام في قرة تبة بين القوات الكردية والجيش العراقي تم احتواؤها في نصف ساعة، وهذا دليل على التطور المذهل في علاقة المكونات العراقية في تلك المناطق، وعلى تفهمهم لحاجة المنطقة إلى الاستقرار الأمني والتعايش الأخوي، وهناك كثير من اللجان المشتركة لإدارة الوضع الأمني في هذه المناطق، وكذلك هناك مراكز تنسيق عسكرية بين قوات البيشمركة وقوات وزارة الدفاع العراقية والقوات الأميركية، التي استطاعت إلى حد كبير إدامة الوضع الأمني المستقر في المناطق المتنازع عليها».